معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الفشل يُصاحب حكومة نتنياهو منذ تشكيلها 
09/04/2024

الصحف الإيرانية: الفشل يُصاحب حكومة نتنياهو منذ تشكيلها 

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء (9/4/2024) الضوء على آخر مستجدات الحرب على غزّة، مشيرة إلى الهزائم الصهيونية المتتالية والانسحاب المهين لجيش الاحتلال من القطاع. كما ركّزت الصحف على الجدال الداخلي الدائر حول الرد الإيراني على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

لماذا انسحبت "إسرائيل" من غزّة؟

أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن الصهاينة أعلنوا، في نهاية الشهر السادس من معركتهم البرية في غزّة وبشكل شبه مفاجئ، أن المعركة البرية قد انتهت وسيسحبون جميع قواتهم - باستثناء جزء من لواء ناحال - من هذه المنطقة"، مضيفة : "انتهاء المعركة البرية لا يعني نهاية الحرب، إذ قال الصهاينة أيضًا إنهم سيواصلون الحرب من خلال عمليات معلوماتية، لكن هذا القرار من سلطات العدوّ يعني هزيمة واضحة في معركة غزّة ضدّ فصائل المقاومة الفلسطينية، لأن جيش هذا الكيان، وعلى الرغم من الحرب واسعة النطاق التي استمرت 6 أشهر، واستخدم فيها كلّ قوته، لم يتمكّن من تحقيق أهدافه الرئيسة المتمثلة بتدمير حماس وإطلاق سراح الأسرى وتغيير الحكم في غزّة، فما يزال القائدان الرئيسان لحماس محمد الضيف (قائد كتائب القسام) ويحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزّة) على قيد الحياة، وقد تعرض الهيكل القتالي لحماس إلى ضرر ضئيل. وبعد ساعات قليلة من مغادرة قوات العدوّ أطلقت عدة صواريخ من خان يونس". وأوضحت أن "نهاية المعركة البرية - بهذه الطريقة الفاضحة أيضًا - جعلت نتنياهو وحكومته أقرب إلى السقوط والمتاعب بعد الحرب، لكن لماذا قرر نتنياهو إنهاء المعركة البرية عند هذا الحد وبهذه الطريقة؟".

وتابعت الصحيفة أن: "الولايات المتحدة الأميركية هي أهم داعم للكيان الصهيوني، وهي شريكه الرئيسي في جرائم الأشهر السبعة الأخيرة في غزّة"، وقالت: "أميركا لا تريد ولا تستطيع أن توقف "إسرائيل"، لكن أداء هذا الكيان في الأشهر الماضية في غزّة وقتل أكثر من 40 ألف مواطن أعزل - بينهم 7 آلاف شهيد تحت الأنقاض ما يزالون مفقودين - أغلبهم من النساء والأطفال وبالإضافة إلى ذلك، قد أثار موجة غير مسبوقة من معاداة الصهيونية ودعم فلسطين في العالم، والتي تجاوزت العالم الإسلامي وأثرت أيضًا على شعوب الدول غير الإسلامية في أوروبا وأميركا".

ولفتت إلى أن: "حكومة نتنياهو وإدارته يصاحبها الفشل منذ بدايتها، فبعد وقت قصير من تشكيل الحكومة، برزت الخلافات على قضايا مثل الإصلاحات القضائية، والتي يسميها معارضو نتنياهو المحاصصة القضائية وقضية الاستيطان. كما أن فشلهم الاستخباراتي والأمني غير المسبوق، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تلا ذلك من دخولهم في حرب طويلة وواسعة النطاق في غزّة، زاد أيضًا من الأزمات الماضية". وقالت: "بعد الضربة الساحقة التي تلقوها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، استغرق الصهاينة 20 يومًا لتنفيذ قرارهم ببدء معركة برية في قطاع غزّة، على الرغم من أن هناك الكثير ممن عارضوا هذه المعركة".

ورأت الصحيفة أن عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق أهدافه في غزّة، سيدفعه إلى التفاوض وتقديم التنازلات. لذلك؛ فإن استمرار وجود قوات المشاة الإسرائيلية في غزّة حتّى بعد 6 أشهر (ثاني أطول حرب في تاريخ "إسرائيل لم يحقق شيئًا لنتنياهو فحسب، بل تسبب في سقوط المزيد من القتلى بين يديه". وختمت بالقول: "نتنياهو الذي يعرف أن نهاية الحرب ستعني نهاية حياته السياسية، قام بمقامرة كبيرة للحصول على إنجاز واحد أو اثنين من الإنجازات ثمّ مغادرة غزّة، لكنّه لم يفعل شيئًا سوى قتل سكان غزّة بوحشية، ولم يحصل على شيء سوى كثرة قتلى الصهاينة وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية".

مستنقع الصهاينة في غزّة

قال أحد كبار محلّلي قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جعفر قناد باشي في مقابلة مع صحيفة إيران: "إذا أردنا حصر وتقليص قرار مواصلة الحرب في قطاع غزّة وامتداد الصراع وانعدام الأمن إلى منطقة الشرق الأوسط برمتها فقط بشخص بنيامين نتنياهو، نكون فقد سلكنا الطريق الخاطئ ولم يكن لدينا تحليل كامل للوضع، لأن بنية صنع القرار في الكيان الصهيوني، مع نتنياهو أو من دونه، تسعى إلى مواصلة الحرب في قطاع غزّة وتوسيعها إلى منطقة الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن: "إدارة التطورات الفلسطينية تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية، لذلك فإن أي قرار بشأن استمرار الحرب في غزّة والشرق الأوسط يجب أن يتم بالتنسيق مع الأميركيين، كما أن كلّ الأعمال والجرائم وعمليات القتل في هذه الأشهر الستة كانت مدعومة بأسلحة واشنطن ولوجستياتها واقتصادها".

ورأى باشي أن: "فصائل المقاومة في منطقة الشرق الأوسط، من سورية ولبنان إلى العراق واليمن، لا تسعى إلى نشر الحرب، بل إلى إنهائها. فمثلًا أنصار الله في اليمن دخلوا بشكل مباشر في معادلات الحرب من أجل إنهاء الجريمة في غزّة في أسرع وقت ممكن، وهذا لا يعني سياسة توسيع الحرب كما هو واضح"، لافتًا إلى أن "اليمن هي الدولة الوحيدة التي هاجمت "إسرائيل" بشكل مباشر لفتح الطريق أمام الغذاء والدواء لغزّة". وأضاف: أن "الجماعات الأخرى في سورية والعراق وحزب الله لا تبحث في الأساس عن امتداد الحرب، لكنّها صرحت مرارًا وتكرارًا أنها تسعى إلى نهاية الحرب والقتل في غزّة وإيصال الدواء والغذاء للشعب الفلسطيني"، وقال: "إذا بدأ الصهاينة بوقف الحرب، فهذه الجماعات ستنهي أيضًا هجومها على الأراضي المحتلة"، ورأى أن: "الكيان الصهيوني، في رأيي، ليس لديه القدرة ولا الرغبة في نشر الحرب إلى الشرق الأوسط في ظلّ  هذه الظروف وبعد 6 أشهر من القتل والجرائم في قطاع غزّة".

لا ينبغي الانخداع بأتباع الغرب في إيران

حول الجدل القائم المتعلّق بالرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كتبت صحيفة كيهان: "بعد أسبوع على الاعتداء وإثارة مسألة مناقشة "الانتقام الوقائي" من المسؤولين والخبراء وفي وسائل الإعلام والرأي العام، وفي الساعات والأيام الأولى من هذا الغباء الصهيوني، وبسبب أجواء الغضب والحماسة السائدة في المجتمع، لم يكن لدى أحد تقريبًا الشجاعة لتقديم الكلام حول الانتقام، لكن تدريجيًا، بدأت ترتفع الأصوات - وإن كانت قليلة - من بعض وسائل الإعلام، التي تحاول تحت غطاء "حماية المصالح الوطنية والمعايير الاقتصادية" منع الانتقام، وبالتالي تكرار ما حدث من هذه الاغتيالات!". ولفتت الصحيفة إلى: "نقطة مهمّة لا ينبغي أن ينساها أي إيراني، وهي أن هجوم الكيان الصهيوني على السفارة الإيرانية في دمشق كان هجومًا على الأراضي الإيرانية، وهذا - بحسب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله - هو أعلى درجات العدوان"، مضيفة أن: "الفشل في التصدي لهذا العدوان لن يؤدي فقط إلى تكراره هذه المرة في طهران، بل ستكون له آثار مدمرة أيضًا نتيجة للحرب الرئيسة..، لقد خسر الصهاينة حرب غزّة، وستؤدي نتائج هذه الهزيمة إلى توضيح العديد من القضايا في المنطقة بشكل نهائي".

وقالت: "في المواقف الحساسة والخطيرة، يمكن لمسؤولي الدولة تقديم أفضل أداء عندما يحظون بدعم الشعب، فالحشود المشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي التي أقيمت في إيران يوم الجمعة الماضي هي أفضل مؤشر ومقياس لمعرفة ما يريده الناس". وتابعت: "بحسب المعلومات التفصيلية التي وصلتنا، فإنّ نسبة المشاركة في هذه المسيرة المناهضة للصهيونية كانت غير مسبوقة، إذ ارتفع متوسط المشاركة في مسيرة هذا العام بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي في عموم البلاد، وفي بعض المدن، مثل يزد، كانت هذه النسبة 200%، وفي مشهد 100%، وفي شمال خراسان وفارس 60% لكل منهما، وفي طهران بين 60 و70%، كلّ هذا يعني أنّ الظروف مهيأة للرد على الصهاينة ولا ينبغي الانخداع بأتباع الغرب في البلاد".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل