معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الإمام الخامنئي يوجّه نداء العام الإيراني الجديد
20/03/2024

الإمام الخامنئي يوجّه نداء العام الإيراني الجديد

بارك آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي لأبناء الشعب الإيراني حلول عيد النوروز والعام الجديد الذي اقترن هذه السنة بشهر رمضان المبارك، وعلى نحوٍ خاص عائلات المضحين، وجميع الشعوب الأخرى التي تحتفي بالنوروز.

وفي نداء مناسبة حلول العام الإيراني الجديد 1403 هـ. ش. وعيد النوروز، قال سماحته: "هنا لا بدّ من أن نستذكر الشهداء الأعزّاء وإمام الشّهداء الإمام روح الله الخميني الذي شرّع هذا السّبيل أمام الشّعب الإيراني"، آملًا أن ينتفع الشّعب الإيراني من كِلا الرّبيعين، ربيع الطّبيعة وربيع الروحانيّة.

وأضاف الإمام الخامنئي: "لنُلقِ نظرة على هذا العام الذي اختُتِم في هذه اللحظة، ونظرة أخرى على العام الذي ندخله، إذ كان هذا العام كغيره من سائر الأعوام حافلًا بالمسرّات والمرارات والأمور المرغوبة والمكروهة، وهذه هي طبيعة الدُّنيا وطبيعة الحياة، فقد جرى فيه تحقيق تقدّم ملحوظ في قضايا البلاد المحلية على المستويات العلميّة والتكنولوجية وإنتاجات البنية التحتيّة في أرجاء البلاد، وكان هذا ضمن الأخبار السعيدة". 

وأردف: "من ناحية أخرى، كانت مشكلات الناس الاقتصادية والمعيشية ضمن الأخبار المريرة، فيما كانت المشاركة الملحميّة للنّاس في مسيرات يوم القدس وذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة والمسيرات الضّخمة، في أجواء آمنة، وإجراء الانتخابات أواخر العام في ظل أجواء آمنة وسليمة أيضًا، وسائر أنواع المشاركات الشعبيّة الأخرى، كلّها ضمن الأخبار السعيدة والأمور المحبّبة في العام المنصرم"، مشيرًا إلى أن: "تحرّك الحكومة على الصعيد الدولي، في شتّى الساحات الاقتصاديّة والسياسيّة، كان أيضًا في عداد الأخبار الجميلة والأحداث المحبّبة".

وتابع الإمام الخامنئي أنه: "من بين الأحداث المريرة كانت "حادثة كرمان" في الذكرى السنويّة للشهيد القائد قاسم سليماني وسيل بلوشستان في أواخر العام، وكل ما تعرّض له عناصر الأمن والمدافعون عنه في الأشهر الفائتة، والأمرّ منها كلها هي حرب غزّة التي تُعدّ من قضايانا الدولية المهمة، فلم نشهد هذه السنة حادثةً أمرّ منها".  

وأكد أنه: "في ما يرتبط بشعار هذا العام الذي كان "كبح التضخّم، نموّ الإنتاج"، أُنجزت أعمالٌ جيّدة، وثمة أعمال جرى إنجازها في كِلا القسمين، وجرى تحقيق بعض التقدّم أيضًا، وإن ما أُنجز كان جيدًا، لكن ينبغي أن يستمرّ، فهذا الشّعار ليس شعارًا يمكننا توقّع تحقيقه بالنّحو المرجو في غضون عام واحد، بل سيظل مستمرًا". وشدّد على أنّه: "في العام الذي دخلناه، هناك أعمالٌ كثيرة يجب أن تُنجز، ولا بدّ من أن نلزم أنفسنا تجاهها، سواء مسؤولو البلاد وأعضاء الحكومة ومجلس الشورى الإسلاميّ والسلطة القضائيّة وغيرهم وكذلك آحاد النّاس، يجب علينا جميعًا أن نُلزم أنفسنا بتلك الأعمال في مختلف المجالات. وفي هذا العام أيضًا، يُعدّ الاقتصاد القضيّة الأساس للبلاد، إذْ إنّ نقطة الضعف الرئيسة هي قضيّة الاقتصاد، ويجب أن نعمل بشكل فعّال في هذه المجالات". 

وأردف سماحته: "وقد خلصتُ - أنا العبد - بعد مطالعتي آراء الخبراء في هذه القضيّة إلى نتيجة مفادها أنّ المفتاح الأساس لحلّ مشكلات البلاد الاقتصادية هو قضيّة الإنتاج، الإنتاج المحلّي والوطني. لهذا السّبب أيضًا ركّزنا خلال هذه الأعوام القليلة الماضية على الإنتاج، وفي حال تحقّق نموّه والتقدّم في الإنتاج الوطني بالنّحو المرجوّ، فإنّ كثيرًا من المشكلات الاقتصاديّة المهمّة من قبيل قضيّة التضخّم وتوفير فرص العمل وقيمة العملة الوطنيّة، ستتّجه إلى الحلّ بنحو جيّد"، مضيفًا: "قضيّة الإنتاج قضيّة مهمّة، وأتوقّع أن تتحقّق هذا العام طفرة في الإنتاج، كما أنني أعتقد بنحو جادّ أنّ هذه الطّفرة لن تتحقّق من دون مشاركة النّاس، وبعيدًا عن حضورهم، فإذا أردنا أن نحقّق طفرة في الإنتاج، ينبغي لنا أن نجعل الاقتصاد شعبيًّا، وأن نفسح المجال بنحو ملموس أمام مشاركة النّاس لخوض ميدان الإنتاج، وأن نزيل عقبات حضورهم".

وأوضح سماحته: "تتوفّر في القطاع الشعبي طاقات كُبرى، ويجب أن تُفعّل ويُستفاد منها بما يخدم مصلحة الناس والبلاد، وعليه، وبهذه المناسبة، جعلتُ شعار هذا العام: "الطّفرة الإنتاجيّة بمشاركة شعبيّة"". وأمل سماحته أن يتحقّق هذا الشعار على أكمل وجه، قائلًا: "فليعدّ المخطّطون في البلاد الخطط، وليُجرِ الخبراء تعاونًا على المستوى الفكري، وليشارك الناشطون الاقتصاديّون في هذا الصدد بنحوٍ عملي".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم