الخليج والعالم
تطورات غزّة والضفة محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 07 أيلول/سبتمبر 2024، بالأحداث الحدودية التي أثرت في علاقات إيران مع روسيا، واهتمت بالتطورات الميدانية الحاصلة في غزّة والضفّة الغربية، كما تابعت بعض الصحف الإيرانية إستراتيجيات القرارات الأميركية التي تعكس سيطرة اللوبي الصهيوني على القرار.
ما السلوك الأفضل في الشرق الأوسط؟
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بعد 7 أكتوبر والهجوم "الإسرائيلي" المجنون على قطاع غزّة، وبعد توسيع جبهات القتال إلى شمال الأراضي المحتلة والضفّة الغربية وباب المندب والبحر الأحمر وغيرها، يظهر أن الشرق الأوسط على مسافة قصيرة جدًا من حرب واسعة النطاق، وليس الشرق الأوسط وحده الذي يعاني من مثل هذا الوضع، ففي الحدود الشمالية الغربية لإيران، أي في جنوب القوقاز، أصبح وضع الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ومواقف روسيا تجاه حدود إيران الشمالية غريبة، وفي الجنوب، أيضًا مواقف روسيا بشأن الجزر الإيرانية الثلاث مثيرة للجدل، والسؤال الذي يشغل أذهان الكثيرين هو كيف ينبغي لنا أن ننظر إلى العلاقات الدولية حتّى نتمكّن من التوصل إلى فهم سليم للعلاقات الإستراتيجية بين روسيا وإيران والحفاظ على حدود خلافاتنا مع روسيا وحماية سلامة أراضي البلاد واستقلالها السياسي".
وتابعت الصحيفة: "أول شيء يجب أن ننتبه إليه هو الانتماء الجغرافي القسري، شئنا أم أبينا، نحن في منطقة الشرق الأوسط وهذا جزء من حياتنا السياسية والدولية [...]".
ثانيًا، تتجاوز الاختلافات في هذه المنطقة اختلافات الأذواق وتمتدّ إلى الاختلافات الجيوسياسية، والخلافات الإقليمية، والخلافات الحدودية، والاختلافات الأيديولوجية، بل وتتجاوز كلّ هذه إلى الألغاز الوجودية، لذا فإن احتمال التنافس في هذه المنطقة للقضاء على الآخر قائم ومهم جدًا.
ثالثًا، من المواضيع التي تحظى باهتمام كبير في منطقة الشرق الأوسط الحجم الهائل للصراعات والخلافات"
وختمت: " استنادًا إلى هذا المنطق الذي يشكّل أيضًا القاعدة الأكثر وضوحًا في العلاقات الدولية، يتعين على إيران أن تتصرف على أساس النهج الذي يجعلها أقل عرضة للخطر وتحصل على أكبر قدر من الفوائد، بمعنى آخر، كيف ينبغي لإيران أن تنظر وتفهم وتتصرف في الشرق الأوسط من أجل الحصول على أعلى مستوى من الأمن والقوّة والمنافع؟ للإجابة عن هذا السؤال، ينبغي مراجعة تاريخ يمتد لـ 2500 عام من سلوك السياسة الخارجية بين الجهات الفاعلة واستخدام سلوك الجهات الفاعلة على المستوى العالمي الأول للوصول إلى العصر الحديث والحصول على سلوك الحكومات باعتباره النسخة الأكثر تطوّرًا من الجهات الفاعلة الأجنبية.
على مرّ التاريخ، استخدمت الحكومات 4 أساليب للحفاظ على وجودها وضمان النظام والسلام الدوليين في المرحلة المقبلة:
1. إستراتيجية اللجوء إلى دولة أكبر لضمان البقاء والأمن والنظام، وهذه الإستراتيجية هي إستراتيجية الدول الضعيفة؛ [...] على سبيل المثال، فإن سلوك المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية والعراق والعديد من الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط تستفيد من مثل هذا النموذج، ولكن بسبب العلاقات الداخلية والخارجية، لا تستطيع إيران استخدام مثل هذا النموذج.
2. الإستراتيجية الأخرى هي اللجوء إلى القانون الدولي، وهذا يعني أن الحكومة تعتمد على الترتيبات الواردة في الاتفاقيات القانونية الدولية للحفاظ على أمنها [...] على سبيل المثال، استخدمت إيران هذه الإستراتيجية في قضية خطة العمل الشاملة المشتركة؛ الثقة في الترتيبات القانونية الدولية، لكن هذه الإستراتيجية كانت خيالية ومضلّلة ومبنيّة على عدم فهم حقائق النظام الدولي.
3. الدبلوماسية: الدبلوماسية مهمّة في المواقف التي تتعارض فيها مصالح الحكومات، ومن خلال المفاوضات الدبلوماسية، يتم توفير الطريق للمساومة والتسوية، ويمكن تطبيق الدبلوماسية على القضايا الفنية والروتينية، ولكن عندما تكون مصالح الطرفين حيوية، لا يمكن متابعتها عمليًا بسبب عدم التراجع عن هذه المصالح [...] لقد أثبتت إيران مرات عديدة أنها تستخدم أداة الدبلوماسية لتحقيق مصالحها الوطنية، ولكن عندما لا تستطيع ذلك أو تكون أبواب الدبلوماسية مغلقة، لا يمكنك الاستمرار في النظر إلى هذه الأداة.
4. لكن الأداة الأكثر أهمية وموثوقية في العلاقات الدولية هي إستراتيجية توازن القوى، وتعتبر هذه الإستراتيجية من أكثر الإستراتيجيات فعالية للحفاظ على استقلال وسيادة الحكومات، وتمنع السياسات التوسعية التي يمكن أن تؤدي إلى الفوضى أو هيمنة أو تفوق حكومة ما على غيرها".
فجر فلسطين ليس ببعيد
من جهتها، كتبت صحيفة "كيهان": "النظام الصهيوني في وضع خاص، ومما لا شك فيه أن التهديدات الداخلية والخارجية ضدّ النظام، طوال تاريخه المخزي، لم تكن إلى هذا الحد، والآن يعتقد الجميع أن هذا النظام لا يملك الظروف اللازمة للاستقرار في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
أحد محلّلي هذا النظام المعروفين، والذي ظلّ على الدوام مركزًا إعلاميًا لتفسير وتبرير تصرفات الجيش "الإسرائيلي" منذ أكثر من 60 عامًا، قال قبل أيام، في إشارة إلى سير الحرب، عن الاستقالات المتتالية لمسؤولين عسكريين والتجمعات الاحتجاجية الحاشدة ضدّ الحكومة أنها أمر صعب للغاية، وما نشهده اليوم غير مسبوق وأن "إسرائيل" على وشك الانهيار".
وتابعت الصحيفة: "إنّ المطلب الرئيسي للمحتجين اليهود هو أن يوافق نتنياهو على وقف إطلاق النار مع حماس في غزّة ووقف الحرب فعليًا، لقد سئموا من فرض القيود التي سببها استمرار الحرب التي بدأت قبل 11 شهرًا، ولا يرون أفقًا لحلها لصالح "إسرائيل"، إن حقيقة أن الجيش ونتنياهو مسؤولان عن مشكلة لم يتمكّنوا من حلها منذ 11 شهرًا، أمر غير مقبول لدى غالبية اليهود، ويعتقدون أن نتنياهو علق "إسرائيل" عند أقدام حكومة لا قيمة لها ولا إنجاز. إن الطلب المدني وحتّى العسكري لإنهاء الحرب التي عانى فيها الفلسطينيون إنسانيًا وماديًا هو أمر مثير للاهتمام ويظهر عمق ما يجري في هذه الحرب، والآن الاستنتاج الذي توصل إليه الجيش والمعارضة والقوى المدنية التابعة للنظام هو أن نتيجة هذه الحرب لا يمكن أن تكون سوى الهزيمة في غزّة".
ثمن غباء واشنطن
هذا، وكتبت صحيفة "إيران": "في حين أن الشرق الأوسط يعيش التوّتر أكثر من أي وقت مضى ويقف عند نقطة تحول كبيرة وتاريخية، فمن الواضح أن السياسات الأميركية كان لها دور مهم في تشكيل الأحداث المؤسفة في هذه المنطقة [...] ما يُرى من أميركا في هذا الاحتمال ليس سياسة معقولة وصحيحة، بل هو استمرار لأخطائها الإستراتيجية السابقة الكبيرة والمتعددة، وبعد احتمال دخول لبنان على نطاق أوسع في الحرب في غزّة وتكثيف تحركات اليمن والعراق وسورية في طريق دعم فلسطين، لجأت الولايات المتحدة، بدلًا من النظرة البعيدة وبذل المزيد من الجهود إلى تنفيذ خطط لتسوية فورية ووقف الأعمال العدائية وإعلان وقف إطلاق النار في غزّة، كثفت إجراءاتها لتعزيز نظام "تل أبيب" المزيّف أكثر فأكثر [...] ولو أن واشنطن استخدمت المزيد من الحكمة وتعلمت مما حدث في حرب غزّة على مدى الـ 11 شهرًا الماضية، لكانت قد اتّخذت نهجًا مختلفًا تجاه احتمال تصعيد حرب غزّة، لكن إصرارها المتجدّد على تسليح كلّ الصهاينة أظهر أنّ أميركا لا تزال تعتبر مصالحها الداخلية التي تعتمد على استمرار دعم الرأسماليين اليهود الكبار للآليات السياسية الأميركية، أفضل من كلّ ما قد ينشأ عن نطاق حرب كبرى في المنطقة واحتمال تصعيدها".
فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالشرق الأوسط