الخليج والعالم
الثورة الطلابية في الولايات المتحدة تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
تواصل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 02 أيار 2024 الاهتمام بتطوّر مشهد الحراك الطلابي في الولايات المتحدة وانهيار منظومة القيم الكبيرة الأميركية المدّعاة.
وتناولت الصحف الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني لناحية الخطوة التالية لعدوانه، وبالخصوص قضية الهجوم على رفح الذي يشير الى انهيار حكومة نتنياهو واحتراق الورقة الأخيرة التي بقيت بيد الكيان المحتل.
إثبات حقيقة مواقف إيران تجاه أمريكا
بداية، ركّز أمير علي أبو الفتح، الخبير في الشؤون الدولية، في صحيفة " همشهري" على خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أمس خلال استقباله آلاف المعلمين والمعلمين في البلاد، فأشار الى أن خطاب سماحته تضمّن نقاطًا مهمة حول التطورات الراهنة في المنطقة، والتي ينبغي دراستها وتحليلها بشكل خاص. وشدد في جزء من كلمته على أن معاملة أمريكا للطلاب المحتجين على جرائم النظام الصهيوني، خلال احتجاجات سلمية، دليل على يؤكّد موقف إيران المتشائم تجاه الحكومة الأمريكية. إن نظرة إلى تطورات الأشهر الأخيرة في الأراضي المحتلة تكشف التناقضات التي لا يزال رجال الدولة الأميركيون عالقين فيها".
وأضاف: "في السنوات الـ 45 الماضية، عندما شهدنا استمرار الخلافات بين طهران وواشنطن، دأبت السلطات الأميركية على توجيه الاتهامات لإيران، كما أثارت الجمهورية الإسلامية قضايا في المقابل. والآن، ما يتأكد لدى الرأي العام العالمي بشكل أوضح هو حقانية المواقف التي أثارتها طهران في العقود الأخيرة تجاه واشنطن...ويعد استخدام الولايات المتحدة للمعايير المزدوجة بهدف الضغط على الحكومات المستقلة مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إحدى القضايا التي طالما أثارتها طهران في مواجهتها مع واشنطن على مدى العقود الماضية. والآن، في الأشهر والأسابيع الأخيرة، رأينا أمثلة واضحة على المعايير المزدوجة للأميركيين، وهذا دليل على صدق ما كانت تثيره إيران حول سياسة الإدارة الأميركية، وبينما ادعت الحكومة الأمريكية دائمًا الرائدة العالمية ضد انتهاكات حقوق الإنسان في العقود الأخيرة، فقد شهد العالم صمت واشنطن وحتى تواطؤها مع جرائم النظام الصهيوني في الأراضي المحتلة في الأشهر الأخيرة. وهذا في وضع اعترف فيه الأمريكيون أنفسهم مرارا وتكرارا... إن "احترام القانون الدولي" هو أحد المقترحات التي أكد عليها المسؤولون الأميركيون مرات عديدة في العقود الأخيرة عندما واجهوا الجمهورية الإسلامية. لكن شهدنا في الأشهر الأخيرة انتهاك واشنطن لهذه القضية دعما للكيان الصهيوني، والآن يشهد الرأي العام العالمي توجهات واشنطن المزدوجة في هذا المجال من أجل دعم جرائم تل أبيب".
وختم:"هناك نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها، وهي أن إيران أكدت مراراً وتكراراً في العقود الأخيرة على أن فلسطين تعتبر القضية الرئيسية لغرب آسيا وأن تطبيع العلاقات مع تل أبيب لن يفتح أي عقدة. والآن يعترف الكثيرون في المنطقة والعالم بصحة مواقف الجمهورية الإسلامية؛ تماماً كما يعترفون اليوم بـ "الفصل العنصري"، و"الجريمة"، و"قتل الأطفال"، و"عدم احترام المؤسسات الدولية" و... من قبل النظام الصهيوني".
الورقة الأخيرة للكيان
بدوره، كتب الخبير في شؤون المنطقة سعد الله زارعي في صحيفة " جام جم": "يبدو أنه لم يبق أمام الصهاينة سوى منطقة رفح التي تعرضت لأشد الضغوط والقصف العسكري من قبل نظام الاحتلال الصهيوني خلال الشهرين الماضيين، ولهذا يستعد الإسرائيليون لشن مجزرة كبيرة في رفح. وإذا نفذ الإسرائيليون هذه الخطة كغيرها من أعمالهم ولم يحققوا نتائج كما حدث في الماضي - وهو ما سيفشلون في ذلك بالطبع أيضاً - فمن الطبيعي أن تعتبر هذه العملية آخر عمل يمكن لهذا النظام المحتل أن ينفذه. وهذا الأمر ليس في صالح أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، لذلك يصر الأمريكيون على تأجيل العملية على رفح لتوفير الظروف لمزيد من الإجراءات المتعمدة التي تؤدي إلى نتائج. ومن ناحية أخرى، فإن الأميركيين في خضم الانتخابات الرئاسية، وشوارع هذا البلد وجامعاته تشهد احتجاجات واعتصامات ضد سياسات الحكومة فيما يتعلق بحرب غزة. أي تصعيد من جانب إسرائيل ضد السكان العزّل في غزة سيكون بمثابة وقود على النار في الجامعات الأمريكية ضد إدارة جو بايدن. ولذلك فإن العملية العسكرية التي يقوم بها نظام الاحتلال الصهيوني ليست فقط غير مفيدة للإسرائيليين، ولكنها ستؤدي إلى نتائج عكسية، لأنها ستجعل ظروف إدارة بايدن داخل الولايات المتحدة أكثر صعوبة. وفي الواقع، فإن القلق بشأن عدم فعالية تصرفات النظام الصهيوني والخوف من زيادة حجم الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة، دفع مسؤولي هذا البلد، ومن بينهم بلينكن، إلى السفر إلى الأراضي المحتلة مرة أخرى للاعتراف للسلطات الإسرائيلية أن العملية العسكرية على منطقة رفح ستجعله أسوأ من ذي قبل بالنسبة لكل من أمريكا والكيان الصهيوني".
مسار الحركة الطلابية في أميركا
من ناحيتها، كتبت صحيفة " إيران":" الاحتجاجات الطلابية في أمريكا وانتقاد سياسات واشنطن الداعمة لإسرائيل تشمل مجموعة من المطالب. وفي الواقع، جاءت هذه المطالب خطوة بخطوة. في البداية وبعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والكشف عن جرائم هذا النظام، طالبت شرائح كثيرة من المجتمع الأمريكي، بما في ذلك الطلاب، الحكومة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار. ولم تقم الحكومة الأمريكية بذلك فحسب، بل استخدمت أيضًا حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتابعت "في المرحلة التالية طالب الطلاب بوقف تعاون جامعاتهم مع الحكومة والجامعات الإسرائيلية. وشددوا على ضرورة وقف المشاريع المشتركة أو التعاون بين الجامعات الأمريكية والجانب الإسرائيلي. ولم يتم تلبية هذا الطلب لأن رؤساء الجامعات الأمريكية لم يقبلوا هذا الطلب من الطلاب. وكان الحدث الذي أشعل الاحتجاجات في الأيام القليلة الماضية هو وصول الشرطة إلى جامعة كولومبيا بناء على طلب رئيس الجامعة والتعامل العنيف مع الطلاب واعتقال بعضهم. وكان هذا التصرف بمثابة الزيت الذي تم سكبه على نار الاحتجاجات. والآن، بالإضافة إلى المطالب السابقة، ومن بينها انتقاد دعم أمريكا لإسرائيل، أثيرت قضية انتهاك حرية التعبير، التي وردت في التعديل الأول للدستور الأمريكي. وعليه فإن الدخول إلى الجامعة والتعامل مع الطلاب يعتبر انتهاكاً للحقوق الأساسية للأشخاص والطلاب. نقطة أخرى جديرة بالملاحظة هي أنه بالإضافة إلى انتقاد سياسات أمريكا تجاه إسرائيل وفلسطين، فإن جزءًا كبيرًا من المنتقدين الذين يشاركون في المسيرات والاحتجاجات يحتجون بشكل أساسي على عدم المساواة في المجتمع الأمريكي. ومن وجهة نظرهم، أدت سياسات أمريكا داخل هذا البلد وفي أجزاء أخرى من العالم إلى انتهاك حقوق الناس، ولذلك فإن الاحتجاجات هي شكل من أشكال الغضب الشعبي تجاه الوضع الحالي في أمريكا".
وختمت: "بطبيعة الحال، تتحدى هذه الاحتجاجات سياسات الحكومة الأمريكية، ولكن لا يبدو أنها تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. تعمل هذه الاحتجاجات على تكثيف الضغط على حكومة الولايات المتحدة لإجراء مزيد من التشاور أو المزيد من الضغط على إسرائيل لكبح جماح حكومة نتنياهو المتطرفة والعنيفة على الأقل".