الخليج والعالم
تحليل أميركي: على بايدن التلويح بقطع أو تقليص المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل"
حذّر المحلّل الأميركي والمستشار السابق في قضايا الأمن القومي إيفان إيلاند (Ivan Eland)، في مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، من أنّ الحوافز لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والائتلاف الحكومي لإشعال حرب مع إيران ما تزال قائمة.
وقال إيلاند: "إنّ السفارات الأجنبية تعدّ أرضًا تابعة للبلدان الأجنبية، وبالتالي استهداف "إسرائيل" لمجمع السفارة الإيرانية في سورية كان بمثابة استهداف لإيران نفسها". كما تابع الكاتب أنّ: "نتنياهو وائتلافه الحكومي رفضوا بشكل قاطع حل الدولتين، ومثل هكذا حل سيحقق الكثير على صعيد الحد من النزاع في المنطقة وتعزيز أمن "إسرائيل" على الأمد الطويل" وفقًا لقوله؛ مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" وقبل مجيء الحكومة الحالية، والتي وصفها بالمشاكسة، لطالما أرادت دفع الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران من أجل ضمان هيمنتها على المنطقة من خلال تقليص قدرات إيران العسكرية.
وأضاف أنّ: "نتنياهو قد يكون أمام فرصة ذهبية الآن، إذ إن حربًا واسعة تشمل المواجهة الأميركية المباشرة مع إيران ستساعده، وربما يحتاج إلى البقاء في السلطة من أجل البقاء خارج السجن وإبعاد الأنظار عما يجري في غزة".
كذلك قال الكاتب: "إنّ تحالفات وشراكات أميركا مع دول أخرى لا تحمل قيمة إلا إذا أسهمت في تحقيق الهدف المطلوب، وهو تعزيز أمن الولايات المتحدة". كما أردف أن: "من بين الإشكاليات، إلى جانب كون البلد الأقوى يتحمّل العبء الأكبر، يكمن في أن "البلد" الصغيرة مثل "إسرائيل" يمكن أن يكون لها دافع كي تتصرف بعدوانية مع البلدان المجاورة عندما تكون تحت مظلة حماية البلد الأكبر، على حد تعبيره. وتابع الكاتب أن: "بقاء نتنياهو السياسي قد يعتمد على مثل هكذا تصعيد، خاصة إذا ما احتاج إلى إبعاد أنظار الشارع الإسرائيلي عن غزة".
كما أشار الكاتب إلى أنّ: "شعبية نتنياهو ارتفعت بعض الشيء وفقًا لاستطلاعات أجريت خلال التصعيد الأخير مع إيران وبعيد استهداف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق" وفقًا لزعمه. ولفت إلى أنّ صنّاع السياسة الأميركيين، وخلال مساعيهم من أجل الهيمنة بعد الحرب العالمية الثانية، نسوا درسًا تعلّمه الجيل المؤسس لأميركا، وهو أن التحالفات الدائمة والمتشابكة قد تجر البلاد إلى حروب بعيدة ومكلفة ولا داعي لها، خاصة لبلد مثل الولايات المتحدة التي تتمتع بتفوق أمني حقيقي يتمثل بكونها بعيدة جيوغرافيًا عن مناطق الصراعات.
كما تابع الكاتب أنّه: "يتوجّب على الرئيس الأميركي جو بايدن التلويح بقطع أو تقليص المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" إذا استمرت الأخيرة في نهجها الحالي في غزة، وفي محاولاتها لتوسيع النزاع ليشمل إيران، وذلك من أجل تجنب التورط بحرب أوسع في الشرق الأوسط". غير أنّه أشار إلى أنّ الولايات المتحدة هي في المقابل بصدد زيادة هذه المساعدات، وبالتالي مكافأة "إسرائيل" على "سلوكها غير المسؤول".