الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تهتم بالتقارب باحتمالية الفوز بين المرشحين للرئاسة
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 01 تموز 2024 بالقضايا الداخلية والخارجية، فمن ناحية اهتمت بعودة المناظرات بين المرشحين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، قبل موعد الانتخابات القادمة في الدورة الثانية، ومن جهة ثانية، تحدثت عن الأصداء التي ارتفعت بعد المناظرة الفاشلة بين الرئيس الأميركي الحالي بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، والتي اعتبرتها الصحف الوجه الدائم للنظام الأميركي.
حقيقة النظام الفاسد في أميركا
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "جرت المناظرة الانتخابية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، الخميس الماضي، بينما كانت الحملات الانتخابية لكلا الجانبين تنتظر عرضًا قويًا من مرشحي حزبهم لجذب الناخبين الأميركيين لاختيارهم".
وقالت: "لكن المناظرة بين ترامب وبايدن أصبحت مسرحًا لخيبة أمل الشعب الأميركي تجاه المرشحين الديمقراطي والجمهوري، ورغم أن أغلب الخبراء والمراقبين السياسيين في أميركا وصفوا بايدن بالخاسر في هذه المناظرة، فإنّ ترامب لم يكن الفائز في هذا المجال أيضًا".
وأوضحت أن القضية الأولى التي ألقت بظلالها الثقيلة على هذه المناظرة هي عمر المرشحين الديمقراطي والجمهوري، مشيرًة إلى أن بايدن البالغ من العمر 82 عامًا، والذي يعاني بالإضافة إلى مشاكله الجسدية ووهنه، من تراجع فكري وعقلي، صب الماء البارد على الحزب الديمقراطي في هذه المناظرة، وتسبب في غضب معظم الشخصيات الديمقراطية، ووسائل الإعلام المقربة من الديمقراطيين التي طالبت بانسحابه من الانتخابات، فيما انتقد أحد كبار المستشارين الديمقراطيين أداء بايدن في المناظرة، واصفًا إياه بـ"المروع".
وتابعت: "وعلى الرغم من أن ترامب أصغر قليلًا من بايدن، فإنه لا يبدو بصحة جيدة، علمًا أنه يبلغ من العمر 78 عامًا، ووفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن الناخبين الأميركيين قلقون بشأن العمر على الرغم من أن هذا القلق يتعلق أكثر ببايدن".
وأردفت "وطن أمروز": "بما أن أيدي الرؤساء الأميركيين الحاليين والسابقين فارغة من الأداء، فقد أصبح النقاش الأخير مجالًا للكذب والفجور والإهانات المتكررة وأحيانًا التصريحات العنصرية والمعادية لحقوق الإنسان"، مضيفةً: "خلال المناظرة، سخر ترامب مرارًا وتكرارًا من بايدن لأنه يتلعثم، وشبه بايدن سلوك ترامب بقطط الشوارع"، قائلة: "في المقابل، وصف العديد من المراقبين والمؤسسات الحقوقية تصريحات ترامب بشأن الفلسطينيين بالعنصرية، واعتبروها انتهاكًا لما يسمى بالقيم الأميركية، وأدانوا إشارات ترامب إلى الفلسطينيين والمهاجرين الذين قال إنهم شغلوا وظائف الأميركيين السود، ووصفوا هذه التصريحات بالعنصرية والمهينة".
وختمت بالقول: "إن إدراج قضايا سخيفة وغير أخلاقية في هذا النقاش السياسي الحساس، والذي حضره ملايين المشاهدين وسيكون له بالغ الأثر في تحديد مصير الأميركيين، كان بمثابة عرض لحقيقة النظام الأميركي، الفاسدة وغير الأخلاقية والخالية من القيم الإنسانية".
فرص الفوز متقاربة لكلا المرشحين
في سياق آخر، ذكرت صحيفة "جام جم": "مع تمديد الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلى الجولة الثانية وحكم الفوز بالأغلبية النسبية، إذ لم يكن هناك فارق كبير بين أصوات المرشحين في الجولة الأولى من الانتخابات، أصبح الآن مصير الفائز في هذه الانتخابات هو في حالة من عدم اليقين لأن كلا المرشحين لديهما نفس الفرصة تقريبًا للفوز".
وقالت: "من الواضح أنه في مثل هذه الحالة، يمكن لكل من هذين المرشحين أن يأمل في فوزه ويستخدم كل قوته في هذا الاتجاه، ولكن يجب على كلا المرشحين وموظفيهما تجنب غرس الفكرة في أذهان مؤيديهم بأنهم سيفوزون بالتأكيد في هذه الانتخابات".
ولفتت إلى أنه "بغض النظر عن فوز أو خسارة هذا الشخص أو ذاك، وهذا الفصيل أو ذاك، فإن نزاهة الانتخابات تعتبر مبدأ لا يجوز المساس به، وما يسمى بالخط الأحمر للنظام، والآن، وبالنظر إلى هذه الحقيقة، وخاصة في ظل المنافسة المباشرة بين المرشحين الحاضرين في المرحلة الثانية من الانتخابات، فإن مهمة ثقيلة جدًا تقع على عاتق مقر الانتخابات ووسائل الإعلام الوطنية، ونظرًا لأن كل صوت له تأثير على نتائج هذه الجولة من الانتخابات، فإنه يجب على المسؤولين عن الانتخابات أن يكونوا حذرين وحساسين للغاية في طريقة إجراء الانتخابات وفرز الأصوات وإجماليها حتى لا يكون هناك شك في هذا الصدد، ولا يجوز إنشاء مراكز انتخابية للمرشحين، ويجب أن يكونوا قادرين على قبول النتيجة بثقة، ولهذا الغرض، من الضروري إتاحة أقصى قدر من الوصول للمراقبين الذين يقدمهم المرشحون في مراحل مختلفة من التصويت، ويجب منع أي إجراء يمكن استخدامه كذريعة أو اتهام ضد مسؤولي الانتخابات في اليوم التالي للانتخابات، كما يجب على المذيعين، وخاصة في يوم الانتخابات، تسجيل سائر لحظات وجود المراقبين وإشرافهم، وخاصة في مراكز الاقتراع وأيضًا في المقر المركزي للانتخابات".
تحذير من وهم الأقطاب المتناقضة
من جهتها، كتبت صحيفة "همشهري": "قبل 3 أيام من إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية الـ14، تتواصل المنافسات بين الحملتين الانتخابيتين لمسعود بزشكيان وسعيد جليلي، ومن أهم الأضرار في هذا المجال هو اصطناع الانقسامات الزائفة التي تتولد في بعض الأحيان جراء مواقف المؤيدين والمرشحين".
وقالت: "رغم أن جميع المتعاطفين مع الوطن يعترفون بأن خلق أجواء ثنائية منقسمة زائفة في الانتخابات سيؤدي إلى حدوث الفجور في المنافسات الانتخابية، فإننا شهدنا في الأيام الأخيرة توجه بعض المؤيدين للمرشحين، بقصد أو بغير قصد، في هذا الاتجاه".
ورأت أن "استمرار بعض الاستقطابات يعود إلى أن رئيس اللجنة الأمنية لمقر الانتخابات في البلاد، سيد مجيد مير أحمدي، أكد في مقابلة، أن إحدى إستراتيجيات العدو والحركات المناهضة للثورة في الانتخابات الرئاسية كانت خلق استقطابات كاذبة، وقال إن الجهود بذلت من قبل الأعداء خلال الانتخابات في هذا المجال، وكان لا بد من خلق ثنائيات كاذبة، وفي ظل ذلك، جر القضايا إلى الشارع، ومن ثم سيتقاتل المؤيدون بين بعضهم ويخلقون حالة من انعدام الأمن بطريقة ما".