معركة أولي البأس

الخليج والعالم

المواجهة المستمرة مع العدو في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
18/04/2024

المواجهة المستمرة مع العدو في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 18 نيسان/أبريل 2024 الضوء على آخر الأحداث في الشأن الفلسطيني والإقليمي والدولي، خاصة التداعيات المستمرة لعملية "الوعد الصادق"، ولا سيما في الإعلام العالمي وما يسمى "حرب السرديات أو الروايات" خاصة مع مساعي الكيان الصهيوني الحثيثة لتغطية الفشل الكبير الذي أصيب به في هذه العملية. 

كما اهتمّت الصحف بالهجوم الذي شنّه حزب الله بطائرة مسيّرة على مواقع الاحتلال واعتبر تطوّرًا مُهمًا في الحرب.

النصر في حرب الرواية

وفي التفاصيل، كتبت صحيفة همشهري: "في حرب الروايات، كان المنتصر في الميدان هو رواية العقاب رواية "الوعد الصادق"، وقد أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال في اليوم الأول عن اعترض 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، ما يعني أنه من بين حوالي 300 صاروخ، 3 صواريخ فقط أصابت الهدف، ثم شيئًا فشيئًا، تم إصدار مقاطع فيديو أظهرت مدى كذب هذا الإدعاء"، وأضافت: "بما أن هذا الإدعاء لا أساس له من الصحة، فقد تم نسيانه وأعلن عسكري آخر في جيش العدو أن عدد الصواريخ التي أصابت أهدافها كانت 9، أي أنهم وصلوا إلى 97%.. لكن القصة لم تنته هنا، إذ أظهرت مقاطع الفيديو القصيرة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المزيد من عدد الصواريخ التي تم إطلاقها، حتى نفت القناة 14 الإسرائيلية هذه الإدعاءات، وأعلنت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن 84% من الصواريخ تم اعتراضها".

وتابعت الصحيفة أن "هذه اللعبة استمرت طويلًا حتى أن الإسرائيليين أعلنوا أخيرًا أن أي فيلم أو صورة يتم نشرها لصالح الجمهورية الإسلامية هي جريمة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس، وكان عليهم أن يدخلوا الخطوة الثانية؛ الخوف من الحرب... بعد يومين من المفاجأة، اضطر "الإسرائيليون" إلى إعلان الحرب هذه المرة، لكن هذا الأمر لم يؤخذ على محمل الجد في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، وتم التعامل معه على أنه مزحة... وهذا يعني الفشل التام في حرب الروايات".

الوعد الصادق في الإعلام الروسي

بدورها، نقلت صحيفة وطن أمروز تحليلات نشرتها وسائل إعلام روسية حول تداعيات عملية "الوعد الصادق"، لافتة إلى أن "أهم وسائل الإعلام الدولية في روسيا اعتبرت أن العملية، التي وصفت بـ"الهجوم الانتقامي الصادم"، تشير إلى تغير كبير في المنطقة"، موضحًة أن "قناة روسيا اليوم وصفت العملية قبيل تنفيذها بأنها سبب سعادة العالم الإسلامي ولفتت إلى أنها تظهر صورة جديدة للمنطقة بعد هذا الحدث التاريخي".

وتابعت الصحيفة أن فرهاد إبراهيموف الأستاذ في الجامعة الرئاسية الروسية والخبير الأذربيجاني في قضايا الشرق الأوسط رأى أن جمهورية إيران الإسلامية نجحت بشكل عام في تحقيق هدفها المتمثل في تغيير قواعد اللعبة".

وأضافت الصحيفة :"وفقًا لتحليل وسائل الإعلام الروسية، فإن الهجوم الإيراني المضاد لا يشكل تحديًا لـ"إسرائيل" فحسب، بل للغرب بأكمله.. إيران أكد بذلك أنها لن تسمح بالتقليل من شأنها، ولن تخيب آمال حلفائها ومؤيديها في المنطقة، الأمر الذي يعد تغييرًا تكتيكيًا في المنطقة من قبل السلطات الإيرانية، التي اعتادت ممارسة "الصبر الاستراتيجي" لتجنب الصراع المباشر مع الكيان الصهيوني، لكن الوضع شهد الآن تغييرًا جذريًا".

وذكرت أن "تبني القيادة والحرس الثوري نهجًا أكثر واقعية أفسد خطط الغرب تمامًا، وأثار هذا السؤال: "هل يمكن أن يكون كل هذا محاولة للتأكيد على "إسرائيل" والغرب برمته أن ميزان القوى تغير في الشرق الأوسط؟"، وقالت: "على أية حال، عنوان العملية "الوعد الصادق" هو عبارة يستخدمها الإيرانيون، ويجب أن تكون دقيقة تمامًا ويتم فحصها من خلال عدسة فلسفية.. كل شيء يظهر أن طهران قد بدأت الآن العمل، والآن تغير موقف المجتمع الدولي تجاه إيران، وهذه الدولة تفتخر بأنها ملتزمة بتعهداتها على عكس الدول الأخرى في المنطقة".

وختمت الصحيفة بالقول إن "النقطة التي لم تغفلها وسائل الإعلام الروسية هي اليد العليا لإيران في المنطقة من خلال تنظيم فصائل المقاومة، فضلا عن موقفها المخلص تماما للفلسطينيين، على عكس الدول العربية، لذا ليس من المستغرب أن لا يكون أي من الزعماء العرب مهتمًا بإيران القوية، خاصة أن تعاون إيران مع روسيا والصين سيجعل منها لاعبًا فاعلُا في السياسة الكلية العالمية وسيغير معادلات الشرق الأوسط".

قدرة حزب الله

من جهتها، قالت صحيفة إيران: "بينما تحول الكيان الصهيوني إلى الخداع بشأن أنظمته الدفاعية هذه الأيام، خاصة بعد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران، فقد تضرر هذا الكيان ليس فقط بسبب هجوم إيران، ولكن أيضًا من قبل حزب الله ، إذ إن ضعف أنظمة الدفاع التابعة للكيان، التي كانت تعتبر لسنوات عديدة مظلة حماية في رأي مستوطني الأراضي المحتلة، بدعوى عدم قابليتها للاختراق، تحولت الآن إلى أزمة أمنية خطيرة في الكيان الصهيوني خاصة مع العمليات الدقيقة الناجحة لحزب الله".

وأوضحت أن "ضعف القاعدة الدفاعية الأخيرة، أفقد مستوطني الأراضي المحتلة الثقة في قوتهم العسكرية وبدأوا يرون أن أمنهم في خطر، ومن ناحية أخرى فإن هذه العمليات الناجحة تبطل فخر الصهاينة بوجود هذا الكيان في نظر الرأي العام وتشكك في المصداقية السياسية للكيان المستمد من بنيته العسكرية، ولهذا السبب فإن عجز هذه المنظومات الدفاعية سيغير المعادلات ليس فقط في المنطقة الشمالية من الأراضي المحتلة، بل على نطاق أوسع في هذه المنطقة وسيخلق ظروفًا أكثر تعقيدًا لجيش الاحتلال".

الصحيفة لفتت إلى أن "حزب الله نشر أمس، صورًا لعملية مفاجئة اجتازت منصات القبة الحديدية باستخدام طائرة مسيرة، وهي العملية الثانية لحزب الله على هذا المستوى، ففي بداية عملية طوفان الأقصى، كان يُعتقد أن الحل الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه فصائل المقاومة للتغلب على القبة الحديدية هو كثرة عدد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لزيادة احتمالية مرور الصواريخ عبر هذه القبة الحديدية، ولم يكن يُعتقد أن هناك خيار آخر للتغلب على هذا النظام الدفاعي، لكن العملية المستهدفة التي قام بها حزب الله أظهرت أن فصائل المقاومة لديها القدرة على استهداف هذه الأنظمة ويمكنها بسهولة إتلافها وتعطيلها".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم