الخليج والعالم
الانتخابات الرئاسية المرتقبة محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 2/6/2024 الضوء على أخبار وتحليلات متنوعة شملت الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في اليوم الثالث لفتح أبواب الترشح، بالإضافة إلى موجة الاحتجاجات العالمية ضد الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني في رفح وغزة بشكل عام. كما تحدثت بعض الصحف عن الازدواجية والنفاق لذى بعض الدول الأوروبية، التي تحاول شراء التعاطف عبر إصدار إدانات جزئية لما يفعله لكيان في وقت بعد هذه الدول من أبرز الداعمين لـ"إسرائيل" في هذه الحرب.
وتزامنًا مع ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده) يوم غدٍ، كتبت الصحف الإيرانية حول شخصية الإمام والثورة الإسلامية وخصصت ملفات خاصة في هذا المجال.
دور الانتخابات في الحياة السياسية لإيران
أشارت صحيفة مردم سالاري إلى أن "تزايد دور الانتخابات في عملية التنمية السياسية في إيران، أدى إلى تضاعف أهمية دراسة وتحليل السلوك الانتخابي، مضيفة أن "الانتخابات قامت في فترات مختلفة بعد انتصار الثورة الإسلامية بدور أساسي في الحياة السياسية، إذ كانت في الواقع الآلية الأكثر أهمية لمشاركة الجماعات السياسية".
وتابعت: "من خلال إجراء العديد من العمليات الانتخابية منذ اندلاع الثورة الإسلامية المجيدة، برز نظام جمهورية إيران الإسلامية كنموذج جديد للسيادة الشعبية الدينية بمشاركة سياسية لأفراد المجتمع"، ولفتت إلى أنه "يمكن اعتبار مناقشة الانتخابات الرئاسية الإيرانية أهم جانب موضوعي وعملي للسيادة الشعبية الدينية في النظام السياسي في البلاد، والذي يرتبط ارتباطًا عميقًا لا ينفصل مع جانبه المهم الآخر، وهو أسلمة النظام، ويمكن تتبع هذه الأهمية وتقييمها من خلال أبعاد مختلفة".
وبحسب الصحيفة، فإن الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست مجرد عمل سياسي عام لتحديد الرئيس لمدة 4 سنوات (التي تحدد جزءًا مهمًا من مصير البلاد ومصائرها بأبعاد مختلفة)، بل إن هذه الانتخابات:
أولًا: تشكل عاملاً أساسيًا في تحديد وزن وموقع الجماعات والتيارات السياسية التي تطالب بالسلطة وإدارة البلاد في منافسة جادة وشاملة.
ثانيًا: هي منافسة يجري فيها مناقشة العديد من القضايا والمشكلات الكبرى التي تعاني منها البلاد، ويجري فيها عرض وتقييم وجهات النظر المختلفة.
ثالثًا: تعتبر الانتخابات منصة أساسية للكشف عن آراء ووجهات نظر مختلف فئات وشرائح الشعب فيما يتعلق بالخطابات المطروحة، في مجال الإدارة العليا والاستراتيجية للنظام والقضايا والتحديات الأساسية التي تواجهها البلاد.
رابعًا: إن الآثار العميقة للانتخابات في إيران من منظور السياسة الخارجية للنظام هي أيضًا كبيرة جدًا، وإجراء انتخابات رائعة بمشاركة الناس والجماعات السياسية على الساحة الدولية هو رسالة قبول للنظام.
وذكرت الصحيفة أن "الانتخابات، باعتبارها حدثًا سياسيًا هامًا وحاسمًا في أي نظام سياسي ديمقراطي، يمكن أن تكون ظاهرة فعالة في تعزيز واستقرار الأمن القومي، ويمكن أن تصبح تحديًا للأمن القومي".
سجادة أوروبا الحمراء لجلّاد رفح
من جهة اخرى، أشارت صحيفة وطن أمروز إن "العالم أجمع يدين في هذه الأيام الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في رفح والقتل الجماعي الذي لا يوصف بحق الأطفال والرضع والنساء الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين"، مضيفة أن "حجم وعمق هذه الجرائم كبير جدًا، لدرجة أنه من المستحيل إنكارها أو حتى تحويلها إلى جريمة عشوائية.. في مثل هذا الوضع، فضّلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إدانة هذه الجرائم واسعة النطاق من خلال إصدار بيانات تظهر، على ما يبدو، "استياءها" من تصرفات حكومة العدو، لكن على الرغم من إصدار وتلاوة هذه التصريحات المخادعة إلا أن هناك حقائق يحتاج الجمهور العالمي إلى فهمها".
ولفتت إلى أن "المسألة الأولى التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار هي شراء الوقت من قبل الاتحاد الأوروبي لصالح كيان الاحتلال من خلال إصراره على "ضرورة الإثبات القانوني للجرائم الصهيونية" في حرب غزة"، وقالت إن "الأوروبيين، الذين حولوا الأخبار الوقحة والكاذبة لوسائل إعلام العدو حول مقتل أطفال صهاينة على يد حماس، في نفس اللحظة التي نشرت فيها هذه الأخبار الكاذبة، إلى أداة لتطبيق كافة أنواع القيود والجرائم وحتى المباشرة وغير المباشرة المواجهة الميدانية مع المقاومة الفلسطينية، يواجهون الآن حادثة مروعة بسلبية وحذر!".
وأضافت: "زعم الاتحاد الأوروبي أنه سيفكر في فرض عقوبات على "إسرائيل" إذا لم تلتزم بحكم محكمة العدل الدولية، ومن بين العقوبات المقترحة تعطيل اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب.. ومع ذلك، فإن الألمان والفرنسيين وجماعات الضغط الاشتراكية الديمقراطية والمحافظة في أوروبا لا يسمحون بالتحقيق الفعلي لهذا الخيار المزعوم فحسب، بل يقع على عاتق اللوبي الصهيوني واجب تعطيل العملية البيروقراطية والقانونية لهذه العملية"، واعتبرت أنه "من المثير للسخرية أن معظم المتذمرين الأوروبيين من حادثة رفح الأخيرة هم أنفسهم المسؤولون عن منع إقرار وتنفيذ أي قرار معاد لـ"إسرائيل"، (ولو بدرجة بسيطة".
ورأت الصحيفة أن "الزيادة الحادة في صادرات الأسلحة من قبل الأوروبيين إلى دول منطقة غرب آسيا بعد حرب غزة، وإبرام المئات من عقود الأسلحة الأمنية الكبيرة والطويلة الأجل بينهم وبين "تل أبيب" خلال الأشهر الثمانية الماضية، توضح السبب وراء ذلك...".
وختمت بالقول: أطفال فلسطينيون مشردون يُقتلون بالأسلحة التي صنعها الناشرون الغربيون لبيانات الإدانات، هم صنعوها ونقلوها ويستفيدون من أرباحها الاقتصادية والتجارية!".
الثورة مدينة لمتانة شخصية قائدها الفكرية
وفي حوار أجرته صحيفة جام جم" مع المتخصص في التاريخ مسعود رضايي، بمناسبة رحيل الإمام الخميني جاء فيها:" آية الله الخامنئي هو شخص قام بتنمية ذاته في إطار الثقافة الإسلامية والدينية طوال حياته ويتمتع بشخصية مستقرة وعميقة ومتينة؛ وهذه نقطة يجب أن ننتبه إليها. وهناك نقطة أخرى وهي أنه خلال السنوات العشر التي تلت انتصار الثورة، تولى مسؤوليات مختلفة منذ البداية...ولذلك فهو شخصية شاملة. أي أنه محيط تماماً فيما يتعلق بقضايا البلاد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، خاصة وأن لديه مسؤوليات مختلفة في هذا المجال... منذ بداية قيادته، كان لا بد من تشكيل حكومة والقيام بالأعمال اللازمة لإعادة بناء البلاد، فكانت الإجراءات التي اتخذت لمنع إيران من الدخول في أزمات خارجية مختلفة...خلال فترة قيادته، وبفكره القوي وصلابته العقلية وشجاعته وبصيرته، وجه البلاد في اتجاه استطاع، رغم كل العقبات والعداوات الخارجية التي قامت بها جبهة واسعة الاستكبار، أن يتغلب على هذه التحديات الاقتصادية والأزمات السياسية والعسكرية واليوم مع الإنجازات التي حققناها في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والعسكرية والدولية، يمكننا أن نرى أن الجبهة التي أمامنا، بكل قوتها وجبروتها، لم تفشل فقط في تدمير بلدنا، ولكننا نحن من استطعنا أن نسلك طريق التقدم ولنتقدم، وقد وصل أعداؤنا، بما في ذلك أمريكا، إلى حد اليأس والأمل في أنهم سيتمكنون من تدمير إيران".