الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: هل سيسقط جدار "العار" الأردني؟
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين (22/4/2024)، الضوء على تحليل التطورات والأوضاع الدولية المتعلقة بالحرب على غزة وسائر أماكن التوتر في العالم، لا سيما بعد إقرار الكونغرس الأميركي الموافقة على إرسال مساعدات إضافية للكيان الصهيوني وأوكرانيا وتايوان. كما اهتمت الصحف بتحليل ترددات عملية "الوعد الصادق" على مستوى شعوب المنطقة العربية، خاصة شعوب الحكومات المتخاذلة، مثل الأردن.
رفح مستنقع الصهاينة
في التفاصيل، أشار الخبير في الشؤون الدولية رضا صدر الحسيني، في مقالة نشرتها صحيفة جام جم، إلى أن: "198 يومًا مروا على عملية طوفان الأقصى، شهدنا خلالها إخفاقات الكيان الصهيوني المتواصلة، في وقت يجري النقاش فيه حول مسألة الهجوم البري الذي يمكن أن يشنه الاحتلال على رفح". وذكّر أن: "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سبق أن حذّر الصهاينة من الاجتياح البري لرفح، وأكد بحال هاجم العدو رفح؛ الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء والمقاومة جاهزة للدفاع عن نفسها".
ولفت الحسيني إلى أن: "إحدى النقاط المهمة في ما يتعلق بموضوع الهجوم الإسرائيلي على رفح، هو أن الكيان الصهيوني لم يتخذ الاستعدادات الكافية في مواجهة المقاومة الفلسطينية بحسب تقديراته، أي أنّ رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو يرى أن هناك إمكانًا لاستخدام الابتزاز الدعائي والإعلامي لتحويل عمليتهم النفسية إلى انتصار ميداني. لكن الحقيقة هي أن استعدادات المقاومة هي بالتأكيد على مستوى الجهوزية لتوجيه ضربات حقيقية وجوهرية للكيان الصهيوني في العملية المحتملة في رفح". وأضاف: "بهذه الطريقة، وبسبب الهزائم العديدة التي لحقت بالكيان الصهيوني على يد المقاومة الفلسطينية، وتزايد ثقة المقاومة بنفسها بعد عملية "الوعد الصادق" الناجحة، فإنّ شروط الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح تبدو أكثر صعوبة".
الحسيني رأى أنّ: "كلام نتنياهو والإجابة الواضحة لهنية سيخلقان ظروفًا جديدة للمنطقة، ستزداد فيها سلسلة إخفاقات الكيان الصهيوني وعملياته المختلفة". وأوضح أنه: "إذا بدأ الكيان عملية عسكرية، فالاستعدادات اللازمة عند المقاومة الفلسطينية واضحة تمامًا، وستفشل آلة العدو الحربية حتمًا في رفح كما هو الحال في غزة وخان يونس". وأضاف: "على الرغم من بعض الاختلافات التكتيكية، فإنّ الكيان لن يجري أي تغييرات استراتيجية دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، بخلاف ما تقوله وسائل الإعلام والتعليقات غير الموثوقة، فالاحتلال يتقاسم بالتأكيد جزءًا كبيرًا من قضاياه الاستراتيجية مع الأميركيين، ويناقشها في سياق الإجراءات الممكنة".
القرارات الأميركية المضطربة
بدورها، كتبت صحيفة قدس: "على الرغم من الخلافات الشديدة بين المشرّعين الأميركيين، تغلّب مجلس النواب الأميركي أخيرًا على معارضة الجمهوريين الشديدة موافقًا على مشروع قانون بقيمة أكثر من 95 مليار دولار من المساعدات إلى أوكرانيا والنظام الصهيوني وتايوان"، مشيرة إلى أن: "الخطوة العدوانية لمجلس النواب الأميركي واجهت ردود فعل منذ البداية، فقد رحّب الرئيس جو بايدن بالموافقة على المساعدات الحيوية لأوكرانيا وإسرائيل، ووصفها نتنياهو بأنها مؤشر على الدعم الأميركي القوي لـإسرائيل وخطوة في اتجاه الدفاع عن الحضارة الغربية".
وأضافت الصحيفة: "يمكن استخلاص عدة استنتاجات من القرار الأخير الذي اتخذته الهيئة التشريعية الأميركية:
1. عمل تفوح منه رائحة الحرب: إن خطوة قرار مجلس النواب الأميركي هي على أقل تقدير بمثابة صبّ البنزين على نار الأزمات العالمية، حيث تقع أوكرانيا والكيان الصهيوني وتايوان في مركز التوتر بين القوى العظمى هذه الأيام. ومن المثير للاهتمام، الموافقة على مشروع قانون المساعدات المالية الأميركي للكيان، في حين سبق أن حظر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بيع وشحن أي نوع من الأسلحة إلى فلسطين المحتلة بسبب جرائم المحتلين في غزة.
2. دليل على نفاق واشنطن السياسي: الموافقة على 26 مليار دولار من المساعدات المخصصة للكيان الصهيوني هي بمثابة ختم الموافقة على تعاون أميركا مع جرائم المحتلين في غزة وضوءًا أخضر لتوسيع نطاق الحرب. وقد تمّت الموافقة على مشروع القانون هذا بينما كانت إسرائيل في حرب مع حماس، والمجتمع الدولي قلق للغاية بشأن مصير المدنيين في غزة، وفي الأشهر القليلة الماضية. وفي الوقت نفسه الذي تدفقت فيه المساعدات إلى تل أبيب، ومن أجل خداع الرأي العام الدولي والمحلي، أعلن بايدن مرارًا وتكرارًا أن حرب غزة يجب أن تنتهي.
3.انقسامات داخلية في أميركا: إقرار حزمة الدعم الأخيرة وسط انقسامات داخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ أبدى الجمهوريون معارضة واسعة".
هل سيسقط جدار العار الأردني؟
من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "إذا أردنا اختيار النظام الأكثر سوءًا في الشرق الأوسط، خلال تطورات الأسابيع الأخيرة، فسوف نواجه حالًا غريبة في النظام الأردني.. ففي الأشهر الستة والنصف التي مرت على الحرب على غزة، ومن خلال خلق خنق غريب، حوّل هذا النظام أكبر جالية فلسطينية خارج فلسطين إلى واحدة من أكثر الجاليات العربية صمتًا في وجه جرائم الصهاينة في غزة". وقالت: "لم يعد من الممكن الاستمرار في الوجود النشط للجيش الأردني، في العمليات الدفاعية المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي، والتي نفّذت أمام العملية التاريخية للحرس الثوري الإسلامي، إذ عدّ خيارًا أمنيًا وردّ فعل عفويً من جانب عمان، لكن هذا السلوك من ملك الأردن "نصف البريطاني" يعكس تطورًا استراتيجيًا في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن: "خيانة العائلة الملكية الأردنية للقضية الفلسطينية واستسلامها للبريطانيين والصهاينة، قد وفّرت الأرضية لسفك دماء الشهداء ومظلومي غزة في أراضي شرق نهر الأردن"، لافتة إلى: "تعاون أمني وثيق مع الإسرائيليين حقّقه الأدرن في الآونة الأخيرة، فقد قامت قوات الشرطة في "المملكة الهاشمية" بحظر التجمعات الصغيرة لدعم فلسطين في عمان والمدن الكبرى الأخرى، مثل إربد والزرقاء وجرش". وأكدت أن :"القمع الذي يتعرض له العديد من أنصار فلسطين في الأردن، والذين يمثلون بحسب بعض الاستطلاعات 70% من سكان البلاد، أصبح أكثر شدة يومًا بعد يوم، وحتى حمل العلم الفلسطيني وبالطبع أي لافتات وشعارات مؤيدة لغزة وفلسطين تعدّ جريمة، لذلك يتعيّن على المتظاهرين أن يظهروا علم فلسطين على شاشة هواتفهم المحمولة".
وختمت الصحيفة أن: "أولى بوادر تشكيل جبهة مقاومة مدنية لنصرة فلسطين ظهرت قبل عرض عمان المخزي الأخير دفاعًا عن محتلي القدس، وذلك عبر الإعلان عن وجود قوة جهادية مسلحة قوامها 12 ألف فرد تحت عنوان "جبهة المقاومة الإسلامية الأردنية"، والتي ستستفيد بالتأكيد من القدرات غير المحدودو للفلسطينيين وغيرهم من العرب الذين سئموا الخناق الذي يفرضه النظام الأردني". وأضافت: "لا ينبغي عدّ تشكيل هذه الجبهة نتيجة المواجهة الإقليمية الأردنية مع محور المقاومة، بل هو نتيجة لانفجار غضب المجتمع الأردني.. الأشخاص الذين كُتمت صرخاتهم الداعمة لغزة في الأشهر الماضية، هم في جبهة تتشابه كثيرًا مع حماس والجهاد الإسلامي، وبالإضافة إلى إنشاء جبهة جديدة في شرق الضفة الغربية، فإنها ستواجه أيضًا النظام الذي يقوده الصهيونيون في عمان".