الخليج والعالم
هل ستستطيع هاريس كسب أصوات ولاية ميشيغان من بوابة غزة؟
توقف الكاتب آندرو پین في مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" عند زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، مشيرًا إلى أنَّها سلطت الأضواء السياسية على الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي حول الحرب في غزّة.
وأضاف الكاتب أنَّ سجل نائب الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المرجحة لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس حول هذه القضية، وإلى جانب قرارها عدم حضور خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، لافتًا إلى أنَّ ذلك رفع الآمال داخل الدوائر المحسوبة على المعسكر التقدمي بأنها قد تتبنّى موقفاً أقوى حيال الكيان الصهيوني.
وتابع أنَّ تحوّلاً مثل هذا قد يكون في غاية الأهمية على صعيد إقناع الناخبين المؤيدين للفلسطينيين الذين يشعرون بخيبة أمل حيال بايدن بالتصويت لصالح هاريس.
كذلك، أوضح الكاتب أنَّ نواب الرؤساء عادة ما يتبنون نهج الحزب في الشؤون الخارجية، إلا أنَّ هاريس تتميّز بكلامها الصريح حول السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط. ولفت في هذا السياق إلى خطاب ألقته في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد لقائها عددًا من القادة العرب، حيث أعربت عن قلقها من حجم معاناة المدنيين في غزّة.
واعتبر الكاتب أنَّه وبينما جدَّدت هاريس التأكيد على موقف إدارة بايدن في ما يخص "حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها ضدّ حماس"، إلا أنَّها أصرَّت أيضًا على ضرورة احترام القانون الدولي، مما يفيد بأنَّ سلوك كيان العدو ربما لا يلبي هذا الشرط، مذكرًا بما قالته عن أهمية الطريقة التي "تدافع فيها "إسرائيل" عن نفسها".
وأشار الكاتب إلى أن هاريس كانت أول مسؤولة رفيعة المستوى في إدارة بايدن طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك في آذار/مارس الماضي، وإلى أنَّها تبنَّت كذلك نبرة حادة في انتقاداتها لطريقة تعامل الحكومة "الإسرائيلية" مع الوضع الإنساني، حيث تحدثت عن "ظروف غير إنسانية" في قطاع غزّة.
كما لفت الكاتب إلى ما قالته هاريس عن ضرورة التحرك انطلاقًا من الإنسانية المشتركة، ودعوتها حكومة نتنياهو إلى القيام بالمزيد من أجل إدخال المزيد من المساعدات من دون تقديم الأعذار.
ورأى الكاتب أنَّ كلام هاريس حول الحرب قد يساعد على الترويج لها كزعيمة مستعدة للدفاع عن القيم على المسرح العالمي، مثل أهمية التمسك بالقانون الدولي وحماية حقوق الإنسان، مضيفًا أنَّ ذلك يمثل اختلافًا جوهريًا مع موقف المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
كذلك أضاف أنَّه من المرجح أنَّ فارقًا ضئيلًا في الأصوات في بعض الولايات الأميركية هو الذي سيحسم نتائج الانتخابات الرئاسية، مسمّيًا في هذا السياق ولاية ميشيغان حيث صوَّت أكثر من مئة ألف ناخب من الشباب والعرب الأميركيين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في شباط/فبراير الماضي، منبهًا إلى أن ترامب فاز بهذه الولاية بفارق 11,000 صوت فقط عام 2016.
ولفت الكاتب إلى أنَّه حتّى وإن كانت السياسة الخارجية لا تحدث فرقًا كبيرًا في عدد الأصوات على المستوى الوطني، إلا أنَّ المواقف التي ستتّخذها هاريس حيال غزّة قد تكون كافية لكسب الولايات المذكورة التي هي ضرورية من أجل الفوز بالانتخابات.
أمَّا بايدن، فقال الكاتب إنَّه وكما العديد من أسلافه، فمن المرجَّح أن يلجأ إلى السياسة الخارجية في إطار دعم إرثه الرئاسي، وتابع أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة قد يكون سيناريو واعدًا، وأنَّ تمكُّن إدارة بايدن من التوصل إلى صفقة بين كيان العدو وفصائل المقاومة الفلسطينية قبل الانتخابات سيساعد أيضًا هاريس على التقليل من شأن ملف سياسي حساس.
وفي الختام، قال الكاتب، إنَّ هاريس قد تكون جسر العبور بين جيل بايدن من القادة الديمقراطيين الذين يتشاركون روابط شخصية مع "إسرائيل"، ومجموعة من التقدميين الشباب الذين هم أكثر استعدادًا بكثير لانتقاد سياسات الحكومة "الإسرائيلية".
فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيغزةكامالا هاريس