الخليج والعالم
اضطرابات جيش العدوّ وتطورات حرب غزّة محور اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 18 تموز 2024 بالتطورات الحاصلة في العالم والمنطقة، وخاصة في فلسطين واضطرابات الجيش الصهيوني الذي نفذ بنك أهدافه ولجأ للعشوائية في الاستهداف.
أما عالميًا، فاهتمّت بالتطورات في الولايات المتحدة الأميركية والتي اعتبرتها الصحف أنها إشارة لتهافت داخلي أميركي لا رجعة عنه.
جيش مضطرب
بداية مع صحيفة "إيران" التي جاء فيها: "عملية فاشلة جديدة كانت بمثابة فشل استخباراتي آخر للنظام الصهيوني وأظهرت مدى ضعف وعدم فعالية فرق الاستخبارات والأمن الصهيونية في الحرب المعلوماتية مع حماس، وطبعا تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام الصهيوني، رغم ضخه خبر اغتيال الضيف، بإثارة فضيحة، وقبل ذلك، كان يحاول التخفيف من احتجاجات الناس وعائلات الأسرى الذين يعارضون استمرار الحرب، بل كانو يسهلون ارتكاب الجرائم ضدّ أهل غزّة من خلال خلق أخبار عن اغتيال قادة حماس وتحقيق إنجازات من هذا القبيل.
وتابعت الصحيفة "الأمر المؤكد هو أنّ عملية الاغتيال الفاشلة هذه تشكّل نقطة تحول في مواجهة حماس المحاصرة مع الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح والمجهز بالكامل، لأن الجيش "الإسرائيلي"، رغم امتلاكه لأسلحة حديثة ومعدات تجسس متطورة، واحتلاله لجزء كبير من قطاع غزّة، لم يتمكّن حتّى الآن من الوصول إلى القواعد والمقرات الرئيسية لحركة حماس في هذه المنطقة.
على هذه الخلفية، وبعد أن ثبت عدم كفاءة الأجهزة الأمنية والمخابرات بالنسبة للجيش وحكومة نتنياهو، فقد اضطرّوا إلى اللجوء إلى هجمات مباشرة متفرقة ضدّ الشعب واللاجئين".
وأضافت أنّ "الفشل في تعقب حماس في غزّة رغم استخدام العديد من أدوات التجسس وحتّى استئجار أدوات تجسس متقدمة وطائرات من دون طيار من دول غربية مثل بريطانيا هو دليل على تخلف الجيش الصهيوني عن تكتيكات حماس في القتال المباشر، بحيث إنهم الآن، بعد تسعة أشهر من الحرب لم يستطيعوا يسجلوا في سجلهم إنجازا مثل اغتيال كبار مسؤولي حماس.
ووفق الصحيفة فقد أحدثت هذه الفضيحة الكبرى تغييرات كثيرة في استخدام أساليب الهجوم من قبل الجيش "الإسرائيلي" وقوات الأمن، وتشير الملاحظات والتقارير الحالية إلى أنّ النظام الصهيوني يهاجم ويطلق النار بشكل جنوني على أي شخص أو تجمع يعتبره مشبوهًا، وتظهر هذه العملية العمياء أنه بدلًا من الثقة بمعلومات الشاباك والجيش، لجأ الجيش إلى الحظ والصدفة لاغتيال أو ربما قتل أعضاء في حماس".
وختمت: "من الإخفاقات الهامة الأخرى في قطاع غزّة عدم اصطفاف سكان غزّة مع النظام الصهيوني في نشر المعلومات من حماس على الرغم من منح الجوائز، وقبل أشهر أعلنت وسائل إعلام عبرية أن الجيش أعلن عن مكافأة لأهالي غزّة مقابل الكشف عن معلومات حول مكان وجود قادة حماس مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف في قطاع غزّة، وهو الأمر الذي لم يستجب له الشعب رغم الحصار بالنار والدم. بشكل عام، ظروف المعركة الحالية ونوع العمليات تشير إلى أن الجيش الصهيوني من دون استراتيجية هو الآن في حالة من الفوضى والارتباك في صلب اتّخاذ القرار، ولا يرى مخرجًا من هذا الوضع".
الولايات المتحدة: المشتبه بهم محليون!
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "الهجوم على الرئيس السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة أثار قلقا كبيرًا وأزعج النظام الحاكم الأميركي، لأنه بعد حادثة بنسلفانيا، لم يكتف معظم أنصار ترامب بتوجيه أصابع الاتهام إلى جو بايدن وفريقه في البيت الأبيض، بل هناك احتمال كبير بأن يشن أنصار ترامب هجمات انتقامية. ويمكن اعتبار أتباع ترامب الطيف السياسي الأكثر راديكالية في العالم، وخاصة بعض التابعين له كحركة الوطنيين المسلحين والمتعصبين للبيض، بما في ذلك النازيين الجدد، الذين لديهم تواجد كبير".
وتابعت الصحيفة: "لقد أصبح المجتمع الأميركي متوترًا للغاية لدرجة أن جي مايكل توماسكي، كاتب العمود في صحيفة The News Republic، والمقرب من الديمقراطيين، الذي نشر قبل شهر تقريبًا صورة لترامب بشارب هتلر وعنوانها "كيف ستبدو الفاشية الأميركية؟" قال: "لا نعرف ما الذي دفع توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاما إلى اغتيال ترامب... لكن هذا ليس عملًا معزولًا... أكتب أننا على وشك الدخول في فترة مظلمة للغاية، ولكن في الواقع، لقد دخلناها منذ فترة طويلة ولا أرى نهاية لها".
ملح على جراح الشعب الفلسطيني
هذا وجاء في صحيفة "قدس": "نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش، بالأمس، تقريرًا عن الوضع الراهن في غزّة، وفي هذا التقرير أحادي الجانب، مع تسليط الضوء على بعض أحداث عملية طوفان الأقصى، بطريقة غريبة؛ واعتبرت هيومن رايتس ووتش في هذا التقرير بداية المواجهة بين المقاومة والكيان الصهيوني يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، بغضّ النظر عن معاناة الشعب الفلسطيني عبر التاريخ، واعتبرت حماس وفصائل المقاومة الأخرى هي المبادر بالحرب السبب الرئيسي للأزمة الحالية في غزّة".
وقال مصطفى ترك همداني، المحامي والناشط الحقوقي، في مقابلة مع صحيفة قدس حول تقرير هيومن رايتس ووتش الأخير عن غزّة والمنهج المتحيز لهذا التقرير: "على الرغم من أن هيومن رايتس ووتش تعتبر منظمة حقوقية ونظامها الأساسي يقوم على المساعدات إلا أن نظرة سريعة على التقارير التي نشرتها هذه المنظمة منذ بداية الصراع في غزّة تظهر أن هذه المنظمة، كغيرها من المنظمات والمؤسسات المماثلة، يتم تمويلها من قبل قوى متنفذة، ولا يوجد فيها ضمانة تنفيذية في الأمور والقضايا التي لا توفر مصالح هذه القوى، ولم تفشل فقط في إظهار الكفاءة اللازمة، بل في بعض الأحيان مع إجراءات مثل نشر تقارير متحيزة، تغير مكان الظالم بالمظلوم".