الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: مشاهد الإبادة في غزّة تحاكي واقعة الطف
ركزت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 17 تموز/يوليو 2024 في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية على مراسم إحياء مناسبة عاشوراء المحرم الحرام، ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، مع تسليط الضوء على مظلومية الشعب الفلسطيني، كما اهتمت بالتوقعات والأولويات التي تنتظر الحكومة الرابعة عشرة الجديدة للرئيس المنتخب مسعود بزشكيان.
دماء الوعي من كربلاء إلى غزّة
كتبت صحيفة "وطن أمروز": "المحرم هذا العام والحداد التاريخي على سيد الشهداء (ع) في الأيام الماضية جلب تأثيرًا ولونًا مختلفًا للمعزّين، تسعة أشهر من الجرائم بلا حدود التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة البالغ طوله 40 كيلومترًا، حولت العديد من المآتم المسموعة إلى تجربة بصرية لمحبي المدرسة الحسينية.
في هذه الليالي العشرة، كلما قُرئ شيء من واقعة الطف تذكر كلّ واحد منا إحدى الصور التي شاهدناها في غزّة خلال هذه الأشهر، من قطع المياه عن النساء والأطفال، إلى تنهدات وصراخ الفتيات الصغيرات اللاتي يرتجفن من شدة الانفجارات، من الأطفال الرضع الذين لم يتجاوزوا الأشهر الثلاثة والذين كانت أجسادهم الممزقة الوثيقة الأبدية لظلم أهل الحق، إلى سبي النساء، من صرخة "حسبنا الله ونعم الوكيل" الآباء الذين دفنوا جثث أبنائهم في زاوية الشارع، إلى تحدي الاستهزاء بالنساء الثكالى في شبكات التواصل الاجتماعي الصهيونية، من معركة الشباب الباسلة الناس الذين واجهوا جيشًا مسلحًا شريرًا بأقل الإمكانيات العسكرية، إلى رثاء الأمهات اللاتي كن يندبن أطفالهن".
وتابعت: "خلق عصر عاشوراء في أرض كربلاء المحاصرة نظامًا من الحب والفكر والعمل جعل عصر هذا اليوم أكبر من كلّ التاريخ وأرض كربلاء أوسع من أي أرض أخرى، وليس بعيدًا عن العقل أن النضال البطولي لشعب غزّة المضطهد سيخلق أيضًا مثل هذا الأمر لعصور عديدة وأجيال متتالية".
المستقبل والتحذيرات الثقافية
كتب وزير الثقافة الإيراني وعضو هيئة التدريس في جامعة طهران محمد إسماعيلي في صحيفة "إيران": "دخلت القضية المثيرة للجدل المتمثلة في "الدولة الثقافية" أو "ثقافة الدولة" في الأدبيات السياسية للبلاد منذ حوالي 40 سنة، ولا يزال يتم الحديث عنها كثيرًا اليوم مع التطورات السياسية الجديدة. ويحاول المثقفون المتغربون، الذين اهتموا بالليبرالية الثقافية منذ بداية الثورة، مرة أخرى تقديم تفسير خاطئ لهذه القضية المثيرة للجدل عشية تشكيل الحكومة الجديدة من خلال طرح مفاهيم منحرفة، ولا ننسى أن المثقفين المتغربين حاولوا فرض تفسيراتهم على بعض الحكومات في عدة لحظات تاريخية وللأسف حققوا أهدافًا بهذه الطريقة، مما أدى إلى سيادة أجواء مناهضة للعدالة والحرية والشعوب، يجب أن تكونوا مستيقظين ولا تسمحوا بتكرار هذه العملية الخطيرة مرة أخرى.
تحذيري الأول هو أن التيارات المستنيرة في بلادنا يجب ألا تقع في فخ الكلمات المضللة حول الثقافة والحرية، اليوم... في الأنظمة الليبرالية، تعتبر الثقافة أداة للسياسة، وعلى عكس نظرية "الدولة الدينية" التي تعتبر الثقافة الأساس، فإن الحكومات الليبرالية تحدد الثقافة في إطار السياسة، ومن أجل تحقيق أهدافها، لا يمكن للسياسة الليبرالية أن تحصر نفسها ضمن حدود ثقافة أصيلة ودينية أصيلة...
تحذيري الثاني... عليكم أن تتساءلوا لماذا؟ عندما تكون مسألة "ثقافة الدولة " لا معنى لها في الأساس في النظرية الليبرالية وليس لها أي سند نظري... ومن الواضح أن الاهتمامات الثقافية ونمو الناس ليست متضمنة في هذا الصراع، لأنه كما أن الثقافة هي أداة سياسية في الغرب، فإن الثقافة في بلادنا، لسوء الحظ بالنسبة للغربيين، أصبحت سلاحًا في ساحة معركة السلطة، في مثل هذا الوضع، لن يشعر أي ناشط ثقافي بالحرية فحسب، بل إنه غير قادر على الشعور بالأمان أيضًا، لأنه إذا لم يشارك في حرب القوّة هذه ولم يقف إلى جانب المثقفين المتغربين، فستتم إزالته ببساطة من العالم...
تحذيري الثالث هو أن هيمنة مثل هذه النظرة المنحرفة سوف تدمر العديد من البنى التحتية الداعمة التي تم إنشاؤها لضمان وتحقيق العدالة الثقافية. إن إخضاع الثقافة للسياسة الليبرالية لن يحقق أي عدالة، وقد تم اتباع هذا المسار، خاصة في حكومات الإصلاحيين، وكانت النتيجة هدر موازنات الدعم وتخصيصها للشؤون الثانوية، في حين غيرت حكومة رئيسي هذه العملية تماما، وبما أن السياسة الثقافية الليبرالية مناهضة للحرية والعدالة، فهي لا تقدر الاحتياجات المتنوعة للناس والأفعال الثقافية للمجتمع، ولكنها بدلًا من ذلك تكرس كلّ جهودها لإبقاء النخب والمثقفين والنخب راضين، الذين في الغالب لديهم أقل علاقة مع الناس والإسلام والثورة. وهذا النهج المجرب يغلق كلّ متنفس اجتماعي، وما يفتحه لا يفيد حتّى مؤيديه. ما الذي يجب فعله وما هو المسار الذي سيتخّذه مستقبلنا؟ تدين "الجبهة الثقافية للثورة الإسلامية" بكلّ هويتها ورأسمالها إلى الأنشطة التي نظمتها خارج هيكل الحكومات، وبطبيعة الحال، تمكّنت هذه الجبهة من متابعة وتحقيق المثل الثقافية للأمة من موقع السلطة التنفيذية خلال خدمتها التي استمرت ثلاث سنوات في الحكومة الشعبية. ولهذا السبب، والآن بعد أن انتهت فرصة الخدمة قبل الوقت المحدّد قانونًا، لا ينبغي لهذه الجبهة، باعتبارها قوة ثقافية كبيرة، أن تسمح للقراءة الليبرالية بأن تسود مرة أخرى في المجال الثقافي".
أولويات الحكومة الـ14
كتبت صحيفة "جام جم": "لقد اتبع الشهيد رئيسي مُثُل وقيم الثورة والإمام، ومن الطبيعي أن يواصل الرئيس المنتخب طريقه في الحكومة الرابعة عشرة.
وفي هذا الصدد فإن اختيار الرئيس للمسؤولين المتمسكين بمثل الثورة وجعل حل مشاكل البلاد أولويتهم سيجعل مسيرة الرئيس الشهيد وذكراه مستمرة في مجال الإدارة التنفيذية للبلاد.
وتواجه بلادنا العديد من المشاكل والرئيس المنتخب يعلم بالتأكيد أن عليه ترتيب الأولويات لحل المشاكل القائمة، ومن أهم القضايا الاهتمام بتحسين الظروف المعيشية للناس، وهو الأمر الذي آمل أن تقوم الحكومة الرابعة عشرة بإعداد الإجراءات المناسبة في هذا الصدد.
أعتقد أن الرئيس المنتخب والحكومة المقبلة يجب أن يخططا بطريقة تجعلهما ينظران إلى مستقبل البلاد والأجيال القادمة، ويخططان لتحسين الوضع الحالي وحياة الناس في المجتمع، ولا ينبغي إعطاء حصة الجيل الحالي للأجيال القادمة، بل ينبغي استخدام حصة الأجيال القادمة لتحسين الوضع الحالي؛ لذلك يجب أن ننظر إلى المستقبل من أجل تنمية البلاد والنظر إلى الوضع الحالي لحل مشاكل المعيشة القائمة.
قضية أخرى هي السكن، يجب أن يكون توفير السكن الميسر للشباب أولوية في خطط الحكومة الرابعة عشرة، وأيضًا مسألة الزواج حيث يجب اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير التسهيلات للشباب للزواج، وفي هذا الصدد، اتّخذ البرلمان إجراءات ووافق النظام على السياسات، وكما أشار الرئيس المنتخب، فإن تنفيذ هذه السياسات يمكن أن يحل بعض المشاكل القائمة في المجتمع.
ومن المهم أيضًا الاهتمام بالاستثمارات الأجنبية، ويبدو أن الظروف المواتية ستتشكّل في المستقبل حتّى يتمكّن المستثمرون الأجانب من الاستثمار في إيران عن طيب خاطر.
وبالنظر إلى التطورات الراهنة، توصل النظام إلى نتيجة مفادها أن أي رئيس مهما كان ذوقه سيولي اهتمامًا خاصًا للمصالح الوطنية ولن يقصر عن مُثُل الأمة الإيرانية ولن تؤدي العقوبات المتعاقبة إلى التوقف عن دعم نظام الجمهورية الإسلامية.
والآن انتهى زمن الانتخابات وانتهى زمن المنافسة وعلى الرئيس المنتخب أن يركز كلّ جهوده على الحفاظ على قيم النظام وحل المشاكل".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024