الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: "تل أبيب" في صدمة من ضربة "الأربعين"
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين بالأوضاع الإقليمية، لا سيما الخبر الأبرز وهو عملية "يوم الأربعين" التي شنّها حزب الله، إذ أخذت مجالًا واسعًا من البحث والتحليل في الصحف.
كما اهتمت بمتابعة أوضاع المفاوضات، لا سيما بعض الثغرات العالقة كمحوري "فيلادلفيا" و"نتساريم".
وتطرقت الصحف للأوضاع الداخلية المتعلقة بالنشاط الذي يمارسه وزراء الطاقم الجديد لحكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
تغيير معادلة الردع على طريقة السيد نصر الله
وفي هذ السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "صباح الأحد، تزامنًا مع أربعينية الإمام الحسين (ع)، أصدر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الأمر ببدء المرحلة الأولى من الرد على جريمة اغتيال الشهيد الحاج فؤاد شكر عند الساعة 5:15، في عملية دقيقة.
ورأت أنّ ما حدث عمليًا هو نجاح كامل للعملية التي خطط لها الحزب، والتي تمكن خلالها من اختراق "المنظومات الدفاعية"، ومنع القبة الحديدية من اعتراض الصواريخ والمسيرات والحؤول دون بلوغها الأهداف والنقاط المستهدفة بشكل كامل، بما في ذلك المنشآت المعلوماتية والاستخباراتية ذات الصلة مع الموساد، لتدمير جهاز الشاباك ووحدة الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال المعروفة باسم 8200.
وأكدت أن "عجز الكيان الصهيوني عن الدفاع"، و"المفاجأة الاستخباراتية"، كانتا نقطتين مهمتين للغاية ظهرتا مرة أخرى في هذه العملية، وأظهرتا أن ما استخدمه الصهاينة في دعايتهم الإعلامية في ما يتعلق بالجاهزية العسكرية والاستخباراتية وعدم إمكانية اختراق منظومات القبة الحديدية، هو أمر كاذب، ولا علاقة له بالحقائق في ساحة المعركة".
وأوضحت: "في أحد تصريحاته بهذا الخصوص أعلن السيد نصر الله أن المرحلة الأولى من الانتقام قد انتهت بنجاح، في حين بذلت السلطات الصهيونية جهدًا كبيرًا لمقاطعة ومراقبة الأخبار المتعلقة بهذه العملية منذ الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، حتى تتمكن من إخفاء الأبعاد الواسعة لضعفها من خلال خلق روايات كاذبة، ولذلك، أصدرت حكومة بنيامين نتنياهو على الفور سلسلة من اللوائح الجديدة لوسائل الإعلام لتغطية الأضرار الناجمة عن الهجمات الصاروخية على البنية التحتية الإستراتيجية والقواعد العسكرية".
وتابعت: "كان فشل الإجراءات السرية التي قامت بها حكومة بنيامين نتنياهو واضحًا من جانبين على الأقل: أولًا، على الرغم من أن العديد من وسائل الإعلام الغربية الصهيونية كذبت لقلب حقيقة القصة رأسًا على عقب، فإن الرواية الأساسية والمركزية حول العملية هي التي ترسخت في الأجواء الإعلامية والرأي العام في المنطقة، وخاصة المستوطنين، وثانيًا، مستخدمو الفضاء الإلكتروني في "إسرائيل" منذ الساعات الأولى من الصباح، بغض النظر عن الرواية والدعاية الكاذبة التي تنشرها وسائل إعلام النظام والجهاز الإعلامي نشروا ما يوثق الحقيقة التي ذكرها بيان حزب الله".
الأولوية تحييد العقوبات
من جانب آخر، قالت صحيفة "إيران": "دارت محادثة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، مساء السبت، مع وسائل الإعلام الوطنية، حول شرح أهداف الحكومة الرابعة عشرة ونهجها في مجال السياسة الخارجية، إذ أدلى بتصريحات مهمة حول ملف المفاوضات النووية ومنظور البلاد لتحديد مسألة العقوبات، ووصف عراقتشي المفاوضات بأنها إحدى الفرص الممكنة للبلاد لتحييد العقوبات، وأكد ضمنيًا أن الأهم من المفاوضات هو أنه سيحاول إعطاء فرصة للسياسة الجديدة لتحييد العقوبات بحيث تتجه السياسة الخارجية نحو هدف آخر هو التنمية المتوازنة".
وقالت :"إن وزير الخارجية في الجزء الأهم من كلمته شدد على أنه "لا يمكن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشكلها الحالي، ويجب إعادة فتح هذه الوثيقة وتغيير أجزاء منها، وما يعنيه ذلك، هو أن التركيز على عملية التفاهم حول الملف النووي لن يخلو من الاهتمام بالتطورات المهمة على الساحة الداخلية والخارجية، بما في ذلك إيجاد إمكانيات أمام إيران لتنفيذ سياسات جدية في عملية الدبلوماسية الاقتصادية".
وبحسب "إيران": "مما لا شك فيه أن الهدف الأول المتمثل في الاهتمام بالاعتبارات والأهداف والخطوط المحددة في عملية المفاوضات النووية في ظل نهج الحكومة الرابعة عشرة التي توصف بـ"المفاوضات الكريمة"، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التصميم والتخطيط وتنفيذ سياسة متعددة الأوجه؛ سياسة تنفذ العديد من البدائل وتحاول عدم ربط تقدم أهداف السياسة الخارجية للدولة بحدوث تغييرات محددة، وهي أولوية وصفها عراقتشي بالمهمة التي أعلنها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، وأكد أنها ستكون على رأس السياسة التنفيذية للحكومة الرابعة عشرة، ووفقًا له، فإن المهمة الأولى التي لها أولوية أعلى هي تحييد العقوبات، وهي تتعلق بالحكومة بأكملها، وعلى الحكومة أن تتحرك في هذا الاتجاه، وعلى وزارة الخارجية أيضًا المساعدة والتحرك في هذا الاتجاه".
أين يقع محور "فيلادلفيا" و"نتساريم" وما أهميته؟
وفي سياق المناقشات الدائرة حول المفاوضات لوقف إطلاق النار، والبحث عن العقدة المتعلقة بالممرات البرية في غزة، كتبت صحيفة "همشهري": "محور "فيلادلفيا" منطقة مدنية محايدة يبلغ طولها 14 كيلومترًا وعرضها 100 متر، وتقع على كامل الحدود بين مصر وغزة، ويمتد هذا الطريق من البحر الأبيض المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم – منطقة العبور على حدود غزة ومصر والأراضي المحتلة، وتم إنشاء هذه المنطقة لأول مرة بموجب معاهدة عام 1979 بين مصر والكيان الصهيوني. كما يضم هذا المحور معبر رفح، وهو المعبر الوحيد بين مصر وغزة. وبموجب اتفاق 1979، سُمح لـ "تل أبيب" بنشر قوات مسلحة محدودة على طول المحور، تتألف من أربع كتائب مشاة ومنشآتها العسكرية والأسوار الحدودية مع مراقبين من الأمم المتحدة، إلا أنه لم يُسمح للصهاينة بنشر معدات عسكرية مثل الدبابات أو المدفعية أو الصواريخ المضادة للطائرات في هذه المنطقة، وفي عام 2005، سحب الكيان الصهيوني قواته من غزة، بما في ذلك محور "فيلادلفيا"، وكان هذا المحور آنذاك تحت سيطرة مصر والسلطات الفلسطينية".
وأضافت: "أما ممر "نتساريم" فهو عبارة عن أرض بطول 6 كيلومترات تقسم غزة إلى شمال وجنوب، وهذه المنطقة أنشأها الصهاينة خلال الحرب الحالية وتمتد من حدود الأراضي المحتلة إلى البحر الأبيض المتوسط، وقد استخدم الصهاينة "نتساريم" لشن عمليات عسكرية في غزة"، قائلة إن "سيطرة الصهاينة على هذا المعبر تمت بهدف ممارسة سيطرة دائمة على حياة الفلسطينيين في غزة بعد الحرب".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف