الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الرأي العام العالمي يؤيّد الردّ الإيراني
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (13 نيسان 2024) بالتطورات الحاصلة في ما يتعلق بالرد الإيراني على الجريمة الصهيونية في دمشق، ومع ازدياد حدة التوترات، فإن الصحف بجميع أطيافها – الإصلاحية والمحافظة - ركّزت في تحليلاتها على موضوعات عديدة من قبيل السيناريو المتوقع لسلسلة الردود المتبادلة، والموقف العالمي من الرد الإيراني، وأسباب الجنون الصهيوني الباعث على هذا الهجوم.
الرأي العام العالمي يؤيّد الردّ الإيراني
وفي هذا الصدد، كتب كبير المحللين في مجال العلاقات الدولية محسن باك آيين في صحيفة "جام جم" :"يحق لجمهورية إيران الإسلامية أن ترد بالمثل وبأي طريقة تراها مناسبة للإضرار بمصالح "إسرائيل" في أي جزء من العالم، داخل إيران وخارجها، وهذا الحق محفوظ لإيران، والأنظمة الدولية تعتبر هذا الحق بمثابة دفاع عن النفس وتسمح لبلادنا بذلك، والرأي العام في العالم مع الجمهورية الإسلامية، لأنّ إيران تضررت أثناء دفاعها عن الشعب الفلسطيني المظلوم وفقدت جزءًا من قواتها ودبلوماسييها"، وأضاف "أنّ شعوب العالم تدرك هذه الحقيقة، كما أن معظم الدول المستقلة تعطي هذا الحق للجمهورية الإسلامية، إضافة إلى أن هناك توجهًا إيجابيًا في المحافل الدولية والأمم المتحدة تجاه أنّ لإيران الحق في الدفاع عن نفسها، ويمكنها التحرك لردع النظام الصهيوني؛ ولذلك فإن الرد المتبادل كان قرارًا مشروعًا تم اتّخاذه في الجمهورية الإسلامية، وكما قال كبار مسؤولي النظام، وخاصة قائد الثورة (آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي)، فإنّ هذه العقوبة مؤكدة وسيندم النظام الصهيوني حتمًا على ما فعل".
وأضاف: " المعاملة بالمثل من قبل إيران، وبطبيعة الحال، هذا الإجراء ليس واضحًا من جهة زمانه ومكانه، ومن المؤكد أن كبار مسؤولي النظام سيتخّذون القرارات المناسبة وهذا سيحدث في الوقت والمكان المناسبين، والنقطة الأخرى هي أنّ السلطات الإسرائيلية بدأت بالفعل في التهديد برد فعل إيران، والحقيقة أن النظام الصهيوني خسر في كلّ المجالات، وفقد ماء وجهه تمامًا، لأنّ الأهداف العسكرية لهذا النظام لم تتحقق واضطرّ إلى الانسحاب من غزّة، ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من ارتكابه جرائم تُعد نموذجًا للإبادة الجماعية ضدّ الشعب الفلسطيني، إلا أنه لم يتمكّن من تحرير الأسرى الصهاينة، وفضلًا عن ذلك، فهو يعالج العديد من المشاكل في البعد الداخلي، وانتشر الاستياء العام في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، وحتّى البرلمان الإسرائيلي أعلن أنه يستطيع عزل ومحاكمة بنيامين نتنياهو حتّى في ظروف الحرب، وعلى المستوى الدولي والرأي العام، ضاعت كرامة النظام الصهيوني وهو يواجه أزمة خطيرة، وحتّى دول مثل فرنسا وبريطانيا صوتت لصالح القرار الأممي ضدّ هذا النظام، واضطرّت أميركا إلى الامتناع عن التصويت...في مثل هذه الحالة قد يتخّذ النظام الصهيوني أي إجراء، لأنه وصل إلى مرحلة الانتحار".
استمرار جنون نتنياهو تجاه إيران
كتبت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية: "يظهر مسار التطورات الدولية أن نهاية الحرب هو الخيار المنطقي حاليًا؛ لأن التظاهرات الشعبية الحاشدة في مختلف الدول الغربية والإسلامية وقرار الجمعية العامة، والقرار المؤقت لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، والقرار الأخير لمجلس الأمن الذي لم تعد الولايات المتحدة تستخدم حق النقض فيه، كلّ هذه الأدلة تُثبت أن "إسرائيل" لم تعد تتمتع بدعم عالمي، وأن تكاليف مواصلة الحرب عليها تتزايد يومًا بعد يوم، وقد أدت تظاهرات معارضي نتنياهو داخل الأراضي المحتلة إلى تضييق المجال أمام الحكومة اليمينية لهذا النظام؛ ومع ذلك، ليس فقط عدم وجود أي علامات على موافقة النظام الصهيوني على نهاية الحرب، ولكننا نشهد أيضًا تطوّر ساحة المعركة من قبل هذا النظام؛ والهجمات المتكرّرة على المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا والهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في هذا البلد دليل على هذا الادّعاء، ولكن ما هو هدف نتنياهو من هذه التصرفات؟ ما هو المستقبل الذي يريد مسؤولو هذا النظام أن يرسموه للخريطة السياسية لمنطقة غرب آسيا وما هي استراتيجيتهم لتحقيق هذه الرؤية؟ النقطة الأولى هي أنّه قبل بدء حرب غزّة، كان النظام الإسرائيلي، وبفضل دعم الولايات المتحدة ونجاح معاهدة "أبراهام" مع بعض الدول العربية والإسلامية، يعتقد أنه نجح في تهميش القضية الفلسطينية...ولذلك، استغل هذا النظام الوضع بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر للانخراط في قتال واسع النطاق مع حماس والقوى المقاتلة الأخرى في غزّة، وفي رأيه، "من خلال هزيمتها وتدميرها، قد وضع حدًا لتدفق المقاومة والمطالب الإقليمية للشعب الفلسطيني وبالتالي إقناع بقية الدول الإسلامية المؤثرة بالانضمام إلى حلف "أبراهام"، لكن بعد 6 أشهر من الحرب المكلفة في غزّة، لم تنجح استراتيجية النظام الإسرائيلي هذه، بل ودمرت الصورة الزائفة والمصداقية التي بناها هذا النظام لنفسه لسنوات بمساعدة عمالقة الإعلام، وقد اتُهمت "اسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، كما اتّخذ الدعم الأميركي الذي لا جدال فيه لهذا النظام، على الرغم من استمراريته، طابعًا انتقاديًا".
وتابعت الصحيفة "لذلك، بفشل الاستراتيجية الأولى، فشلت أهداف السلطات الصهيونية في مجال الحرب الصعبة، وفي المجال النفسي والحرب الناعمة، تكبد هذا النظام الكثير من الخسائر، لذا يبحثون عن استراتيجيات بديلة لأجل التعويض عن هذا الفشل، وإحدى هذه الاستراتيجيات هي إشراك دول أخرى، وخاصة جمهورية إيران الإسلامية، في الحرب؛ حيث بدأت هذه الاستراتيجية من مهاجمة القواعد اللوجستية الإيرانية في سوريا وقتل المستشارين العسكريين الإيرانيين المتواجدين في هذا البلد بشكل قانوني وبموافقة الحكومة السورية، ووصلت التوترات في المنطقة إلى مرحلة مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا لزيادة تكلفة الدعم الإيراني".
وختمت الصحيفة: "الحقيقة أن تحريض بلادنا على الدخول المباشر في حرب شاملة مع "إسرائيل" هو أمر جذاب للنظام الصهيوني من حيث قدرته على تخفيف الضغط عن "إسرائيل"، ونظرًا للنهج العدائي المشترك لأميركا وبعض الدول العربية تجاه إيران...وتماشيًا مع تنفيذ هذه الاستراتيجية، فإن الهجوم على القنصلية لن يكون آخر هجوم إسرائيلي على المواقع الإيرانية، وسيستمر حتّى تنجر إيران إلى صراعات إقليمية مباشرة، استراتيجية نتنياهو الأخرى لتجنب الهزيمة في غزّة والنهاية غير الفعّالة لهذه الحرب هي إطالة أمد الحرب وتقويضها حتّى الانتخابات الأميركية، على أمل أن تتنازل إدارة بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن) عن الساحة لترامب (الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب) في هذه الانتخابات، ومع عودة هذا الحزب الجمهوري الموالي لليهود، سوف تنقلب طاولة الحرب واتفاقات السلام المحتملة لصالح "إسرائيل"".
عودة النظام الصهيوني للعصر الحجري
كتبت صحيفة "همشهري": "العودة إلى العصر الحجري؛ هو أحد الشعارات الثابتة والمستمرة للسلطات الصهيونية المتشددة؛ حيث هدّد العديد من مسؤولي هذا النظام مرارًا وتكرارًا خصومهم في المنطقة بعبارة "العودة إلى العصر الحجري" عند بدء الحرب، وحتّى في شهر آب/أغسطس من العام الماضي، هدّد وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت حزب الله وادعى أن لبنان سيعود إلى العصر الحجري، وقد كرّر هذا التهديد الصهاينة في عدة مناسبات في الوقت نفسه، ومؤخرًا، ومع تصاعد التوّتر بين طهران وتل أبيب، هدّدت بعض وسائل الإعلام العبرية بأن الحرب ضدّ طهران ستعيد إيران إلى العصر الحجري! إن تكرار هذه التهديدات من قبل المسؤولين والمصادر الصهيونية لم يثبت خواؤها فحسب، بل يمكن الاستنتاج من خلال الأدلة الميدانية أنّه إذا وقعت حرب بين إيران و"إسرائيل" فإنّ "إسرائيل" هي التي ستعود إلى العصر الحجري".
وأضافت الصحيفة: "بالنسبة للصهاينة فإنّ مواجهة إيران تتطلب حربًا وقصفًا جويًا في عمق منطقة تبلغ مساحتها مليون و648 ألف كيلومتر مربع داخل إيران، وبالإضافة إلى جغرافية إيران، فإنّ جبهة القتال للصهاينة ستشمل مجموعات المقاومة في العراق واليمن وسوريا ولبنان وحتّى بعض المياه المفتوحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث تمكّنت البحرية الإيرانية من العمل في المياه خارج المنطقة في السنوات الأخيرة، كما بدأت العمليات العسكرية؛ ولذلك فإن مواجهة إيران بالنسبة للصهاينة هي مواجهة منطقة جغرافية كبيرة مثل غرب آسيا تبلغ الملايين من الكيلومترات المربعة، وهذا مؤشر على عجز "إسرائيل" عن الانخراط في أي صراع إقليمي، ويمكن الإشارة إلى أنّ "إسرائيل" عالقة في مساحة 365 كيلومترًا مربعًا من غزّة منذ 7 أشهر ولم تحقق أهدافها، فما بالك عن الحرب في كلّ مناطق غرب آسيا!، وأما بالنسبة لإيران فإن جبهة المعركة والمواجهة مع نظام الاحتلال تقتصر على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع من فلسطين المحتلة، وحتّى لو دخلت أميركا الحرب فإن السفن الأميركية ستصبح أهدافًا في مرمى إيران، لكن الجبهة الرئيسية للحرب بالنسبة لإيران ستظل المنطقة الضيقة والكثيفة التابعة لـ"إسرائيل" والتي ربما تصل في الساعات الأولى إلى 95% من مساحتها تحت نيران إيران"، ووفق الصحيفة، "إنّ افتقار "إسرائيل" إلى العمق الاستراتيجي سيسهّل على إيران توجيه ضربات أساسية في الساعات الأولى من الحرب، وربما يشهد الصهاينة العودة إلى العصر الحجري في الساعات الأولى من الحرب!".