الخليج والعالم
منافسة "محمومة" بين ترامب وهاريس
كتب براد بانون Brad Bannon وهو مستطلعُ آراءٍ ديمقراطي مقالة نُشرت على موقع The Hill أشار فيها إلى أن السباق الرئاسي في الولايات المتحدة لا يزال حامياً، وذلك بحسب استطلاعات أجراها الموقع المذكور للولايات المتأرجحة بين تاريخي الثالث والثامن والعشرين من آب/أغسطس الماضي.
ولفت الكاتب إلى أنّ "نائب الرئيس كامالا هاريس، ومنذ اختيارها كمرشحة الحزب الديمقراطي، قامت بتثبيت قاعدة حزبها وجمع مبالغ طائلة، واختيار شخصية تحظى بشعبية لتولي منصب نائب الرئيس"، وأضاف "أما الرئيس السابق دونالد ترامب فهو يواجه مشاكل عدّة منذ الصيف الماضي، حيث قال كلامًا غير منسجمًا في حملته، كما اختار شخصية انقسامية لمنصب نائب الرئيس".
كذلك أشار إلى انشقاق شخصيات جمهورية بارزة مثل السيناتور بات تومي Pat Toomey من ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، والنائب السابقة عن ولاية Wyoming، Liz Cheney وهي ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك شيني Dick Cheney، حيث قال إنّ "هاتين الشخصيتين هما أحدث صوتين جمهوريين عبّرا عن نيّتهما عدم التصويت لصالح مرشح الحزب (الجمهوري)".
كما لفت الكاتب إلى أنّ هاريس وتيم ويلز Tim Walz (نائبها) زارا الولايات المتأرجحة بينما بقي ترامب في منتجعه في Mar - a - Lago.
هذا، ونبّه الكاتب إلى أنّ ذلك لم ينتج "الموجة الزرقاء الكبيرة" (أي موجة الدعم للديمقراطيين) كما قد يتوقّع في ظلّ الحماسة الديمقراطية. كذلك أشار إلى أنّ السباق لا يزال محمومًا في الولايات السبع المتأرجحة.
كذلك أكد على "أنّ أياً منهما لا يمكن أن يحظى بدعم واسع يتخطّى حدود الكتل الانتخابية، وعلى أنّ الرئيس المقبل يحتاج إلى تفويض شعبي كبير من أجل تنفيذ أجندته"، مستبعدًا أن يكون أي من المرشحين قد نال مثل هذا التفويض بعد إجراء الانتخابات.
كما أضاف أنّ الفائز سيضطر إلى التعامل مع كونغرس منقسم، ما سيصعّب على هاريس تنفيذ الوعود التي تطلقها في الحملة. كذلك أردف بأن الانقسامات العميقة في السياسات الأميركية تمنع أياً من الحزبين من أن يحقّق تفوّقاً ملحوظًا على الصعيد السياسي، أو أن يحصل على تفويض من أجل المضي في سياسة محدّدة.
وتابع الكاتب، أنّ من أعمق الخلافات في الجسم السياسي هو ما بين الناخبين البيض الذين يحملون الشهادات الجامعية، والناخبين البيض الذين لا يحملون هذه الشهادات. كما أشار إلى أنّ سبعةً من أصل عشرة ناخبين من غير البيض صوتوا لصالح بايدن (في الانتخابات الماضية) بغضّ النظر عن مستوى التحصيل العلمي، بينما صوتت غالبية صغيرة من البيض الذي يحملون الشهادات الجامعية لصالح بايدن. أما البيض الذين لا يحملون الشهادات الجامعية فلفت الكاتب إلى أنّ نسبة ثلثي منهم صوتوا لترامب.
هذا، ونبّه الكاتب إلى أنّ الناخبين البيض من ذوي الدخل القليل سيستفيدون كثيرًا من أجندة شعبوية تقدمية، وبناء عليه طرح سؤالًا عن سبب تصويت هؤلاء ضدّ مصالحهم الاقتصادية، مضيفًا أنّ الإجابة تكمن في كون هذه الفئة من البيض من ذوي الدخل القليل وغير الحاملين للشهادات الجامعية هم "محافظون اجتماعيًا"، وفق تعبيره.
كذلك أشار الكاتب إلى أنّ "ترامب يسعى جاهدًا إلى استغلال الميول الاجتماعية لدى هؤلاء الناخبين من أجل ثنيهم عن دعم الديمقراطيين". وأضاف أنّ "خطاب ترامب الذي يحمل بصمة عنصرية هو مؤثر جدًا في مواجهة منافس من ذوي الأصول الإفريقية".
وعليه، خلص الكاتب إلى أنّ "هذا هو سبب بقاء السباق الرئاسي محموماً، رغم كلّ الزخم لدى هاريس". كما قال إنّه "يتعين على هاريس تخطي الانقسامات الاجتماعية والعرقية التي تقف عائقًا أمامها إذا ما أرادت أن تكون مرشحة ورئيسة ناجحة".
وفي الختام، توقع الكاتب أن تكون المنافسة حامية في يوم الانتخابات، لكنّه استبعد حدوث أي اختراق كبير على صعيد المبادرات الاقتصادية التقدمية، وذلك طالما صوّت البيض من ذوي الدخل القليل بناء على الانحياز الاجتماعي بدلًا من مصالحهم الاقتصادية.
الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامبكامالا هاريس