الخليج والعالم
التشييع التاريخي للسيد رئيسي ورفاقه الشهداء محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة فجر اليوم من طهران على التشييعات المهيبة للرئيس الإيراني الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه الشهداء.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "إنّ حضور الملايين لدفن شهداء الخدمة سجّل إحدى الملحمات المريرة في تاريخ البلاد المعاصر".
وتابعت الصحيفة: "كانت الشخصية الخاصة والفريدة لهذا الشهيد تذكرنا في بعض النواحي باثنين من الشهداء المألوفين، فمن ناحية، تعرض خلال حياته مثل سيده شهيد بهشتي للعديد من الاتهامات والإهانات، لكنّه لم يصرف وقته وطاقته للرد على الإهانات، وكان يعتقد أن خدمة الشعب أهم من أي ردّ، وومن ناحية أخرى فإن استشهاده هو تذكير بالشهيد رجائي، وكان رجائي هو الذي أنهى مهمته كرئيس للحكومة، مثله، بحصوله على ثواب الشهادة. لذلك، بالأمس، في اللافتات التي رفعها الناس بأيديهم لتوديع الشهيد رئيسي، استخدموا في الغالب هذين الشهيدين من الثورة لوصف رئيسهم الشهيد. لكن ما هي الاتهامات الموجهة إلى رئيسي وكيف ردت شهادته على هذه الاتهامات بعد 33 شهرًا من خدمة الشعب على مدار الساعة؟".
وأضافت "وطن أمروز": "من الاتهامات التي أصر عليها معارضو الشهيد رئيسي من أجل تدميره هي اتهامه بالإدارة الاستعراضية، هؤلاء الذين كانوا أساسًا ضدّ الإدارة الشعبية والأداء المناهض للأرستقراطية للرئيس، طوال هذه السنوات، كانوا يسمون حضوره المستمر والمباشر بين الناس ومساعيه الميدانية بالاستعراض والديماغوجية... ولكن ومهما كانت فترة ولايته كرئيس للسلطة التنفيذية قصيرة، فإنه لا يمكن العثور على أي نقطة في إيران أو أي أزمة خلال هذه السنوات لم يكن الشهيد رئيسي حاضرا فيها، وأخيرًا، كانت شهادته في هذا الاتّجاه ردًا واضحًا ودائمًا على كلّ الاتهامات التي لم يرد عليها شفهيًا".
وأردفت: "لقد سعى أعداء السيد رئيسي، منذ بداية إدارته، دائمًا إلى التشكيك في كونه رئيسًا منتخبًا، لقد استخدموا انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات، والذي كان في الواقع بسبب أدائهم وخيبة أمل مؤيديهم، كسبب لإثبات فرضية أن الحكومة الجديدة لم تكن تحظى بشعبية، لكن في العالم الحقيقي، حصل الشهيد رئيسي، الذي حصل بحصوله على أكثر من 18 مليون صوت، على نصاب مقارب لكل رؤساء العقود الثلاثة الماضية".
كما لفتت إلى "حضوره المباشر بين الناس، والذي كان بمثابة سياسته الإدارية المستمرة، فقد قام في هذه السنوات بإزالة الجدران بين الحكومة وجميع النقابات والمجموعات، بحيث كان لجميع النقابات العمالية تقريبًا اجتماع مشترك واحد على الأقل مع الرئيس في هذه الفترة القصيرة من الزمن، وبعد فترة من الإدارة غير الشعبية للبلاد، والتي تم فيها الاستهزاء حتّى بمعاناة الأمة، قلص شهيد رئيسي المسافة بين الرئيس والشعب خطوة بخطوة، وبهذه الطريقة، بدلًا من الدخول في مسابقة إثارة المعارضين والرد على الإهانات، اختار أن يظهر نفسه كفرد من الشعب ويتحمل ثقل انتخابه، وكانت الصور الرائعة لهذا الشهيد الذي لا يكل في تبريز وقم وطهران، بمثابة رد واضح على سخافة كلّ ادعاءات أعدائه. أي رئيس حكومة غير منتخب يمكن أن نجد أن الناس يصطفون لأميال لتوديعه؟ رد شهيد رئيسي على الإهانات بنفس المبادئ التي يؤمن بها، وأخيرًا حصل على درجة الفوز بنفس الطريقة التي كان يتمناها".
"وطن أمروز" أوضحت أنّ "الحكومة السابقة، التي تولت دفة السلطة من خلال المقامرة بالسياسة الخارجية والقطيعة مع الولايات المتحدة، وفي نهاية العمل بسجل حافل من الفشل الذريع، سلمت دفة القيادة للشهيد رئيسي، واتهمت المسؤولين المنتخبين بأنهم غير قادرين على فهم لغة العالم، لقد أكدوا مرارًا وتكرارًا على أن العضوية في ميثاق شنغهاي وتحالف البريكس لا يمكن أن تتحقق من دون خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن في أقل من 4 أشهر، أصبحت الحكومة الثالثة عشرة عضوًا في شنغهاي وبريكس من دون خطة العمل الشاملة المشتركة، مما فتح العديد من الأقفال في إيران في العلاقات الإقليمية لدرجة أن أوضاع إيران اليوم في المنطقة ليس لها علاقة بفترة الحكومة السابقة، الحكومات العربية التي وضعت سياسات معادية لطهران على جدول أعمالها، في هذه السنوات الثلاث جاءت جميعها لاستعادة العلاقات مع بلادنا".
تشييع مختلف
من جهته، كتب مدير تحرير جريدة "همشهري": "كتبت إحدى الصفحات المناهضة للثورة التي تحركت ضدّ البلاد منذ وفاة مهسا أميني: "اليوم سأحضر الجنازة للاعتذار"، ثمّ قامت بحذف كافة المشاركات السابقة المناهضة، هذه القصّة لا تقتصر على المعارضة، أدرك المتنافسون أيضًا ما تعنيه السياسة الأخلاقية التي كان يقوم بها السيد رئيسي، ومثال على ذلك الكلمة الأخيرة للرئيس في اجتماع مجلس الحكومة الذي أكد أنه لن يتصرف بأمر غير الوحدة بين الناس، وقال "لا أعتبر من حقي أخذ الناس إلى الخلافات"... الكلمة الأخيرة هي أن هذا الدم يعني أن الوطن يتقدّم بقوة، والآن، في فترة بناء الدولة، كان الدم ضروريًا لفتح العيون؛ الدم هو الإعلام حتّى تستيقظ الضمائر ويفهم الجميع في الداخل والخارج أنه مع الثورة الإسلامية يمكن النزول إلى أعماق العالم والوصول إلى أعلى المقامات والدرجات".
التابع المحض للولاية
بدوره، كتب حميد رضا مقدّم المستشار الثقافي والإعلامي لقائد الحرس الثوري في صحيفة "جام جم": " صار السيد رئيسي في تاريخ إيران مديرًا بارزًا في الثورة الإسلامية، إنه نموذج يحتذى به لجميع المديرين المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية، ويعود هذا النموذج إلى الخصائص التي يتمتع بها في مجال الحياة الشخصية وفي مجال الإدارة".
وتابع رضا: "فوق كلّ صفات الرئيس، فإن إخلاصه ونيته النقية في أداء عمله يعتبر من الصفات البارزة عند الرئيس الشهيد. وفي الرسالة التي نشرها بمناسبة استشهاد السيد رئيسي، أورد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي له 16 صفة، ذكر من بينها أن كونه إنسانًا شعبيًا هي صفة بارزة وسامية يتمتع بها الشهيد رئيسي وتقلد مناصب ومسؤوليات مختلفة، لم يبخل بأي جهد وسعى دائمًا لخدمة الشعب والنظام الإسلامي. وخلال السنوات الثلاث الماضية كرئيس، سعى شهيد رئيسي إلى كسب رضا الناس، واعتبر هذه الخدمة مبدأ لا جدال فيه يتماشى مع واجباته الرئاسية، ورأى الكثيرون خدمته في سلوكه وتصرفاته. رأى الشهيد رئيسي أنه يجب أن يكون مع الناس ويلمس القضايا والمشاكل معهم".
وأضاف: "لقد اعتبر نفسه جنديًّا خالصًا للولاية، ولم يفكر في أي شيء سوى رضوان الله، وكان الشهيد رئيسي شخصية تتمتع بوحدة وطنية ومنظور عابر للفصائل في كامل تجلياته، وفي الوقت نفسه، وبينما كانت له مواقف سياسية واضحة، فقد حاول أن يتأقلم بشكل كامل مع مواقف القيادة في المناصب السياسية، لكن رغم ذلك كان لديه موقف أبوي تجاه جميع الفصائل وكان إحساسه مرتبطًا بجميع فئات الناس المختلفة وكانت لقاءاته مع قيادات التيارات المختلفة والاستماع إلى كلماتهم ومواقفهم تشير إلى النظرة التعددية الحزبية والوطنية للشهيد رئيسي. ولذلك فإن ما نراه اليوم من أن الناس يحبونه ويحترمونه هو نتيجة هذه الروح الوطنية للشهيد رئيسي".