الخليج والعالم
بعد إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا.. مناطق شرق الفرات إلى أين؟
علي حسن - سوريا
أطلقت الإدارة الأمريكية تصريحات عديدة عن انسحابٍ كلي وسريع لقواتها المتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية وبدء عودتها، تصريحاتٌ اعتبرتها "قوات سوريا الديموقراطية -قسد" خيانةً وطعنةً في الظهر، غير أنّ هذا الانسحاب سيشرّع الأبواب أمام الكثير من الاحتمالات عن مصير الشرق والشمال السوريين في ظل التحضيرات التركية للتوغل فيهما ضد قوات "قسد".
وقال نائب الأمين العام لحزب الشباب الوطني السوري الدكتور خالد كعكوش أنّ " الانسحاب الأمريكي بالنسبة لسوريا كان أمراً متوقعاً ولا بد منه، فالدولة السورية لم تكن في يوم من الأيام تنتظر بقاء القوات الأمريكية على أراضيها فقد كانت قوة احتلالية لا بد من خروجها بأي شكل من الأشكال"، ولفت إلى ما قاله "وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره العراقي أن وجهة الجيش السوري كانت نحو شرق الفرات بعد الانتهاء من ملف ادلب".
وأضاف كعكوش في حديث لموقع "العهد" أنّ "إعلان ترامب سحب قواته من سوريا جاء اثر إدراكه بأنه مقبلٌ على خسارة كبيرة في الأراضي السورية خصوصاً بعد استعادة الجيش السوري وحلفائه لمعظم الأراضي من سيطرة التنظيمات الإرهابية التي دعمتها أمريكا، فضلاً عن تقدم المسار السياسي نحو الحل الشامل وهو الأمر الذي تجلى بالاستحقاق السياسي الكبير الذي أعلنت عنه الدول الضامنة لمسار أستانا بالتوافق على تشكيل اللجنة الدستورية دون الاتفاق مع ديمستورا، الأمر الذي حيّد الأمريكي خارجاً لأن ديمستورا حاول إضافة عدد من الأسماء المحسوبة على الطرف الأمريكي نوعاً ما للجنة الدستورية ما يعني أنّ أمريكا تحاول خلط الأوراق".
كعكوش أشار إلى ان "المكون الكردي مُكوّنٌ سوري تعتز الدولة السورية به والأكراد أمام استحقاق وطني كبير في المنطقة"، وذكر ان "تعنّت الفصائل الكردية هو الذي أسقط مدينة عفرين بيد المحتل التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، بعد أن رفضت دخول الجيش السوري إلى تلك المنطقة آنذاك"، داعيا القيادات الكردية إلى عدم تكرار هذا الأمر في شرق الفرات والمبادرة باتجاه الحكومة السورية لتحييد الصراع عن المنطقة الشرقية".
وأكد انّ "الكرة في ملعب الأكراد وليست في ملعب الحكومة السورية وهذا الأمر من منطق التحليل لما يجري، فالحكومة السورية كان لها الكثير من المبادرات باتجاه السورين في المناطق الشرقية على اختلاف انتماءاتهم العرقية، لكن القيادات الكردية المدعومة أمريكياً و المسيطرة على تلك المناطق كانت ترفض أية مبادرة من الحكومة السورية وأرادت إبقاء الوجود السوري الحكومي وجوداً رمزياً".
ولفت كعكوش في ختام حديثه لـ"العهد" إلى أنّ "الدولة السورية ستقوم باستعادة أراضي شرق الفرات من أية قوة عسكرية غير شرعية كانت سواءً من داخل سوريا أو خارجها و أياً كان توجهها، انفصالياً كان أم احتلاليا"ً، داعيا "الأخوة الأكراد إلى تحكيم عقلهم وتحييد منطقتهم عن صراع كبير باتجاههم نحو دمشق
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024