الخليج والعالم
حج البراءة من الصهاينة وأميركا محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء (7/5/2024) الضوء على خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، يوم أمس الاثنين، أمام القائمين على أعمال الحج هذا العام، إذ شدّد سماحته على وجوب إظهار البراءة من الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية. كما اهتمت الصحف بمتابعة الأوضاع الميدانية في غزة مع تصاعد الهجوم الوحشي على رفح، وواصلت رصد وتحليل الحركة الطلابية في أوروبا وأميركا، وقارنت تفاعلات وسائل الإعلام المُوالية للصهاينة مع هذه التحركات بما كان من أعمال شغب في إيران العام الماضي.
حج البراءة
في التفاصيل، أشارت صحيفة همشهري إلى أن: "الإمام الخامنئي تحدث أمس الاثنين، في لقاء مع مسؤولي ووكلاء الحج ومجموعة من حجاج بيت الله الحرام، عن التطورات الراهنة في الأراضي المحتلة، وأوضح خصائص الحج لهذا العام وأهمية براءة الحجاج من أعداء الإسلام". وذكرت أن: "هذه قضية يمكن تناول أبعادها المختلفة، بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة في الأشهر الأخيرة، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية"، موضحًة أن: "النقطة الأولى التي يجب الإشارة إليها هي الطرح الجديد الذي طرحه الإمام الخامنئي الذي اعتمد على آيات القرآن الكريم للتعبير عن أهمية مسألة البراءة"، ولفتت إلى أن: "هناك مسألة أخرى مهمة لا ينبغي إهمالها، وهي بيان ضرورة البراءة من المشركين وأعداء المسلمين بالرجوع إلى آيات القرآن الكريم".
وتابعت : "الأمر ذو الأهمية الأساسية هو إيلاء اهتمام خاص لعدم إمكان دحض مسألة "البراءة"، لأنها مستندة إلى تعاليم القرآن"، مضيفة أن "بعض الحكومات الإسلامية حاولت تجاهل مسألة "البراءة" خلال العقود الماضية، ولم تكن لديها خطة في هذا الشأن، أما اليوم فإن القسوة العلنية والجرائم المرتكبة في الأراضي المحتلة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة ضد النساء والأطفال، تضاعف ضرورة "البراءة" من أعداء الإسلام".
وأضافت الصحيفة: "من الاستراتيجيات الأخرى التي ظهرت في خطاب الإمام الخامنئي يوم أمس الاثنين، والتي يجب أن تحظى باهتمام خاص، هي ضرورة البراءة المجيدة، مع الأخذ بالحسبان الأبعاد العالمية للتطورات في غزة والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وداعموه الغربيون، خاصة الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم"، وقالت إن "اضطهاد شعب غزة المسلم والمظلوم انعكس في أنحاء مختلفة من العالم، وهو ما رأيناه بمختلف مظاهره في الأيام الأخيرة، إذ نرى حاليًا أن العالم يعترف بالظلم الذي يتعرض له أهل غزة؛ وهي القضية التي بدأت تظهر عبر موجة من الصحوة الإسلامية في العالم".
ورأت أن: "انعكاس القمع الذي يتعرض له أهل غزة خلال موسم الحج، يجب أن يلاحظه الحجاج وكذلك الحكومات الإسلامية بشكل أوضح"، وقالت: "في وضع ينكشف فيه اليوم اضطهاد أهل غزة على مستوى العالم، ونشهد احتجاجات واسعة في هذا السياق، وهو ما يعدّ مظهرًا من مظاهر "البراءة العملية"، فإنّ موسم الحج والعمرة فرصة لا تعوض... وعلى هذا؛ النهج الإبراهيمي في الحج، أي البراءة الواضحة أمام الأعداء، يمكن تطبيقه باستخدام "الدبلوماسية المتمحورة حول الحج"، وفي مثل هذا الوضع ستكون سلطة وعظمة العالم الإسلامي أكثر وضوحًا للعالم من ذي قبل".
الضوء الأخضر الأميركي لمهاجمة رفح
هذا وأشارت صحيفة كيهان إلى أن: "هناك وجهة نظر مشتركة واحدة بين فلسطين والكيان الصهيوني، هي أنّ "إسرائيل" ما كانت لتبقى من دون الدعم الأميركي، فقد قال كل من الصهاينة والفلسطينيين هذا الأمر مرات عديدة، وقبل بضعة أيام فقط، نقلت وسائل الإعلام عن مصادر إسرائيلية، أن أميركا سلّمت أكثر من 350 طائرة و50 سفينة أسلحة إلى الكيان منذ بداية حرب غزة"، وذكرت أن "أحد قيادات حماس أكد، يوم أمس، أنه لولا أمريكا لانتهى عمل "إسرائيل" في نفس يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر مع عملية طوفان الأقصى".
ولفتت الصحيفة إلى أن: "من تسبب في إطالة أمد هذه الحرب هي أمريكا وحكومة الرئيس الأميركي جو بايدن هي التي لا تسمح لهذه الحرب بالانتهاء"، مشيرًة إلى أن "هذا الدعم والضغوط والأوامر موجودة في كافة المجالات". وتابعت: "منذ عدة أيام، تتزايد الأخبار المؤكدة عن هجوم يشنه العدو على النقطة الوحيدة المتبقية لسكان غزة، وهي رفح"، موضحة أن: "كبار المسؤولين الرسميين في الكيان، وأهم وسائل الإعلام الرسمية المعادية ووسائل الإعلام الأمريكية، فضلًا عن وسائل الإعلام المعروفة الأخرى في العالم، يقولون ويكتبون بانتظام إن قرار مهاجمة رفح قد اتخذ وسيبدأ الهجوم في اليوم أو اليومين الآتيين"، مشيرة إلى أن: "وسائل الإعلام المقربة من الديمقراطيين تضخ باستمرار أن أمريكا ضد هذا الهجوم، حتى يتمكّنوا من مساعدة بايدن في الانتخابات الأمريكية خلال الأشهر الستة المقبلة".
وقالت الصحيفة: "خلاصة هذه التقارير تُظهر أن أمريكا أعطت الضوء الأخضر لمهاجمة هذه المدينة التي لجأ إليها 60% من إجمالي سكان غزة، وإذا هاجم الصهاينة رفح، فيبدو أننا سنشهد مذبحة واسعة النطاق بحق المدنيين.. مذبحة إن حدثت ستقلل من عمر الصهاينة المتوحشين أكثر من أي وقت مضى"، وأضافت أن: "هذا القتل يمكن أن يشجع جبهات المقاومة الأخرى على معاقبة الصهاينة بشكل أشد".
تناقضات الغرب بين أعمال الشغب في إيران والاحتجاجات الطلابية
كتبت صحيفة إيران: "لم يكن عند وسائل الإعلام الغربية إجابة على احتجاجات الطلاب ضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني، غير اتهامهم بأنهم معادون للسامية ومؤيدون للإرهاب، فبعد مرور أكثر من 10 أيام على بدء احتجاجات طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية ضد جرائم الكيان في غزة، وعلى الرغم من القمع الشديد، لم يتعرض الطلاب لقوات الشرطة ولم تلحق أي أضرار بأي مكان، إذ يريد الطلاب ببساطة وقف دعم الولايات المتحدة لجرائم العدو وإنهاء الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وأضافت الصحيفة أن: "هذه الاحتجاجات السلمية لا يمكن أن تتسامح معها الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، فمع استمرار احتجاجات الطلاب، بدأ مشروع تقديمهم على أنهمم مخربون وداعمون للإرهاب وغير عقلانيين في وسائل الإعلام الغربية، وتطلق وسائل الإعلام هذه على الطلاب اسم "الأطفال" و"غير الناضجين" للتشكيك في احتجاجهم على جرائم الكيان"، لافتة إلى أن: "التيار الإعلامي الموالي للصهيونية يحاول وصم المتظاهرين ضد جرائم "إسرائيل" بمعاداة اليهود وبمعاداة السامية! ومثل هذا الخط تتبعه أيضًا وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)".
وأوضحت الصحيفة أنه: "في أحد البرامج الإخبارية لهيئة الإذاعة البريطانية، حاول مقدم البرنامج تعريف الطلاب المحتجين بأنهم معادون للسامية، إلا أن ضيف البرنامج رفض ادعاء الشبكة، وذكر أن مثل هذا الادعاء سخيف وأنه لم يسمع قط بمعاداة للسامية"، في المقابل نجد رد فعل وسائل الإعلام الغربية على أعمال الشغب التي قامت بها بعض المجموعات المخرّبة تحت عنوان "المرأة والحياة والحرية" في العام الماضي في إيران والذين سعوا إلى التخريب باللجوء إلى أقصى قدر من العنف والإرهاب، حيث نجد أن هذه الوسائل الإعلامية وصفتهم بالشباب الشجعان، وقدّموا على أنهم مقاتلون حكماء".