الخليج والعالم
مسؤول استخباراتي أميركي سابق: لعدم الانجرار إلى حرب ضد إيران
قال المسؤول السابق في "الـ CIA" بول آر بيلار: "إن استهداف "إسرائيل" لمجمع السفارة الإيرانية في دمشق يشكّل هجومًا مباشرًا على إيران".
ففي مقالة، نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، جزم الكاتب أن: "إيران ستردّ بشكل ما على الهجوم الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن: "الرد سيكون في التوقيت والمكان الذي تختاره طهران".
أما حول الدافع الإسرائيلي، رأى الكاتب أن: "إسرائيل ربما رأت أن العملية تضاف إلى مسلسل ضرب الأهداف الإيرانية في سوريا.. وأن المعلومات الاستخباراتية قدمت فرصة لاستهداف ضباط في قوات حرس الثورة الإيرانية، والتي اغتنمتها إسرائيل".
ووفقًا للكاتب، الهجوم ربما يعكس "الغضب الوطني" الذي خرج عن السيطرة، والذي اتسم فيه السلوك الإسرائيلي منذ عملية "طوفان الأقصى"، مضيفًا: "ذلك قد يكون عبارة عن العمل المتهور الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما شدّد على ضرورة ألّا تتصرف إسرائيل من منطلق الغضب"، مشيرًا إلى ما قاله بايدن: "عن أن الولايات المتحدة هي الأخرى ارتكبت أخطاء بعد الحادي عشر من أيلول، وذلك في إشارة إلى شن الحرب على العراق".
وتابع الكاتب أن: "قصف مجمع السفارة في دمشق كان تصعيدًا واضحًا، حيث جاء على الأرجح بعد قرار اتخذ على أعلى المستويات في حكومة بنيامين نتنياهو"، مردفًا: "هذه الحسابات لا تتعلق كثيرًا بتقويض قدرات إيران جراء خسارتها لضباط في قوات حرس الثورة". وأكد أن الهجوم كان جزءًا من المساعي لأجل التصعيد، لتخرج "إسرائيل" من هدفها بالقضاء على حركة حماس، والذي هو غير قابل للتحقيق، إذ هناك عزلة دولية عليها بسبب ما تقوم به في غزة.
ولفت إلى أن تصعيد الحرب وتوسيعها، وما يعنيه ذلك من مواصلتها إلى ما لا نهاية، هو أمل نتنياهو الوحيد لدرء مشاكله الشخصية والقانونية. وأوضح الكاتب أن التصعيد بهدف إخراج "إسرائيل" من الأفق المسدود في غزة له عنصران اثنان، مؤكدًا أن العنصر الأساس هو استفزاز إيران كي ترد، الأمر الذي سيمكّن "إسرائيل" من أن تقدم نفسها على أنها تدافع بدلًا من أن تكون الطرف المهاجم. ومن شأن ذلك إبعاد الأنظار عن الدمار الذي تتسبب فيه في غزة باتجاه الحاجة إلى حماية نفسها ضد الأعداء الأجانب. أما العنصر الثاني فقال إنه يتعلق بتعزيز فرص دخول الولايات المتحدة مباشرة إلى الحرب ضد إيران.
كذلك قال الكاتب: "إن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى حرب بين إيران وإسرائيل بطريقة من طريقتين اثنتين، الأولى هي من خلال مطالب سياسية داخل الولايات المتحدة تدعو واشنطن إلى التحرك المباشر للدفاع عن الحليف الإسرائيلي عندما يتعرض لهجوم من إيران"؛ وأما الطريقة الثانية هي بحال قامت إيران ليس برد ضد "إسرائيل" فحسب؛ بل بردٍ يطال أهدافًا أميركية.
كما حذر الكاتب من أن الحرب مع إيران ستلحق أضرارًا كبيرة بالمصالح الأميركية لأسباب عدة، بما في ذلك الأثمان البشرية والمادية المباشرة، وتعطيل النشاط الاقتصادي الذي يؤثر على المواطنين الأميركيين.
كما تحدث، في السياق نفسه، عن تحويل الموارد والاهتمام عن ملفات أخرى تشكّل أولوية أكبر في السياسة الخارجية الأميركية، مضيفًا أن تجنب مثل هذه الحرب لا يتطلب حنكة سياسية فحسب، بل أيضًا النأي بالنفس الاستراتيجي عن "العلاقة الغريبة" مع "إسرائيل" والتي أدخلت الولايات المتحدة في وضعيتها الصعبة والخطيرة.
وتابع الكاتب أنه بالرغم من الإشارة المستمرة إلى حرب ظل بين إيران و"إسرائيل"، جردة للأحداث في الحرب تظهر أن "إسرائيل" تبادر إلى الهجوم، بينما تكون إيران في الغالب في موقع من يرد. وأضاف أن: "قيام الولايات المتحدة بالنأي بالنفس عن هذا النمط لن يخدم المصالح الأميركية فحسب، بل أيضًا مصالح السلم والأمن الإقليميين".