الخليج والعالم
كاتب أميركي: الولايات المتحدة قد تخسر الحرب الباردة الجديدة أمام الصين وروسيا
قال الكاتب الأميركي جيمس كاردين إن المؤسسة التي تدير السياسة الخارجية الأميركية سبق وأن أخذت على محمل الجد النظرية التي روج لها هالفورد ماكندر التي تقول إن السيطرة على منطقة يوروآسيا تعني في النهاية السيطرة على العالم.
وفي مقالة نُشرت بمجلة "The American Conservative"، أضاف الكاتب: "بناء عليه، فقد عمل استراتيجيون ودبلوماسيون أميركيون على مدار جيل من الزمن على منع إنشاء تحالف بين العملاقين في يوروآسيا، وهما الصين وروسيا".
وأضاف: "مباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أواخر عام ١٩٩١، سادت التوقعات أن تعود روسيا إلى الحضن الغربي"، مردفًا: "ولكن مثل هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح، وربما من غير عودة، وذلك بفضل المشروع الذي اعتمده الحزبان الديمقراطي والجمهوري على مدار ثلاثة عقود بعزل و"لعن" روسيا".
وتابع أن استدارة روسيا نحو الشرق تعد من أهم التداعيات الجيوسياسية للحرب الباردة الجديدة و"للحرب بالوكالة بين الناتو وروسيا في أوكرانيا".
وقال الكاتب إن دور الصين الناشئ كوسيط دبلوماسي ليس غائبًا على واشنطن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن استضاف نظيره الكيني وليام روتو على حفل عشاء، لافتًا إلى أن قادة الدول الأفريقية عادة ما لا يستقبلون بمثل هذه الحفاوة.
كما أشار الكاتب إلى أن السفيرة الأميركية لدى كينيا ميغ ويتمان قالت في مقابلة مع "CNN" الأسبوع الماضي إن الصين هي من اضطلعت بدور بارز في أفريقيا وفي كينيا لأعوام عدة، الا أن واشنطن أصبحت تحمل رسالة جديدة إلى كينيا والقارة الافريقية عمومًا والتي تقول إن "أميركا تريد أن تكون شريكتكم".
كذلك لفت الكاتب إلى إعلان البيت الأبيض عن خطط لتصنيف كينيا حليف رئيسي من خارج الناتو، وإلى أن ذلك يؤكد التزام جديد لدى مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية بشن حرب باردة جديدة في أفريقيا.
وشدد على أن كينيا وبموجب التصنيف، ستنضم إلى دول أخرى مثل اليابان وأستراليا ونيوزلندا.
ورأى أن التنافس الحاصل على القارة الافريقية جاءت بنتائج متباينة حتى الآن. أما في الداخل فقال الكاتب إن تداعيات الحرب الباردة الجديدة هي متوقعة ومؤسفة، حيث تزداد ثروة ونفوذ شركات السلاح، دون أن يصبح الشعب الأميركي أكثر أمنًا.
واعتبر أن قوة المنافسة جراء الاتحاد ما بين الصين وروسيا، ونتيجة الصراع الحاصل اليوم قد تختلف عن نتيجة الحرب الباردة "الأولى" إذا ما استمرت واشنطن بذات النهج الذي يتبناه الرئيس الأميركي جو بايدن ومعاونوه.