الخليج والعالم
استعادة كفرنبودة مقدمة لتحرير باقي مناطق إدلب
علي حسن - دمشق
يواصل الطيران الحربي السوري استهدافه لتجمعات ومقرات المجموعات المسلحة في محاور ريف ادلب الجنوبي، تحديدا في قرية الهبيط ومدينة خان شيخون. كما استعاد الجيش بلدة كفرنبودة الاستراتيجية مرةً أخرى وثبتت نقاطه فيها بعد عملية انسحاب تكتيكية أدت إلى قتل عشرات الإرهابيين، فهل سيبقى باب الميدان مفتوحاً لمعارك وسيطرات أخرى؟ وأين ستكون الوجهة التالية للجيش السوري وسط تضارب مصالح الدول الإقليمية في ادلب؟
مصدرٌ عسكري سوري قال لموقع "العهد" إنّ "أعدادا كبيرة من الإرهابيين حاولت استعادة بلدة كفرنبودة مرةً أخرى من قبضة الجيش السوري بعد تنفيذه لعملية جرّ محكمة لهم للبلدة أدت لمقتل العشرات منهم، وقد فشلت محاولتهم الجديدة فشلا ذريعا وازداد عدد قتلاهم"، مضيفا إنّ "التقدم نحو بلدة الهبيط ومدينة خان شيخون وجبل شحشبو أولوية عسكرية تهدف لإحاطة منطقة جبل الزاوية الذي يكثر فيه انتشار الإرهابيين إضافةً لتوسيع طوق الأمان حول القرى التي استعادها الجيش مؤخراً".
بدوره، أوضح المحلل السياسي والخبير بالشؤون الاستراتيجية مهند الضاهر أنّ "الدولة السورية تتده نحو التحرير النهائي لإدلب عاجلاً أم آجلاً وهذا ما سمعناه أكثر من مرة على لسان المسؤولين السوريين وأولهم الرئيس بشار الأسد، فتحرير كامل الجغرافيا بحسب حديثهم يعني تحرير ادلب أولاً و أخيراً"، مضيفاً أنّ "إدلب هي خط الدفاع الأول عن المحتل الأمريكي الموجود في سوريا بالمناطق الشرقية إلى جانب القوات الانفصالية بمعنى أنّ أمريكا تقوم بتجييش الرأي العام العالمي ضد الدولة السورية في معركة ادلب لأن تحريرها يعني توجه الجيش السوري نحو الشرق الذي تتواجد فيه أمريكا".
وأكد أن "الجانب الأمريكي يدرك تماما أنّ تحرير إدلب هو مقدمة لتحرير الشرق السوري إما سلما أو حربا، وكل التجييش الحالي ضد معركة إدلب يصب لمصلحته لجهة تثبيت الأوضاع الأمنية من اللاسلم واللاحرب والتي تؤدي لاستنزاف الجيش السوري وكسب الوقت لتستديم الأزمة".
وأشار الضاهر إلى أنّ "قرار التحرير والحسم العسكري تم اتخاذه بمعزل عن الظروف وإن لم يكن هناك تحرير لإدلب لن يكون هناك تحرير للشرق السوري"، مؤكدا ان "تحرير كفرنبودة هو الدرس الأول للإرهابيين وداعميهم وكما حرر الجيش السوري درعا والغوطة الشرقية ودير الزور وحمص من أعتى التنظيمات الإرهابية سيحرر إدلب لكن المسألة مسألة وقت ليس إلا".