الخليج والعالم
تونس: تحالفات ومبادرات تجميعية لمنافسة حركة النهضة
تونس ـ روعة قاسم
تؤكد استطلاعات الرأي المجراة من قبل الجهات المختصة في تونس تقدم حركة النهضة الإخوانية على باقي الأحزاب السياسية في "نوايا التصويت" في الإنتخابات النيابية التي ستجرى في الخضراء خريف هذا العام. ويرجع ذلك إلى انقسام حركة نداء تونس الفائزة بالمرتبة الأولى في الإنتخابات الأخيرة التي أجريت سنة 2014 إلى عدة أحزاب صغيرة غير قادرة على منافسة حركة النهضة.
وفي هذا الإطار تسعى أحزاب كثيرة ومنها أحزاب ناتجة عن تفكك حزب نداء تونس إلى الإندماج مع بعضها البعض بعيدا عن مؤسس الحزب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ونجله حافظ قائد السبسي الذي عجز عن المحافظة عن إنجاز والده، أي توحيد تيارات سياسية وطنية في حزب واحد. كما قام البعض بالإنصهار مع أحزاب أخرى قريبة فكريا لكنها من خارج المنظومة الندائية، والكل يسارع الخطى لتجميع أكبر قدر من الأحزاب قبيل الإنتخابات لمنافسة حركة النهضة.
حزب الحكومة
ومن بين المنشقين عن حركة نداء تونس رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومن معه الذين أسسوا حزب تحيا تونس وأنجزوا مؤتمرهم التأسيسي منذ فترة قصيرة وأعلنوا عن حزبهم الذي وصف بأنه حزب الحكومة. ولم يكتف الشاهد بتأسيس هذا الحزب بل سارع إلى الإندماج مع حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية الذي يرأسه وزير الخارجية الأسبق كمال مرجان ذو التوجهات الدستورية البورقيبية الوطنية.
وتبدو الغاية من هذا التحالف هي ضمان رئاستين على الأقل باعتبار أن كمال مرجان كان المرشح الأبرز لخلافة بن علي قبل الثورة ثم عاد الحديث مجددا عن إمكانية رئاسته للبرلمان بعد أن يترشح نائباً عن مسقط رأسه ولاية سوسة. فيما يبدو أن للشاهد رغبة في ترؤس الحكومة مجددا في نظام برلماني يتمتع فيه سيد القصبة (مقر رئاسة الحكومة) بصلاحيات واسعة تغنيه عن الرئاسة الأولى في قرطاج التي كانت في الماضي القريب هي صاحبة الصلاحيات الواسعة.
مبادرة الرئيس
ورغم أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لن يترشح لولاية جديدة فإنه يستعد لإطلاق مبادرة لتجميع أكبر قدر ممكن من الأحزاب المنبثقة عن حركة نداء تونس تقوم بالأساس على عدم إقصاء أي طرف بما في ذلك نجله حافظ قايد السبسي. كما تقوم هذه المبادرة على منح القيادة الحزبية لطرف من خارج أطراف الصراع الندائي وستكون وزيرة السياحة السابقة سلمى اللومي على ما يبدو هي الحاكمة بأمرها في النداء وربما مرشحته للرئاسة.
ولا يبدو أن القبول بهذه المبادرة مضمون خواصة أن أحزابا منبثقة عن النداء حسمت أمرها في تحالفات أخرى بعيدا عن الباجي قائد السبسي ونجله والصراعات التي لا تتوقف داخل هذا الحزب. كما إن شخصية سلمى اللومي ليست جامعة حتى يقبل بها كل الندائيين ويسيروا على دربها وهداها.