الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: نهاية نتنياهو الاستسلام
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة الأحد 14 تموز/يوليو 2024 بالتطورات الحاصلة في غزة بعد المجازر الأخيرة، كما اهتمت بمراقبة السير السياسي في إيران لتشكيل الحكومة الـ14 في ظل نقاش إصلاحي/محافظ، وخاصة في ظل تصريحات الرئيس المنتخب الداعمة بشدة لمحور المقاومة وغير ذلك.
أهمية الدبلوماسية المقاومة في عالم اليوم
كتبت صحيفة "جام جم" "إن وقوع حرب غزة، على الرغم من المآسي والآثار المريرة التي خلّفتها، كان بمثابة مولّد لصحوة عالمية ضد نظام الاحتلال الصهيوني، وأساس لنوع من الخطاب المشترك والطبيعي والعابر للحدود ضد الاستبداد الصهيوني والهيمنة الأمريكية".
وأضافت "بحسب بيان قائد الثورة الإسلامية، فإن المقاتلين الفلسطينيين في غزة وكذلك الطلاب الأميركيين المحتجين في كاليفورنيا وتكساس، فإنهم جميعًا ينتمون إلى جبهة المقاومة".
وتابعت "لذلك، ظهرت دبلوماسية المقاومة وأطرافها في مجال السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الصدد، هناك عدة نقاط أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار:
أولاً، العلاقة بين المُثُل والاستراتيجية والسلوك في مجال السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية واضحة تمامًا، إن الثورة الإسلامية لها خطاب عالمي ومثل عليا، إن الخطاب والمثل المستمدة من تعاليم مدرسة أهل البيت (ع) لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها، لذلك نحن مثاليون، ولكننا نعتقد أن هذه المثالية يجب أن تكون واقعية... لقد أظهرت تطورات حرب غزة أن هذه المثل العليا وهذه الإستراتيجية يمكن أن يصبحا جسرًا لتآزرنا وتواصلنا مع الحكومات الواعية الأخرى وحتى الجهات الفاعلة غير الحكومية ولكن الفعالة في المنطقة والعالم.
ثانيًا، ان دبلوماسية المقاومة تعني إقناع الرأي العام العالمي بعدم شرعية العدو الصهيوني، وفي المقابل إقناعه بالمطالب المشروعة والقانونية للشعب الفلسطيني... لذا فإن إقناع الرأي العام هو أحد ركائز ديمومة واستمرارية التواجد في الميدان. ان ما أدى إلى توسع وترسيخ جبهة المقاومة العالمية وفصائلها في الأشهر الأخيرة هو إقناع الرأي العام العالمي بحقيقة القضية الفلسطينية وفهمهم لمعاناة وآلام سكان غزة وبالتالي الظلم اللامحدود.
ثالثًا، رغم أن الدبلوماسية الرسمية وحتى الدبلوماسية العامة تعتبر القناة الرئيسية للعلاقات الخارجية للحكومات، إلا أن دبلوماسية المقاومة دون جمهور ورأي عام هي مقاومة دون روح الوعي... فجمهور دبلوماسية المقاومة ليس فقط الحكومات والمؤسسات الرسمية في العالم، بل نطاقها يشمل الرأي العام العالمي في مثل هذه الحالة، وتعتبر الأدوات الفنية أفضل وسيلة لنقل رسائل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
النقطة الأخيرة، يرتبط الأمر بردود الفعل الإيجابية على الدبلوماسية العامة للرئيس المنتخب مع شعوب ودول المنطقة، وخاصة العالم العربي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. فقد أظهر الدكتور بزشكيان أنه، على عكس تكهنات وسائل الإعلام، سيضع "دبلوماسية الجوار" على جدول أعماله، وفي مذكرة نشرها تحت عنوان "معًا لبناء منطقة قوية ومزدهرة" في إحدى وسائل الإعلام الشعبية في العالم العربي، كتب أنه "شفاء جرح فلسطين الذي طال أمده وحل مشكلتها هي مشكلتنا جميعًا... ومن أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، لا بد من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشاملة للتحرر من الاحتلال"".
جنون القتل
كتبت صحيفة "وطن أمروز" "مع تزايد الخلافات بين كبار المسؤولين في النظام الصهيوني، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وديفيد بارنيا ورون بار (رئيسا الموساد والشاباك)، والتي ظهرت في العلن في الأيام القليلة الماضية، وباتت إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب أقل احتمالًا، وقدموا سلوك نتنياهو ونهجه في هذا الأمر على أنه سلوك تخريبي".
وأضافت "إن نتنياهو يعتبر نهاية الحرب في المرحلة الحالية، ورغم عدم تحقيق أي من أهدافه المعلنة، نهاية لحياته السياسية وحكومته. كما تعتبر المجزرة الجديدة في خان يونس، والتي أسفرت عن استشهاد العشرات من الأشخاص وجرح المئات من الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، في الاتجاه الذي يريده نتنياهو".
وتابعت "إن قتل الأبرياء وإصرار نتنياهو على استمرار الحرب، رفعت أصوات معارضيه داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك عائلات الأسرى "الإسرائيليين" لدى حماس، الذين يعتقدون أن على نتنياهو التخلي عن هذا النهج من أجل التوصل إلى اتفاق، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إعادة الأسرى "الإسرائيليين" إلى عائلاتهم".
وأردفت "لقد أدرك نتنياهو تدريجيًا أن الحرب في غزة لن تكلفه سوى أموال طائلة، لذلك فهو يسعى جهده للحصول على الحد الأدنى من الإنجاز لإسكات معارضيه الداخليين العنيدين".
وأوضحت الصحيفة المذكورة أنه "على الرغم من جرائم "إسرائيل" غير المسبوقة والواسعة النطاق في غزة، لم يتم تعطيل هيكلية حماس وتنظيمها العسكري، بل لم يتم قطع اتصالاتها مع خارج غزة أيضًا، ويمكن فهم ذلك من تأثير أشخاص مثل "يحيى السنوار" على بنود اتفاق إنهاء الحرب".
ولفتت إلى أنه "عاجلًا أم آجلًا سوف يضطر نتنياهو إلى رفع يديه، ولكنه لا يريد أن يتقبل هذا الاستسلام المكلف بسهولة، ولا بدّ وأن يُنظَر إلى قتل النساء والأطفال الفلسطينيين العزل باعتباره آخر عمل يقوم به المجرمون الذين يعيشون في "تل أبيب"".
وختمت "لقد فقد الجيش "الإسرائيلي" حتى الآن أكثر من 860 من قواته العسكرية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وهو يريد تعويض هذه التكلفة الباهظة بإيقاع العديد من الضحايا من أهالي غزة الأبرياء".
مواقف الرئيس بزشكيان المقاومة
كتبت صحيفة "إيران" "في مقال كتبه مؤخرًا إلى دول العالم، وصف الدكتور مسعود بزشكيان النظام الصهيوني بأنه نظام فصل عنصري يتضمن سجله المظلم الإبادة الجماعية والاحتلال وجرائم الحرب والتطهير العرقي وبناء المستوطنات وغزو الجيران والضم غير القانوني لأراضٍ أخرى من أراضي الناس".
وأضافت "في إشارة إلى الجرائم الأخيرة التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزة، أعلن الرئيس الإيراني المنتخب أن حكومته ستدعو الدول المجاورة للتعاون من أجل وقف قتل سكان غزة، وشدد أيضًا على ضرورة بذل الجهود لإنهاء الاحتلال طويل الأمد لأرض الشعب الفلسطيني من قبل النظام الصهيوني، وفي رسالة موجهة إلى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أعلن الرئيس الإيراني المنتخب الأسبوع الماضي أنه سيواصل دعم المقاومة بقوة، وتشير هذه المواقف الأخيرة لمسعود بزشكيان إلى أن الحكومة الرابعة عشرة، مثل حكومة الشهيد رئيسي، ستضع على جدول أعمالها دعم مقاومة المنطقة ضد الكيان الصهيوني، وهو موقف يأتي ضمن المواقف الشخصية للرئيس المنتخب المتناسقة مع السياسات العامة للنظام الإسلامي".
وتابعت "منذ أكثر من عشرين سنة تقريبًا كان بزشكيان دائمًا داعمًا للمقاومة في المنطقة ضد النظام الصهيوني، وقد وقّع مسعود بزشكيان وقتها مع عدد من النواب الآخرين على الخطة العاجلة التي تلزم الحكومة بتقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني... ومنذ أشهر صرّح مسعود بزشكيان مقدّرًا عملية "الوعد الصادق" ضد الأراضي المحتلة، وأن هيبة "إسرائيل" انهارت بعملية "الوعد الصادق"، وقال: "لم يعودوا يجرؤون على القصف والاغتيال بسهولة في أي مكان يريدون...".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024