معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: المواجهة الشاملة مع حزب الله تعني هزيمة مطلقة لـ"تل أبيب"
13/06/2024

الصحف الإيرانية: المواجهة الشاملة مع حزب الله تعني هزيمة مطلقة لـ"تل أبيب"

ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 13 حزيران/يونيو 2024 في تحليلاتها ومقالاتها على التحضيرات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية مع اقتراب موعد الاستحقاق، وبدء المناظرات بين المرشحين، كما اهتمت الصحف بشكل كبير بالعمليات الجهادية التي نفذتها المقاومة الإسلامية في لبنان ضد أهداف للعدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، ردًا على اغتيال الشهيد القائد طالب عبد الله "الحاج أبي طالب".

التخريب خيانة
كتبت "وطن أمروز": "مع قدوم موسم الانتخابات وبدء الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة، يستعد الجو السياسي في البلاد لتغيير مفاجئ، وعلى الرغم من أن البيئة السياسية في البلاد ليست غريبة على الظاهرة الانتخابية، فهي تشهدها كل عامين تقريبًا، إلا أن الفجوة بين الوضع الانتخابي الحالي ووضعها المثالي لا تزال ملموسة، ولكن ما الانتخابات المثالية؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب في المقام الأول تكوين تصور صحيح عن الانتخابات.
في أحد التعريفات، تعتبر الانتخابات لحظة استثنائية في التدفق العام للتطورات السياسية، في هذا التعريف، تُفهم الانتخابات في الغالب على أنها "أداة" ذات وظيفة محددة، وإذا اختارت هذه الأداة خيارًا جيدًا، فقد عملت بشكل صحيح، وليس غريبًا أن نعتبر غالبية التصور الحالي في البلاد ناشئةً عن هذه الطبيعة الذرائعية، أما التيارات السياسية، فكلما رضيت بنتيجة هذه الأداة اعتبرت وظيفتها صحيحة، وعندما كانت النتيجة النهائية لا تروق لها، وصفت أداة الانتخابات بالوظيفة السلبية.
لكن التعريف الثاني للانتخابات، والذي لا ينفي وظيفتها الذرائعية، ينظر إلى هذه الظاهرة على أنها "طقوس"، فالطقوس، على عكس الأدوات، لا تنفصل عن زمنها فحسب، بل يمكن العثور على استمراريتها أيضًا في الحياة، تعتبر الطقوس لحظة خاصة تؤسس لرابط تاريخي وثقافي مع جميع عناصر مجتمعها. فالطقوس، رغم أنها ذات طبيعة نفعية وبناءة، إلا أنها تمثل أيضًا مكونات مجتمعها.
إن تصور الانتخابات باعتبارها أعلى طقوس سياسية في البلاد يجعل المرء يفكر في جودة إجرائها بعد النتيجة النهائية. على سبيل المثال، إذا كان مكون اختيار الناس يعتمد على العقلانية والميل نحو الصالح العام، فيمكن اعتبار الفضاء العام للمجتمع بمثابة فضاء متطور، ولكن إذا اختار المجتمع على أساس الإثارة والاستخفاف بالصالح الجماعي، يمكن وصف الفضاء العام للمجتمع بأنه متخلف وبعيد عن الفضيلة. عندما تُفهم الانتخابات من منظور طقوس سياسية ووطنية، فإن النتيجة النهائية لن تكون الهدف الوحيد للناشطين الحاضرين في مشهد المنافسة؛ إنهم يهتمون بأخلاق المجتمع وشرفه وعقلانيته ومنطقه قبل النتائج الإحصائية ويجدون في هذه الطقوس مكانًا لنمو مجتمعهم وتحسينه".
وتابعت "وطن إمروز": "إذا نظرنا إلى مسألة الانتخابات في المنظومة الفكرية للقائد وأدائه خلال أكثر من ثلاثة عقود من قيادة الثورة، سندرك أن إضفاء طابع طقسي على الانتخابات كان من مبادئه التي لا يجوز المساس بها. لقد اعتبروا دائمًا أن المشاركة أفضل من النتيجة، واعتبرت الانتخابات بمثابة شعيرة بناءة تتجاوز كونها أداة لنقل السلطة وتحديد المسؤولين المنتخبين؛ بل هي أمر يحافظ على الصلة بين الفرد والمجتمع والسياسة، ويثبت المسؤولية كفضيلة مدنية ودينية، ويذكر الإمام الخامنئي في هذه التصريحات تحريم أعمال التخريب، فعندما يتقدم النظام السياسي على أعلى مستوى من المنافسة مع الحفاظ على الأخلاق والعقيدة، فإن الوجه الخارجي لذلك النظام والأمة يحصل أيضًا على صورة أفضل. من ناحية أخرى، فإن هذا الجو التنافسي هو في الواقع اجتماعي بطبيعته. وهذا يعني أنه عندما تستمر المنافسة السياسية بين المرشحين بعيدًا عن التخريب، يتعلم أفراد المجتمع أيضًا الشكل الصحيح للخلاف والحفاظ على التفاهم. إن العنف اللفظي وتدمير الشخصية في بيئة حيث يكون لكل مرشح الملايين من المؤيدين خلفه لا يؤديان إلا إلى إعداد أفراد المجتمع لرفض بعضهم بعضاً". 

يأس الصهاينة في لبنان
كتبت صحيفة "جام جم": "مع أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال الصهيوني ورفاقه في حكومة الحرب، سلطوا الضوء على موضوع الهجوم على لبنان في الأيام الأخيرة، وحذّروا من هجوم شامل على الجنوب اللبناني وحتى أجزاء أخرى من هذا البلد، لكن التقديرات والمعلومات المتوفرة تظهر أن العديد من جنرالات الجيش ومسؤولي الأمن في النظام الصهيوني يعتبرون المواجهة الشاملة مع حزب الله مرادفًا للهزيمة المطلقة لـ"تل أبيب"".
وتابعت:" من الأمور التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في هذا الصدد، القوة التهديفية للمقاومة وتفوقها التكتيكي والحسابي غير العادي في مواجهة الصهاينة، ويشعر المسؤولون في نظام الاحتلال الصهيوني بقلق بالغ من صواريخ الحزب النقطية، لأنهم يعلمون أن الحزب سيستخدم هذه الصواريخ في أي مواجهة عسكرية على نطاق واسع لتدمير مواقع الدفاع الجوي للجيش "الإسرائيلي"، وبناءً على ذلك، في حالة حدوث مواجهة واسعة النطاق، يجب أن نتوقع هجومًا من قبل مجموعة كبيرة من طائرات الحزب بدون طيار في عمق "إسرائيل". أدى الدفاع الجوي للجيش "الإسرائيلي" إلى ظهور العديد من الظواهر المثيرة للقلق؛ أبرزها تتعلق بالتحذيرات الكاذبة التي تطلقها الرادارات، خاصة بشأن الطائرات بدون طيار المتفجرة؛ لأنه من الصعب جداً التنبؤ بمسار طيرانها على عكس الصاروخ".
وأضافت: "قوة نشاط الطرف اللبناني في حرب محتملة بطائرات بدون طيار مع نظام الاحتلال الصهيوني هي نقطة أخرى تم أخذها بعين الاعتبار في هذا الصدد، وشددت وسائل الإعلام الصهيونية على أن الحزب باستخدام طائراته بدون طيار وصواريخه يمكنه مهاجمة أهداف مختلفة داخل "إسرائيل"، بما في ذلك المدن والمستوطنات الشمالية والوسطى. كما أن سيناريو مهاجمة الحزب مجمع الميناء في حيفا ليس بعيدًا بل مُتوقعاً.
وبحسب تقديرات الجيش الصهيوني، فإن حزب الله يحاول العثور على نقاط الضعف في أنظمة الاستشعار "الإسرائيلية" وتقليل مدى طيران طائراته بدون طيار من أجل منع اكتشافها واعتراضها من قبل الجيش "الإسرائيلي"".

وبحسب "جام جم"، فقد "نفّذ حزب الله إستراتيجية مقاومة ذكية ودقيقة التوجيه، وحتى في هذه الأثناء، ومؤخرًا نشرت القناة  الـ14 التابعة للاحتلال الصهيوني تقريرًا بعنوان "ما يحدث في الجبهة الشمالية؟"، وركز هذا التقرير على التطورات التي جرت منذ بداية حرب غزة وأثناء المواجهة بين الحزب والكيان الصهيوني في شمال الأراضي المحتلة، وكان شارون روف أوفير، عضو الكنيست السابق، أحد المحللين في هذه القناة التلفزيونية والذي أشار إلى بعض النقاط المثيرة للاهتمام حول الهزيمة الكاملة لنظام الاحتلال الصهيوني أمام الحزب، قائلًا: "لماذا لا نقول الحقيقة؟! لقد فقدنا الشمال؛ إن الأضرار التي لحقت بنا من قبل حزب الله هي ستة أضعاف ما تسببت فيه حرب صيف 2006 (حرب 33 يومًا)".

كن مثل رئيسي
كتبت صحيفة "إيران": "في غضون أسبوعين، وبينما سيتوجه الناس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد، أصبح عمل المرشحين أكثر صعوبة من أي وقت مضى مع تكوين نصاب جديد في الخدمة على يد الرئيس الشهيد، لأن كل حكومة وقبل كل شيء كل رئيس لديه إرث للحكومة والرئيس من بعده، وقد أثبتت التجربة أن استغلال هذا التراث والتجارب يرجع بالأساس إلى اختلاف التوجهات السياسية للحكومة والرئيس القادم عن سلفه. لكن الشهيد رئيسي، خلافًا لكل العهود السابقة، ترك خلفه إرثًا يبدو أنه، بغض النظر عن الذوق والتوقعات السياسية، لا يمكن لرئيس الحكومة المقبل أن يكون غير مبالٍ بهذا الإرث أو يتجاهله. لأن سجل الشهيد رئيسي يتجاوز التوجهات السياسية التقليدية في البلاد، ولهذا السبب، تمكن من إرساء سياسة جديدة في الممارسة العملية، هذه السياسة الجديدة في الحكم والسلوك الشخصي والإداري في منصب الرئيس قد أحدثت توازنًا جديدًا في العمل السياسي لرجال الدولة والسياسيين، وإن الانحراف عنها سيلحق الضرر بالبلاد والشعب وكذلك بالرئيس المستقبلي".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم