الخليج والعالم
العراق: تصاعد الأصوات المطالبة برحيل الأميركيين من البلاد
على وقع التجاوزات والانتهاكات الأميركية المتكرّرة للسيادة الوطنية العراقية، وآخرها قصف مقرات تابعة لقوات الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر شمال محافظة بابل، والتسبب باستشهاد أربعة مقاتلين، تصاعدت الأصوات المطالبة بخروج القوات أجنبية - ولا سيما الأميركية - من الأراضي العراقية بأسرع وقت ممكن.
الأمين العام لمنظمة بدر، والقيادي في الإطار التنسيقي، هادي العامري، أكد "أن قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق لا رجعة فيه، والإعلان عن جدولة انسحابها سيكون في أقرب فرصة ممكنة"، مشيرًا إلى "أن كلّ الشر وما يحدث في المنطقة هو بسبب الوجود الأميركي في العراق". ورأى العامري "أن غزّة أصبحت قضية لتمييز الحق من الباطل، وموقف العراق واضح وداعم للمقاومة الإسلامية".
من جانبها، طالبت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، الحكومة العراقية، بوضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد، مؤكدة "أن الوضع سيخرج عن السيطرة في حالة بقاء قوات الاحتلال داخل الأراضي العراقية".
وأشارت اللجنة عبر تصريحات لبعض أعضائها إلى أن مجلس النواب كان قد صوّت قبل أكثر من أربعة أعوام، وتحديدًا بعد حادثة اغتيال كلّ من الشهيد أبو مهدي المهندس، والشهيد قاسم سليماني، مطلع عام 2020 على إخراج القوات الأجنبية من العراق.
في قبال ذلك، ادعت نائبة المتحدث باسم وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون"، سابرينا سينغ، أن الضربة التي استهدفت قوات الحشد الشعبي في شمال محافظة بابل، كانت دفاعية، وجرى تنفيذها بعد رصد هجوم على وشك الوقوع، مشيرة إلى "أن الولايات المتحدة لن تتردّد في اتّخاذ التدابير "الدفاعية" لضمان سلامة جنودها ومصالحها في العراق والمنطقة".
وأكدت سينغ "أن هناك إجراءات إضافية تشمل تغييرات في وضع القوّة الدفاعية الحالية والمستقبلية، والتي ستتّخذها الوزارة لدعم حلفائها في المنطقة، وقد تشمل نشر قوات إضافية في المنطقة".
وتعزز هذه التصريحات، النوايا والتوجّهات الأميركية الحقيقية التي تتناقض مع ادعاءات بعض الساسة والمسؤولين الأميركيين بشأن مغادرة العراق، وهو ما يتطلب مواقف عراقية حازمة لاستعادة وتحقيق السيادة الوطنية، وإنهاء الهيمنة الأميركية على مقدرات البلاد.
من جانب آخر، شهدت العاصمة العراقية بغداد، إقامة العديد من مجالس العزاء والتأبين على روح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتاله الكيان الصهيوني في عملية غادرة عندما كان متواجدًا في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأول من شهر آب/اغسطس الجاري، والقيادي في حزب الله اللبناني، الشهيد فؤاد شكر، الذي استشهد جراء غارة صهيونية استهدفت مبنى سكنيًّا في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مساء يوم الأربعاء الماضي.
وشهدت مجالس العزاء حضور شخصيات ونخب سياسية ودينية واجتماعية وعشائرية وأكاديمية مختلفة، فضلًاعن المشاركة الجماهيرية الواسعة فيها.
في ذات الوقت، خرجت مظاهرات شعبية حاشدة في أغلب المحافظات العراقية، تندد بجرائم الكيان الصهيوني الغاصب، وتطالب بالثأر لدماء الشهيدين هنية وشكر، ولدماء كلّ شهداء المقاومة.