الخليج والعالم
العراق: 6 ملايين شاركوا في إحياء مراسم عاشوراء
بغداد: عادل الجبوري
أعلنت الجهات المعنية بالاشراف على زيارة عاشوراء المليونية، نجاح الخطط الامنية والخدمية الموضوعة، في محافظة كربلاء المقدسة والمحافظات العراقية الاخرى.
هذا في الوقت الذي أشار مجلس محافظة كربلاء المقدسة الى مشاركة نحو ستة ملايين شخص من داخل العراق وخارجه في اداء الزيارة، واحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه الميامين في واقعة الطف عام 61 هجرية.
العتبة الحسينية المقدسة
وفي بيان لها بهذا الشأن، أكدت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، نجاح خطتها الخاصة بإحياء مراسم عاشوراء، وبالخصوص عزاء ركضة طويريج، مشيرة الى أنها وفقًا لتوجيهات ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي لها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والأمين العام حسن رشيد العبايجي، أعدت في هذا العام خطة علمية محكمة ودقيقة وشاملة، انطلقت من ليلة الاول من شهر محرم الحرام فضلا عن تسيير عزاء (ركضة طويريج) وفق خطة علمية تتوافق مع الطرق المتبعة في تنظيم الحشود المليونية منعاً للتدافع وحدوث حالات اختناق لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة".
وأوضح البيان أن ثلاثة مسارات خصّصت لدخول العزاء الى داخل الصحن الحسيني الشريف عبر أبواب (الزينبية، وقبلة الإمام الحسين عليه السلام، والرجاء) ، فيما خصصت أربعة مسارات لخروج العزاء عبر أبواب (السلام، والكرامة، والشهداء، وقاضي الحاجات)، وبما يتلاءم وحجم المشاركين الى جانب الاستعانة بأحدث كاميرات المراقبة لتسيير العزاء وفق خارطة تم وضعها من قبل الملاكات المتخصصة في العتبة الحسينية المقدسة والمتخصصين في مجال إدارة وتنظيم الحشود".
وأشار البيان الى أن "الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ركزت في هذا العام على تكثيف الجهد الخدمي، لاسيما في الجانب الصحي عن طريق توفير عدد من المستشفيات الثابتة والميدانية المجهزة بأحدث المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، ونشر 14 مفرزة طبية ومستشفى إخلاء ومركز طوارئ، الى جانب تخصيص ملاكات طبية متخصصة ومتطوعين من داخل وخارج العراق، الى جانب تهيئة كوادر تمريضية وكوادر جوالة للإخلاء الطبي يفوق عددهم 900 شخص تم تدريبهم للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة، الى جانب نشر 24 نقطة إسعاف و 600 مسعف من جمعية كشافة الوارث التابعة لقسم التنمية والتأهيل الاجتماعي للشباب، مع تثبيت 5 نقاط طوارئ لدعم النقاط الإسعافية".
ولفتت الامانة العامة للعتبة الحسينية الى أنه فيما يتعلق بالمجال الخدمي، "فإن عددا من الاقسام في العتبة الحسينية المقدسة، لاسيما قسم رعاية الحرم الشريف، وقسم الاتصالات، وقسم حفظ النظام، وقسم الخدمية الخارجية، وقسم المضيف، وقسم الآليات، وقسم رعاية وحماية الصحن الخارجي ومداخله، ومكتب التخطيط والمتابعة، وعدد من الأقسام الساندة، كقسم المشاريع الهندسية، وقسم التنفيذ المباشر، وقسم الصيانة، استنفرت جميع كوادرها لتقديم افضل الخدمات للزائرين على مدار 24 ساعة متواصلة، إضافة الى جهود مضنية كانت لشعب مرتبطة بعدد من الأقسام المعنية ومنها، شعبة التبريد، وشعبة المواكب والشعائر الحسينية، وشعبة المعرفين".
الجهد الحكومي الخدمي
من جانبه، أعلن وزير النقل، رزاق محيبس السعداوي، نجاح الخطة الخدمية الخاصة بزيارة عاشوراء في مدينة كربلاء المقدسة. وقال في بيان بهذا الخصوص، "ان تشكيلات الوزارة بإدارة النقل الخاص، وسكك حديد العراق، ونقل المسافرين والوفود، وبقية التشكيلات الساندة ، استنفرت كافة جهودها ومركباتها وقطاراتها، وفقا للخطة الخدمية التي ادارتها غرفة عمليات الوزارة، بالتنسيق مع الجهات الساندة في الوزارات والعتبات المقدسة والحكومات المحلية، من اجل تفويج زائٔري أبي الأحرار الإمام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام، بإنسيابية عالية، الذين احيوا مراسيم زيارة عاشوراء في مدينة كربلاء المقدسة".
وأشار الوزير الى "ان الخطة الخدمية التي أشرف عليها ميدانيا الكادر المتقدم للوزارة من وكلاء ومدراء عامين، اشتملت على تخصيص وإدارة عمل 40 ألف مركبة من قبل الشركة العامة لادارة النقل الخاص، توزعت خدماتها بين محافظات كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وبابل ، بينما زجت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود بأكثر من 250 باصا وحافلة لنقل الزائرين، فيما شاركت السكك الحديد بـ11 قطارا في خدمة الزائرين، انطلاقا من محوري (بغداد- كربلاء)، و(البصرة- كربلاء) وبالعكس".
وأكد السعداوي أن غرفة العمليات مستمرة في خطة التفويج العكسي لجميع زائري الامام الحسين عليه السلام.. وان انسابية حركة النقل تعطي دافعا لمضاعفة الجهود في الزيارة الأربعينية، التي أعدت الوزارة خطتها بوقت مبكر هذا العام".
وبالنسبة للوزارات الاخرى، كالنفط والكهرباء والصحة، فإنها اوردت بالارقام مجمل نشاطاتها وفعالياتها ومساهماتها في طبيعة الخدمات التي قدمتها للزائرين على مدى عدة ايام، وكان لها دور في انجاح الزيارة.
قيادة عمليات بغداد والحشد الشعبي
وفيما يتعلق بالجانب الامني، اعلن قائد عمليات الفرات الاوسط للحشد الشعبي، علي الحمداني، نجاح الخطة الامنية الخدمية لزيارة عاشوراء، قائلا في مؤتمر صحفي، "نعلن من أرض كربلاء المقدسة نجاح الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة عاشوراء دون حوادث تذكر، بالتعاون مع القوات الأمنية، وذلك بفضل تعاون الزوار برغم ارتفاع درجات الحرارة" ، مبينا، أن "الزيارة شهدت زيادة ملحوظة في أعداد الزائرين لا سيما المشاركين في عزاء ركضة طويريج".
وأشار الحمداني الى "أن التطور الكبير في مستوى التنظيم والعمل الأمني والخدمات، ساهم في انسيابية أداء الشعائر ومشاركة الزائرين منذ اليوم الأول لشهر محرم الحرام"، موضحا "ان هذه النجاحات تعكس الاهتمام الحكومي، والجهد الكبير والمميز من قبل العتبات المقدسة وخدمة المواكب".
وأشاد الحمداني بـ "الدور والدعم الكبيرين من قبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ورئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي، الذي حضر إلى محافظة كربلاء المقدسة وأشرف على الخطة وشارك بعد ذلك في الركضة"، واعرب عن شكره وتقديره أيضاً لوزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا، عبد الأمير الشمري، ومحافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي.
كذلك أعلن قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، نجاح الخطة الأمنية الخاصة بزيارة عاشوراء. وقال في تصريحات صحفية، "ان مراسم العاشر من محرم الحرام سارت بانسيابية عالية، وان الأجواء كانت مؤمنة بصورة جيدة للمواكب الحسينية في جميع مناطق بغداد والمواكب المتجهة صوب مدينة الكاظمية المقدسة".
هيئة الاعلام والاتصالات
بالموازاة، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات عبر رئيسها التنفيذي علي المؤيد، مشاركة 725 إعلاميًا، و84 قناة فضائية في نقل وقائع زيارة عاشوراء.
وقال المؤيد إن "عدد الكاميرات الصحفية التي تواجدت في محافظة كربلاء المقدسة كان بواقع 538 كاميرا، فيما بلغ عدد الإعلاميين الذين وفدوا لتغطية المراسيم 725 إعلاميصا، منهم 633 محليًا، و92 أجنبيًا"، وأضاف "كما شاركت 15 إذاعة محلية و84 قناة فضائية في نقل وقائع الزيارة، حيث بلغ إجمالي ساعات البث المباشر من داخل المدينة المقدسة أكثر من 1108 ساعة".
وأشاد الرئيس التنفيذي لهيئة الاعلام والاتصالات بـ"الجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الإعلامية والأقسام المتخصصة في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في دعم وإنجاح هذه التغطية الإعلامية، وإيصال صداها إلى العالم أجمع".
وكانت مختلف القنوات الفضائية المحلية، قد خصّصت معظم أوقات بثها لنقل مظاهر إحياء موسم العزاء العاشورائي طيلة الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام، لاسيما يوم العاشر، الذي شهد قراءة المقتل الحسيني، وركضة طويريج في كربلاء المقدسة.