الخليج والعالم
ماذا يجب أن تتعلّم واشنطن من المواجهة الإسرائيلية مع طهران؟
قال المسؤول السابق في "الـ CIA" بول آر بيلار إن الهجوم الصاروخي الإيراني على "اسرائيل" جاء في سياق الرد المتدرج على الاستخدام الإسرائيلي المتكرر للعنف، والذي يشمل التخريب والاغتيالات على الأراضي الإيرانية.
وفي مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، رأى الكاتب أن الرد الإيراني الإجمالي كان منضبطًا نظرًا إلى الاستفزازات، مضيفًا أن العملية الإيرانية الهادفة إلى توجيه ضربة أقوى لكانت اختلفت كثيرًا، إذ كانت شملت على الأرجح عددًا كبيرًا وغير معلن من الصواريخ البالستية، مع سابق إنذار لا يتخطى بضعة دقائق.
كما تطرق الكاتب إلى ما جرى تداوله عن أن "تبادل الهجمات بين "إسرائيل" وإيران" قرّب أكثر موضوع التحالف المعادي لإيران بدعم أميركي يشمل "إسرائيل" ودولًا عربية بارزة"، لافتًا إلى أن هناك مبالغة في هذا السياق، إذ إن الاختلافات بين "إسرائيل" وعرب الخليج تبقى "صارخة"، إذ يتناقض التقارب الحاصل بين بلدان عربية وطهران بشكل حاد مع سياسة "إسرائيل" المتواصلة بالعمل على عزل إيران "إلى الحد الأقصى".
كذلك تابع الكاتب أن الغضب حيال تسبب "إسرائيل" بمأساة جماعية في قطاع غزة يبقى عارمًا في مختلف أنحاء العالم العربي، فيما لا مؤشرات على نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وشدد على أن القيود الحادة على أي تحالف معادي لإيران بدعم أميركي أكدتها تحذيرات دول عربية خليجية للولايات المتحدة بعدم استخدام أراضيها أو أجوائها من أجل شن هجمات ضد إيران.
وذكر الكاتب عددًا من العبر نتيجة ما حصل، من بينها أن التسامح الأميركي مع "إسرائيل" يشجع على السلوك الإسرائيلي المتهور والمزعزع للاستقرار، مردفًا أن السلوك الأكثر تدميرًا خلال العام المنصرم كان ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة، إلا أن الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق شكل امتدادًا لذلك.
كما قال الكاتب إن عدم رسم خطوط حمراء أمام صناع القرار الإسرائيليين يُنظر إليه على أنه ضوء أخضر، وتقديم المساعدات من دون شروط جعل صناع القرار هؤلاء يتوقعون أن "إسرائيل" لن تتعرض لإجراءات عقابية مهما فعلت.
أما العبرة الأخرى، بحسب الكاتب، فهي تتمثل بكون جميع دول الشرق الأوسط باستثناء "إسرائيل" لا تريد حربًا أوسع، مضيفًا أن الدول العربية وكذلك إيران لا تريد مثل هذه الحرب، مردفًا أن النزاع "الإسرائيلي - الفلسطيني" المستمر يبقى مصدرًا أساسيًا للعنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتابع الكاتب أن الأحداث المروعة في قطاع غزة وحدها هي من أسوأ أحداث العنف والمعاناة التي شهدتها المنطقة خلال العقود القليلة الماضية، الا أنه حذر من أن مثل هكذا عنف يتحول إلى مشاكل أخرى، مثل الهجوم الإسرائيلي في دمشق والذي أدى إلى تبادل الهجمات الجوية بين "إسرائيل" وإيران، وفق تعبير الكاتب.