الخليج والعالم
الاحتجاجات الطلابية في أميركا محطُّ اهتمام الصحف الإيرانية
أولت الصحف الإيرانية مساحة كبيرة اليوم السبت 27 نيسان/أبريل 2024 للاحتجاجات الطلابية في جامعات الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبرت الصحف أنَّ الوجه الحقيقي للغرب يظهر بفعل تردّدات طوفان الأقصى على مستوى العالم.
طوفان الأحرار الأميركي
في هذا الصدد، كتبت صحيفة "إيران": "إن الأجواء العنيفة التي تعيشها الجامعات الأميركية، والتي انتشرت صورها في وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية، لا تعكس فقط ضعف شعار حرية التعبير الذي استخدمته الولايات المتحدة لسنوات كسلاح في الدول المعارضة لسياساتها، ولكنها تعكس أيضًا شراكة واشنطن الاستراتيجية مع "تل أبيب"، واليوم أصبح من الواضح لشعوب العالم أن دعوة حقوق الإنسان لا تستخدم إلا في اتّجاه يؤمن مصالح البيت الأبيض والكيان الصهيوني، وإذا انتهكت الحرية هذا الإطار فإن الولايات المتحدة نفسها ستتّخذ القرار في مواجهتها".
وأضافت: "لم تقتصر موجة الاعتقالات على الطلاب، بل طالت أيضًا الصحافيين الحاضرين في الاحتجاجات والأساتذة الأميركيين، وإلى جانب الإجراءات القمعية للشرطة، تشير الصور المتوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تواجد قناصة أميركيين في بعض المباني المطلة على الخيام التي نصبها طلاب جامعة أوهايو، وعلى الرغم من قيام الشرطة الأميركية والحرس الوطني باعتقال المئات من الطلاب وأساتذة الجامعات لمشاركتهم في المظاهرة المناهضة للصهيونية، إلا أنَّ هذه الاحتجاجات مستمرة في دعم فلسطين".
وأشارت إلى أنَّه "رغم أن النظام الصهيوني والولايات المتحدة يحاولان الانخراط في عدوان واحتلال صامت في فلسطين المحتلة، وأخذ القضية الفلسطينية على هامش التوجّهات العالمية، إلا أنَّ طوفان الأقصى وآثاره الواضحة والعالمية وتوضيح الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني في الرأي العام، جعل القضية الفلسطينية تتربع على رأس قضايا العالم المهمّة، والآن أصبحت نقطة تحول في النظام الدولي".
يقظة شعوب الدول الغربية والولايات المتحدة أمرٌ ثقيلٌ جدًا على المجتمع الدولي
من جهتها، كتبت صحيفة "همشهري": "اليوم، وبعد أن ضرب طوفان الأقصى الصهاينة، أصبح وعي ويقظة شعوب الدول الغربية والولايات المتحدة بشأن الجرائم التي يرتكبها "الإسرائيليون" في قطاع غزّة أمرًا يعتبر ثقيلًا جدًا على المجتمع الدولي والغرب، وبعد عملية طوفان الأقصى واصل نتنياهو ومجلس الوزراء "الإسرائيلي" ارتكاب أبشع الجرائم في قطاع غزّة من أجل ردم هذا العار وتضميد الجراح التي أصيبوا بها من قبل المقاومة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني، أحدثت هذه الجرائم الواسعة النطاق التي ارتكبها "الإسرائيليون" في قطاع غزّة صحوة ووعيًا كبيرًا في الغرب وأميركا".
وأوضحت الصحيفة أنَّ الرأي العام في هذه الدول يدرك جيدًا مدى التضليل الإعلامي والصورة التي رسموها عن المقاومة و"إسرائيل" خلال هذه السنوات، وبات واضحًا أنَّ الصهاينة هم من يرتكبون جرائم فظيعة في غزّة، ومن ناحية أخرى، يدافع الشعب الفلسطيني ويقاوم عن أرضه وحقوقه في معركة غير متكافئة وغير متوازنة، وهذه الصحوة خطيرة جدًا بالنسبة لأميركا والغرب وخاصة عندما وصلت الاحتجاجات الطلابية ضدّ الكيان الصهيوني والسياسات الأميركية إلى الجامعات، لأن الطالب، باعتباره الطبقة الرائدة في المجتمع، لديه القدرة على نقل القضايا بشكل أسرع ويمكنه توجيه الرأي العام في اتّجاه آخر، وهذا هو بالضبط ما يشكّل خطورة على الأميركيين ولا يستطيعون تحمله.
وتابعت: "أضف إلى ذلك أننا نقترب من موعد الانتخابات الأميركية، وبايدن يتخلف عن خصمه، وهو ترامب، من حيث القبول الشعبي؛ ولذلك فهو يحاول إدارة الوضع في الشرق الأوسط ليكون له ذريعة للدعاية لصالحه، لكن هذه الاحتجاجات الواسعة للطلاب والأساتذة الأميركيين والكشف عن الجرائم التي حدثت بمساعدة حكومة بايدن أثرت على موقفه. في مثل هذا الوضع بالتحديد، تتحول أيدي الحكومات الغربية لتظهر أن شعارات حقوق الإنسان الجميلة والخادعة حول حرية التعبير والعمل الخيري لم تكن سوى أدوات بيد الغربيين لتعزيز سياساتهم".
200 يوم من حرب غزة والوضع يزداد صعوبة لدى الصهاينة
كتبت صحيفة "وطن أمروز": "الوضع بالنسبة لحكومة نتنياهو لم يتحسن بعد 200 يوم من بدء حرب غزّة، لكن الضغوط والتحديات التي يواجهها هذا النظام تتزايد يومًا بعد يوم.
وفي الأيام الأخيرة، ومع استقالة رئيس جهاز المخابرات في جيش الاحتلال، والهمسات حول استقالة بعض القادة العسكريين الصهاينة الآخرين، يبدو أنَّ عملية التعامل مع الجيش والأمن قد بدأت تتفاقم، على الساحة الداخلية، فإن سكان الأراضي المحتلة، وخاصة عائلات الأسرى "الإسرائيليين"، لا يحترمون حكومتهم المتحاربة بأي شكل من الأشكال، وليس هذا فقط بل إنهم يطالبون بالفعل بوقف فوري لإطلاق النار، والمفاوضات مع حماس، والأهم من ذلك - إلى جانب المعارضة – يطالبون بإقالة نتنياهو وتغيير الحكومة، وتستمر المظاهرات الحاشدة التي يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في مدن كبيرة مثل تل أبيب، ويلقي المشاركون باللوم على نتنياهو في الوضع الحالي".
وبيَّنت أنَّه "على الساحة الدولية، تزداد عزلة الحكومة الصهيونية الحالية يومًا بعد يوم، تصدرت المظاهرات غير المسبوقة التي قام بها طلاب الجامعات الأميركية ضدّ النظام الصهيوني عناوين الأخبار في الأيام الأخيرة، واعتقلت الشرطة الأميركية عددًا كبيرًا من هؤلاء الطلاب وانضم أساتذتهم إلى المظاهرات تضامنًا مع المعتقلين، وأدَّت هذه العملية إلى تعطيل الدراسة في بعض الجامعات مثل كولومبيا، وفي بلدان أخرى، لم تهدأ الموجة المناهضة للصهيونية، ولا يقتصر هذا الأمر على الدول الإسلامية أيضًا، وإلى جانب الولايات المتحدة، هناك تظاهرات كثيرة في دول أخرى غير إسلامية وأوروبية، وهذا الموضوع جعل الأميركيين، رغم دعمهم الكامل للكيان الصهيوني، يمتنعون عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي".
ولفتت إلى أنَّه "في الميدان، الوضع يزداد صعوبة بالنسبة للصهاينة يومًا بعد يوم، وفي غزّة، ورغم الجرائم الكثيرة وقتل 40 ألف إنسان بريء، معظمهم من النساء والأطفال، لم يحقق أي إنجاز يستطيع نتنياهو من خلاله تخفيف الضغوط عن نفسه. وفي الجبهة الشمالية، زاد حزب الله من حجم ونطاق عملياته، وفي اليوم أو اليومين الأخيرين، لأول مرة بعد سنوات عديدة، نفذ هجماته على عكا شمال الأراضي المحتلة".
وأضافت الصحيفة: "بعد الهجوم العقابي الذي شنته إيران ضدّ "إسرائيل"، وصل الصهاينة إلى طريق مسدود تمامًا، فإن الحجم الكبير للهجوم الإيراني بعشرات الصواريخ والطائرات من دون طيار، ومن ناحية أخرى، عمل الصهاينة السلبي، والضعيف والمثير للسخرية كما يقولون، في محاولة إحداث الفوضى في أصفهان، أظهر أن أيديهم مقيدة، كل هذا يضع نتنياهو وحكومته أمام تحدٍ كبير، وهو يعلم جيدًا أن نهاية هذه الحرب ستعني سقوطه وسقوط العديد من زملائه؛ الأشخاص الذين إما سيستقيلون أو سيضطرّون إلى المغادرة، ولهذا السبب لم يقرر نتنياهو بعد إنهاء الحرب وتعريض أمن "إسرائيل" للخطر بشكل أكبر، بل إن مقامرة نتنياهو على وجود "إسرائيل" لتحقيق الحد الأدنى من المنفعة الشخصية أثارت انتقادات من أصدقائه، الذين يعتقدون أن رئيس وزراء "إسرائيل" يتّجه نحو تدمير "إسرائيل" لأنه مأسور بجنون عظمته ويعتبر أن النظام ملكه".