الخليج والعالم
سياسات كيان العدو الحالية تهدّد الاستقرار الإقليمي والعالمي
نشرت مجلة "فورين بوليسي" البريطانية مقالًا للكاتب ستيفن والت، تضمن تحليلًا للوضع الراهن في الكيان الصهيوني، حيث أشار إلى أنَّ البلاد تمر بأزمة حقيقية على عدة أصعدة.
وأوضح والت أنَّ "إسرائيل" تواجه انقسامات عميقة بين مستوطنيها، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والاجتماعي، لافتًا إلى أنَّ جيش العدو "الإسرائيلي" يعاني من إرهاق نتيجة الحرب المستمرة في غزّة، التي يبدو أنه من غير الممكن تحقيق نصر فيها.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن نحو 60,000 مؤسسة تجارية في كيان العدو قد تغلق أبوابها هذا العام، مما يعكس معاناة حقيقية في الاقتصاد "الإسرائيلي".
وأضاف الكاتب أنَّ السلوك "الإسرائيلي" الأخير تسبب في تضرر كبير لصورة الكيان على الساحة الدولية، مما أدى إلى تحولها إلى "دولة منبوذة" بشكل غير مسبوق. مشيرًا إلى أنَّه "يلاحظ تراجع كبير في الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، حيث يعارض العديد من الشباب الأميركيين، بمن فيهم اليهود، رد إدارة بايدن الضعيف على أفعال "إسرائيل"".
ولفت الكاتب إلى أنَّ إلقاء اللوم على رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يعد تجاهلًا لمشكلة أعمق تتعلق بالتآكل التدريجي للفكر الاستراتيجي "الإسرائيلي" على مدى العقود الماضية، فقد كانت الاستراتيجية "الإسرائيلية" في العقود السابقة تتميّز بالقوّة والفعالية، ولكن مع مرور الوقت، أدت القرارات الاستراتيجية منذ عام 1967 إلى تقويض ما يُسمى "الأمن الإسرائيلي"، وأثرت على الوضع الداخلي والخارجي للكيان.
استعرض والت تاريخيًا كيف شكَّل انتصار "إسرائيل" في حرب عام 1967 نقطة تحوُّلٍ ساهمت في تعزيز شعور الغطرسة، ما أدى إلى اتّخاذ قرارات استراتيجية غير مدروسة مثل احتلال الضفّة الغربية وغزّة. وقد تسبب ذلك في ظهور معضلة بين "الحفاظ على الطابع اليهودي لـ"إسرائيل" وتطبيق النظام الديمقراطي"، مما دفع إلى تطبيق نظام فصل عنصري يتعرض لانتقادات متزايدة دوليًا.
و"أدى التراخي في التفكير الإستراتيجي بحسب الكاتب إلى زيادة الاعتماد على الدعم الأميركي، مما أعطى شعورًا زائفًا بالحصانة، ووفقًا لتوقعاته، فإن استمرار السياسات الحالية قد يضر بمصالح كيان العدو على المدى الطويل ويهدّد الاستقرار الإقليمي والعالمي.
ولفت الكاتب إلى أنَّ العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة قد تؤدي إلى زيادة العداء لـ"إسرائيل" والمعارضة الدولية.
وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على ضرورة أن يعيد داعمو الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة تقييم موقفهم وضغطهم على صناع القرار لتبني سياسات أكثر صرامة، قد تساعد "إسرائيل" في إعادة النظر في استراتيجيتها، و أنَّ عدم حدوث تغييرات قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الحالية وربما إلى كارثة.
الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيالإعلام الغربي