الخليج والعالم
تونس: الانتخابات الرئاسية والاستحقاقات الصعبة
بعد طول انتظار تمّ الإعلان في تونس عن تاريخ قبول الترشح للانتخابات الرئاسية الذي سيبدأ في 29 تموز/ يوليو الجاري ويستمر حتّى 6 آب/أغسطس المقبل، وذلك وفق ما أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر. ودعا الرئيس التونسي قيس سعيد، الناخبين إلى انتخابات رئاسية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وستبت الهيئة في الترشحات في أجل أقصاه يوم السبت 10 آب/أغسطس، ثمّ يتم إعلام الأطراف بقرارات البتّ والإعلان عن قائمة المترشحين المقبولين أوليًّا في أجل أقصاه يوم الأحد 11 آب/أغسطس. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الحالي قيس سعيد عن ترشحه لولاية ثانية من 5 سنوات، بعد أن فاز في انتخابات 2019.
ويرى المحلل السياسي ماجد البرهومي في حديثه لـ"العهد" الإخباري أن الانتخابات الرئاسية تعتبر أهم حدث سياسي ستشهده البلاد منذ سنوات طويلة، باعتبار أن تونس عادت بمقتضى دستور 2022 إلى النظام الرئاسي بعد أن عاشت طيلة أكثر من عشرية على وقع النظام البرلماني. ويتابع محدثنا: "ويدرك القاصي والداني ما لرئيس الجمهورية من صلاحيات كبرى في النظام الرئاسي. وبالتالي فإن رئيس الجمهورية سيكون هو محور الحياة السياسية خلافًا لما كان عليه الحال مع رئيس الجمهورية بمقتضى دستور 2014. وحتّى قبل ذلك حيث ركّز دستور تونس المؤقت أو الدستور الصغير الذي تم وضعه بعد الثورة كذلك نظامًا برلمانيًّا أعطى صلاحيات واسعة مؤقتة لرئيس الحكومة".
وأضاف: "بالتالي المنافسة ستكون على أشدها على المنصب الأرفع في الدولة بين رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيد ومن عبّروا عن ترشحهم إلى حد الآن. وإذا كان الرئيس سعيد يحظى بشعبية واسعة لدى جمهور من التونسيين فإن خصومه أيضًا لديهم شارعهم الذي بإمكانه أن يقلب المعادلة، والحديث هنا تحديدًا عن مرشحي الحركة الدستورية مثل منذر الزنايدي وعبير موسي ". ويرى محدثنا أن المنافسة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض رغم أن هناك انتقادات من فريق من المعارضة تتزعمه حركة النهضة يعتبر أن هذه الانتخابات تفتقد إلى أبسط المعايير التي تجعلها انتخابات حرة ونزيهة وبالتالي فهي سائرة نحو المقاطعة".
كما أعلن العديد من الأطراف المعارضة مثل جبهة الخلاص الوطني عن عدم مشاركتها بالانتخابات.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد دعا إلى التحسب لكل المحاولات "الإجرامية" لضرب الاستقرار داخل البلاد قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إن "رئيس الدولة دعا إلى التحسّب والاستشراف لكلّ المحاولات الإجرامية بشتى أنواعها التي يُرتّب لها من يريد ضرب الاستقرار داخل البلاد خاصة في أفق تنظيم الانتخابات الرئاسية". وبحسب البيان، شدّد سعيد على "ضرورة مضاعفة الجهود من أجل التصدي لكل مظاهر الجريمة وتأمين المواطنين في كلّ مكان".