الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: حزب الله حوّل الأراضي المحتلة إلى مستنقع
اهتمت الصحف الإيرانية، والصادرة اليوم الاثنين 8 تموز 2024، بالتطورات الإقليمية والعالمية والداخلية، وركزت على التطلعات المرتقبة للرئيس الجديد في إيران والتطورات في حرب الشمال الفلسطيني المحتل بين حزب الله والكيان الصهيوني.
تعزيز استراتيجية المقاومة
بهذا الصدد، كتبت صحيفة "إيران": "على الرغم من تهديدات الكيان الصهيوني المتكرّرة ببدء حرب شاملة على لبنان، وكذلك استخدام الغرب للضغوط الدبلوماسية لتغيير استراتيجية المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب غزّة، تظهر التطورات أنه مع مرور الوقت، لم يتغير حزب الله وحده في ضرباته، لكن عمليات الضغط زادت أيضًا من الأراضي المحتلة على الجبهة الشمالية". وقالت: "بالأمس، شنّ حزب الله موجة هائلة من الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار من جنوب لبنان على عمق الأراضي المحتلة، ما شكل فصلًا جديدًا من المواجهة للجيش "الإسرائيلي" شمال الأراضي المحتلة، سواء من حيث حساسية الهدف أم من حيث القدرات العسكرية والتسليحية".
وختمت: "الأمر المؤكد هو أن الكيان الصهيوني يحاول إظهار قوته من خلال اغتيال كبار قادة حزب الله، وفي رأيه إجبار المقاومة على التراجع عن استراتيجيتها. لكن اتباع هذا الأسلوب أثبت ضعف الجيش، فقد حولت الحرب والوضع المعقّد في الشمال الأراضي المحتلة إلى مستنقع. وفي هذا السياق، أعلنت الصحف ""الإسرائيلية"" في تقرير لها أن "إسرائيل" تبحث من خلال اغتيال قادة حزب الله عن علاج ملطّف لنفسها، وإيجاد بديل للإنجازات الاستراتيجية، لكن هذا الاغتيال لن يغير مسار استراتيجية حزب الله".
الفرق بين طبيعة النظام العالمي الجديد والنظام الغربي
في سياق آخر، قالت صحيفة "وطن أمروز": "كان الاجتماع الأخير لقادة منظمة شنغهاي للتعاون مؤشرًا على تصميم المؤسسات الدولية غير الغربية على إطلاق "نظام عالمي ديمقراطي وعادل وسياسي واقتصادي جديد". وكان هذا أهم جدول أعمال اجتماع 2024، والذي عقد الخميس الماضي في أستانا عاصمة كازاخستان، بحضور رؤساء حكومات 10 دول أعضاء في المنظمة، بينهم القائم بأعمال الرئاسة في إيران".
وأضافت: "في الفقرة الافتتاحية ذاتها من هذه الوثيقة، هناك حديث عن تحديات نقل السيادة من النظام الغربي إلى نظام متعدد الأقطاب ومتعدد الأطراف. ويجب أن نتذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون كونها ثاني أهم نظام أمني في العالم بعد الناتو، لها مكانة مهمّة في ضمان نقل سيادة النظام الدولي. وإلى جانب الإشارة إلى الدور الاستراتيجي لهذه المنظمة في تعميق الأسس الإقليمية، رأها نائب الرئيس محمد مخبر أيضًا منصة جيدة للتعاون والتفاعل والصداقة من أجل العيش بشكل أفضل في عالم اليوم وفي الجغرافيا القديمة للمنطقة الأوراسية".
ورأت الصحيفة أن الشعور بالمسؤولية عند المؤسسات الدولية الفعالة، مثل معاهدة شنغهاي، في المرحلة الحالية له أهمية مضاعفة، لأن أحد أهم التحديات الحالية التي يواجهها المجتمع العالمي هي النتائج المترتبة على نهاية نظام الهيمنة الغربية. وتابعت: "ومع ذلك، تراجع الهيمنة الغربية يمثل فرصة لبقية العالم، وخاصة الدول الأوراسية العشر الأعضاء في منظمة شنغهاي، والتي لا تمتلك الأغلبية المطلقة لسكان العالم وموارد الطاقة فحسب، بل إنها تمارس بالفعل نفوذها على العالم، فالجزء الأكبر من النظام الدولي الذي يمر بمرحلة انتقالية هو النصف الشرقي من الكرة الأرضية".
وشددت الصحيفة على أنه يجب على هذه الدول تطوير مؤسسات وأطر جديدة، في سياق التعاون المنظم مثل معاهدة شنغهاي ومجموعة البريكس في العقود المقبلة، والتي يمكن أن تكون مشابهة جدًا للمؤسسات للتوجّه الغربي ذاته من حيث الأداء، ولكن مع نظام عادل وشامل. وهذه ليست مجرد فرضية، بل ضرورة، لأن النظام الحالي للمؤسسات والأعراف والقيم العالمية قد أظهر، خلال القرون القليلة الماضية، هيمنة مجموعة من الحكومات الأميركية والأوروبية، وهو مصمم في الأساس لخدمة مصالحهم.
يدًا بيد من أجل إيران
من جهتها، ذكرت صحيفة "جام جم" أن الانتخابات الرئاسية انتهت، والآن حان الوقت لتحويل المنافسات إلى صداقات لبناء إيران، لأنه لن يتسنى اتّخاذ الخطوات المناسبة لتحسين ظروف البلاد إلا بتعاطف مختلف فئات المجتمع. وقالت: "في هذه الأثناء، على الحكومة الرابعة عشرة أن تدرس بعض النقاط من أجل استغلال الإمكانات الموجودة داخل البلاد بالشكل الصحيح، وقد أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أيضًا على هذه الأهمية في رسالته الأخيرة". وأضافت: "من الضروري أن نتذكر أن الأخطاء التي حدثت في ما يتعلق بالحكومات المختلفة تظهر أنه، في بعض الأحيان، لا تُتخذ الإجراءات اللازمة عند تعيين المديرين، ولهذا السبب، يعمل بعض الأشخاص في وظائف لا يتمتعون بالخبرة اللازمة. ومثل هذا النهج سيؤدي إلى بقاء مشكلات البلاد من دون حل ومواجهة قضايا جديدة. فعلى سبيل المثال، عند تقديم الحكام، ينبغي إيلاء اهتمام خاص لهذا الأمر، لأنه يمكن عدّ الحكام بمثابة رؤساء مقاطعات البلاد، ويجب أن يتمتع مثل هذا الشخص بالمعرفة والخبرة اللازمة لحل المشكلات التي يواجهها الناس. لذلك، عند اختيار المديرين، يجب أن يتمتع السيد مسعود بزشكيان برؤية شاملة وأن يوظف الأشخاص الذين لديهم الخبرة والمعرفة اللازمة في مناصب مختلفة في الدولة".
وأردفت الصحيفة: "هذا مع أن في بلادنا موارد بشرية جيدة يمكن الإفادة منها لتعويض تخلف البلاد في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ومن أجل استغلال هذه الطاقات، لا بد من اتّخاذ التدابير اللازمة في جو يسوده التعاطف والرفقة". وشددت على أنه: "يجب على رئيس الشعب المنتخب أن ينتبه إلى أن الشعب يتوقع منه الآن تنفيذ وعوده، ومنحهم المزيد من الأمل في مستقبل البلاد باستخدام مديرين ذوي خبرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة الرابعة عشرة مواصلة الإجراءات الجيدة لحكومة الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، فعلى سبيل المثال، أولى الشهيد رئيسي اهتمامًا خاصًا لقضايا المناطق المحرومة ومشكلاتها، وحاول حل مشكلات مدن مختلفة من البلاد خلال رحلاته الإقليمية، والحقيقة أنه من الأفضل أن تستمر مثل هذه التوجّهات في حكومة بزشكيان. لذلك، ومن أجل حل مشكلات البلاد، يجب علينا الآن أن نتكاتف ونستخدم كلّ إمكانات البلاد بكلّ قدرة وتفكير حتّى لا تنشأ الازدواجية والتحزبات في البلاد".