معركة أولي البأس

الخليج والعالم

العجز الصهيوني بعد عملية "الوعد الصادق" محور اهتمامات الصحف الإيرانية
17/04/2024

العجز الصهيوني بعد عملية "الوعد الصادق" محور اهتمامات الصحف الإيرانية

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على تداعيات الردّ الإيراني على الكيان الصهيوني، وظهور عجز الكيان المعنوي من جراء عملية "الوعد الصادق".  كما تضمّنت الصحف مقالات ترصد مستويات هذا العجز العليا، بالإضافة إلى السيناريوهات المطروحة على الطاولة في الأيام المقبلة.

علامات العجز الصهيوني

في التفاصيل، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن: "الكيان الصهيوني حاول، خلال ثلاثة أرباع قرن احتلال المزيد والمزيد من المساحات داخل الأراضي المحتلة وما حولها، وهذا ينبع من طبيعته الصهيونية"، موضحة أن: "ذلك يرجع للوهم التلمودي المتمثل في توسيع أرض بني "إسرائيل" الموعودة من النيل إلى الفرات أو من جبل صهيون إلى نهر جيحون، كما أن التوسع يمثّل ضرورة جيوسياسية إسرائيلية؛ لأنه يشكّل أساسًا حاميًا للغرب في وسط الشرق الأوسط، لذلك لا بد أن يكون قوة إقليمية".

وأضافت الصحيفة: "منذ النكبة وحتى اليوم، كان قادة الكيان الصهيوني السيئو السمعة مهتمين دائمًا بزيادة عمقه الاستراتيجي بأي شكل من الأشكال، من احتلال الأراضي الفلسطينية في العام 1948، بما فيها الضفة الغربية لنهر الأردن والقدس الشرقية وغزة وصحراء سيناء (مصر) ومرتفعات الجولان (سوريا) في حرب الأيام الستة (1967) ثم غزو جنوب لبنان (1981)، كل ذلك هي إجراءات وفّرت المساحة اللازمة للوجود العسكري للكيان الصهيوني في المنطقة"، لافتة إلى أنه: "في المجال العسكري، كان الحل الذي قدمه الكيان للتعويض عن النقص في العمق الاستراتيجي هو التركيز على العناصر الثلاثة: الاستخبارات والقدرة على المناورة والطلقة الأولى". وأوضحت أن: "للأمر نفسه، أعطت أمريكا وبريطانيا، من خلال توفير أحدث أسطول جوي عسكري لمدة 7 عقود، تفوقًا جويًا شبه مطلق على جيرانها العرب، لذلك يواصل الكيان المعتدي هجماته على لبنان والعراق وسوريا إلى اليمن بالإفادة من هذه الميزة الجوية".

وقالت: "خلال خمسة عقود بعد الثورة الإسلامية، ظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة تهديدًا ميدانيًا لهذا الورم السرطاني، فموجات الانتفاضة والجهاد المتوالية التي قامت بها الفصائل الفلسطينية المسلحة بالتوازي مع انتصارات المقاومة في لبنان، خاصة في حرب الـ 33 يومًا (2006)، أوقفت التوسع العسكري الإسرائيلي والنزعة التوسعية العسكرية الإسرائيلية، أي أوقفت النمو الجسدي لهذا الورم السرطاني". وأضافت أن: "الإجراء التاريخي الذي اتخذته إيران بفتح سماء فلسطين المحتلة بعث رسائل خطيرة إلى "تل أبيب" والعالم أجمع، أبعد من إرسال رسالة "انتهاء الصبر الاستراتيجي الإيراني" تجاه شرور أمريكا وأذنابها في المنطقة، والتي لها طابع سياسي، ووجهت رسالة في ساحة المعركة، ليكون يوم 26 نيسان/أبريل بمثابة مهاجمة لروح للكيان الصهيوني". وختمت الصحيفة بالقول: "لم يعد لدى الكيان الصهيوني قوة ردع ولا عمق استراتيجي ولا مجال حقيقي لعرض الجسم العسكري كقوة إقليمية، ولم يعد مثل هذا الكيان السلبي قادرًا على الاندماج في الجسد الإقليمي، وبالتالي فقد وظيفته الأصلية في عيون أسياده الغربيين"، مؤكدة أن: "إسرائيل الآن ليست أكثر من شبح شرير يتجول، وعملية "الوعد الصادق" تعني نهاية "حرب الأشباح" بين إيران والكيان الصهيوني وبداية المناهضة للاستكبار في الشرق الأوسط بطريقة مباشرة".

فضيحة بعد أخرى للكيان الصهيوني

في سياق متصل، كتبت صحيفة "جام جم": "بعد مرور ثلاثة أيام على عقاب إيران الصاروخي للكيان الصهيوني الشرير، والذي لم يسبق له مثيل في الـ50 سنة الماضية، تقدم الكيان بشكل أساسي عدة خطوات، وتحولت لعبة العدو الإعلامية إلى العمليات النفسية بعد هذا الإذلال التاريخي"، موضحة أن: "الكيان الصهيوني يخطط لتنفيذ تكتيكات نفسية بشأن إيران، لكن هذه اللعبة خاسرة بالفعل، إذ تظهر سلسلة الأخبار المنشورة أن الحرب النفسية بشأن رد "تل أبيب" على طهران هي لمصلحة الولايات المتحدة وتحاول تعكير صفو الأجواء الداخلية المبهجة والمفتخرة في إيران".

وتابعت: "الهدف الآخر لهذه الحرب النفسية هو إضعاف وتقليل التأثيرات المهمة والمتعددة لعملية الوعد الصادق، لذلك الخط الإعلامي للعدو هو تسليط الضوء على التشكيل الحربي ضد إيران"، لافتة إلى أن: "النقطة التالية تتعلق بالبيئة الاقتصادية للبلاد، فبعد الهجوم على إسرائيل لم يكن هناك توتر في إيران، وفي الوقت نفسه كان السوق يعود والوضع طبيعي، لكن فجأة العدو، وهو يراقب الفضاء الداخلي، غيّر الاتجاه ليواصل الضغط على المسألة الاقتصادية، لذلك يجب مراقبة العمليات النفسية التي يقوم بها العدو بيقظة".

وذكرت الصحيفة أن: "النقطة الأخرى هي أن هذا التهريج نفسي فقط، وإسرائيل لا تجرؤ على القيام بهجوم مضاد على الطريقة الإيرانية، ولن يعطوا إجابة واضحة، يعود أسلوب الكيان إلى العمليات الأمنية والإرهابية، وفي الوقت نفسه سيحاول تحريض المعارضة على العمل الجاد داخل إيران والاستمرار في التركيز على العمليات السيبرانية المدمرة والاغتيالات السرية والبيولوجية. تريد إسرائيل الرد على هذا الإذلال بشكل مباشر وواضح، لكنها غير قادرة على ذلك؛ لأنها تخشى خطة إيران المقبلة، وتعلم أن الهجوم القادم لن يستغرق 12 يومًا، بل الجواب سيأتي في ثوان".

كل السيناريوهات مطروحة على الطاولة

قال الخبير في الشؤون الدولية الدكتور أمير علي أبو الفتح لصحيفة همشهري: "بعد التغطية الواسعة التي حظيت بها عملية "الوعد الصادق" على المستوى العالمي، تتواصل التكهنات حول رد "تل أبيب" المحتمل على هذه العملية، في ظل ضرورة دراسة السيناريوهات المطروحة في هذا المجال من أبعاد مختلفة"". وأكد أن: "النقطة المهمة هي أن نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة واليمينية كانوا يسعون دائمًا إلى مواجهة مباشرة مع إيران؛ علاوة على ذلك، قبل عملية "طوفان الأقصى"، كانوا يقرعون طبول المواجهة مع الجمهورية الإسلامية في أوقات مختلفة، وتعتقد هذه المجموعة أنه يجب أن يكون هناك رد فعل قوي على عملية "الوعد الصادق" الإيرانية، رد فعل يحمل جانبًا رادعًا ويغيّر معادلة مواجهة إيران".

وتابع: "على الرغم من أن نتنياهو يواجه قيودًا وصعوبات مختلفة في هذا المجال، فهذا النهج يشمل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وأهداف عسكرية في طهران والبنية التحتية، خاصة في مجال المصافي وغيرها، في هذه الأثناء، النقطة هنا هي أنه مع أن المتطرفين في تل أبيب يحاولون التلميح إلى اتخاذ قرارات مستقلة ولا يستمعون إلى حلفائهم، إلا أن الواقع على الأرض يشير بقوة إلى اعتمادهم على حلفائهم، وخاصة الأميركيين؛ وهي قضية واجهت قيودًا كثيرة في تنفيذ سيناريوهات المواجهة ضد طهران، المجموعة الأولى ليست لها اليد العليا في هذا المجال. في مثل هذه الحال، السيناريو الثاني هو اتخاذ إجراءات لا تؤدي إلى حرب واسعة النطاق وهي أكثر محدودية وأصغر بكثير من السيناريو الأول، ومن بين التكهنات في هذا المجال مهاجمة أهداف خارج إيران. ومن بين الفرضيات المطروحة، في السيناريو الثاني، هو الهجوم على أهداف في العراق وسوريا أو "هجوم محدود" على حدود إيران، من دون وقوع إصابات وبما لا يؤدي إلى حرب وصراع واسع النطاق مع إيران. ومن بين التكهنات الأخرى "الهجوم السيبراني" و"العمل التخريبي داخل إيران"، بشكل عام، أعتقد أنه مع مرور الوقت وتزايد الضغوط الأمريكية والحكومات الأوروبية على تل أبيب لعدم تأجيج التوترات في المنطقة، سيفكر صناع القرار الإسرائيلي في خيار محدود من دون خسائر بشرية حتى لا تجبر طهران على الانتقام".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم