الخليج والعالم
تراجع قوة أميركا محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء (30 تموز 2024)، بالتطورات العالمية التي يعكسها تعامل الدول الكبرى مع القضية الفلسطينية وحرب غزّة، وكيف أن الهيمنة الأميركية أضحت أكثر تسافلًا بفعل تصرفاتها مع الصهيونية. كما اهتمت أيضًا بالتفاعلات الأخيرة بين الكيان الصهيوني وحزب الله في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وكذلك بالتطورات الحاصلة في الداخل الإيراني في موضوع الحكومة الجديدة.
الشرق والغرب...الحل أو العجز
كتبت صحيفة "وطن أمروز": "سجّل العالم، خلال الأسبوع الماضي، إطارًا آخر لواقع الأنظمة العالمية المتغيّر؛ حقائق مؤسفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة تُظهر ضعف واشنطن الشديد في الحوكمة العالمية. وقد أثبتت الدعوة التي وجهها الكونغرس الأميركي إلى بنيامين نتنياهو، مجرم الحرب الذي وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام ضدّه بعد أيام قليلة من اجتماع الجماعات الفلسطينية في بكين، والذي أظهر إرادة هذه القوّة العالمية لحل الأزمة العالمية، أن دور هيمنة الولايات المتحدة الأميركية بعيد كلّ البعد عن واقع السياسة الدولية، فهي لم تعد قوة مهيمنة؛ بل تحولت إلى وضع "قوة عظمى ضعيفة"".
وبحسب "وطن أمروز": " إن ما حدث في بكين وواشنطن العاصمة حيال قضية مشتركة، وهي الأزمة الفلسطينية الدولية، قدم صورة إيجابية للصين كونها "قوة عظمى مسؤولة". ومن خلال "الانقلاب الدبلوماسي" ضدّ واشنطن بما يتماشى مع استراتيجية "الصعود الهادئ" التي تنتهجها رسخت بكين نفسها قوةً عظمى صانعة للسلام. وكانت هذه العملية قد بدأت بعد الوساطة بين إيران والسعودية وإعادة الصين العلاقات بين طهران والرياض بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان مباشرة؛ فكانت إشارة مهمّة في ملء فراغ السلطة في الشرق الأوسط من دون الولايات المتحدة من خلال المحور الشرقي لإيران والصين. وكذلك نقل الطاقة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وكانت هذه الرسالة واضحة ومؤلمة للبيت الأبيض لدرجة أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال خلال رحلته إلى الأراضي المحتلة في مطار بن غوريون: أميركا لن تسلّم المنطقة لإيران والصين".
كما قدمت بكين، خلال الشهر الماضي، صورة إيجابية عن نفسها، فقد أظهرت فيها استعداد هذه القوّة العظمى الشرقية لحل التحديات والأزمات العالمية. وفي بكين، توصلت جميع الفصائل الفلسطينية إلى توافق حيال "المطالب الفلسطينية لإنهاء الحرب"، وكان الجزء الأهم من البيان الختامي هو تشكيل حكومة "لإدارة شؤون شعب غزّة والضفّة الغربية، والإشراف على إعادة الإعمار"، وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات".. في المقابل ماذا فعلت الولايات المتحدة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو؟ سياسي الحرب الذي وصل إلى النهاية، والذي انطلق في الكابيتول هيل وسط هتافات محرجة من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين".
الوحدة في عين الكثرة
كتب مسعود رضائي أحد المحللين السياسيين في صحيفة "جام جم": " في مراسم تعيين قائد الثورة لحكم الرئيس الرابع عشر الذي انتخبه الشعب، كنت حاضرًا أيضًا مع العشرات من الإعلاميين. وشارك في هذا الحفل، وغيره من الاحتفالات المماثلة، مجموعة واسعة من المسؤولين الوطنيين والعسكريين الحاليين والسابقين والشخصيات السياسية والثقافية والدينية والاقتصادية والناشطين في مختلف المجالات، فضلًا عن الضيوف الأجانب. في الحفل ما يستحق الاهتمام وهو وجود شخصيات ذات وجهات نظر وأفكار ومعتقدات وممارسات وخلفيات مختلفة، وتحت هذا السقف، كان الناس يجلسون أحيانًا جنبًا إلى جنب مع بعضهم البعض، وربما كانوا على مسافة كبيرة من بعضهم البعض في أفكارهم وسلوكهم السياسي، وأصبح الانتقاد المستمر لبعضهم البعض هو عادتهم اليومية".
وتابع رضائي: "من الواضح أن هذه التعددية ليست مجرد حقيقة لا يمكن إنكارها ولا مفر منها في بلادنا، ولكنها تعدّ أيضًا أمرًا إيجابيًا ومفيدًا بشكل عام، ولكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هذا التعدد يمكن أن يجلب دائمًا أضرارًا كبيرة؛ لأنه في حال اندلاع الهجوم على بعضهم البعض، واتّخاذ طريق المبالغة والخروج عن السيطرة لأسباب مختلفة، فمن الممكن أن تنتهي إلى الأعمال العدائية والصراعات، ثمّ في هذا المأزق، يلحق مثل هذا الضرر بالبلاد والأمة وبشعب إيران؛ حيث لا يكون من الممكن تعويضه وإصلاحه. ونتيجة لذلك يجب أن يصل هذا التعدد إلى الوحدة في مكان ما؛ مكان يمكن فيه للجميع بكلّ فكر ومعتقد وطريقة أن يجلسوا جنبًا إلى جنب، ويشكّلوا أمة واحدة ويظهروا الوحدة الوطنية، ويوم تعيين المرسوم الرئاسي رأيت هذا الوطن الموحد وهذه الوحدة الوطنية تحت سقف حسينية الإمام الخميني، وبحضور قائد الثورة الإمام الخامنئي".
حقيقة الهجوم الصهيوني على حزب الله
كتبت صحيفة "كيهان" اليوم: "إن النظام "الإسرائيلي" الغاصب يخاف جدًا من أن يضطر إلى مغادرة غزّة وإنهاء الحرب التي لم تسفر عن أي نتائج. ولذلك اتجه إلى إثارة قضايا أشبه برمي السهام في الظلام، بدعوى حل المشكلة بين أميركا و"إسرائيل" في ما يتعلق بالعملية ونتائج الحرب وأفقها، وهو أحد هذه الحالات، كما أن تهديد حزب الله برد قوي على حادثة "مجدل شمس" يعدّ أيضًا أحد هذه الأسهم". وتابعت: "إن الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي، في نادٍ في مجدل شمس في الجولان المحتل ومقتل 12 مواطنًا من أصل سوري وإصابة نحو 20 آخرين منهم، لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع الدعاية التي تطلقها أجهزة النظام الأمنية والنفسية. والنظام الصهيوني يعرف أن سياسة حزب الله، خلال هذه الأشهر العشرة تقريبًا، لم تكن أبدًا هجومًا على المدنيين...وعندما لم يهاجم حزب الله العناصر المدنية في الأراضي الشمالية من فلسطين، فكيف يمكنه مهاجمة المواطنين السوريين في الجولان المحتل؟".
وبحسب " كيهان": " إن رئيس وزراء النظام الغاصب، خلال رحلته إلى واشنطن قبل أيام والتصفيق المستمر والمتكرّر له من الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس النواب الأميركي وهو عار أبدي لهم، يريد التظاهر بأن "إسرائيل" حققت قوة لم تكن تمتلكها قبل الرحلة؛ لذلك يجب محاسبة المعارضين والمنافسين في الداخل والخارج. ويمكن في الواقع تحليل تهديد حزب الله برد قوي من جانب "إسرائيل" في هذا الإطار، وبالطبع هذه الادّعاءات تتعارض مع الواقع الخارجي؛ بداية، ألم يقف الأميركيون إلى جانب "إسرائيل" منذ بداية حرب غزّة؟ والأميركيون أنفسهم أعلنوا مرارًا وتكرارًا عن ارتفاع حجم مساعداتهم العسكرية والاستخباراتية والمالية لـ"إسرائيل" في حرب غزّة نفسها، كما كشفت الأوساط الأميركية نفسها قبل نحو شهر، بعد جريمة مخيم النصيرات أن الجيش الأميركي أعطى معلومات، وقامت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بالمشاركة في العملية الإجرامية التي استهدفت هذا المخيم الواقع شمال غرب مدينة رفح، بإرسال وحدة عسكرية لإطلاق سراح الأسرى".
وختمت الصحيفة: " يبدو أن النظام يحاول التغطية على فشله في غزّة من خلال تسليط الضوء على خطر حزب الله، إن سلوك نتنياهو وتجاهلاته خلال رحلته إلى الولايات المتحدة تُنبئ عن الإفلاس وأيديه الفارغة، لأن الجميع يعلم أن مصيره وحكومته فقد أهميته بالنسبة إلى مسؤولي الحزب الديمقراطي والحزب المنافس له".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيغزةالصحف