الخليج والعالم
الانتخابات الرئاسية الأميركية محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
تصدر الوضع المأساوي في غزة واستمرار العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 14 آذار/مارس 2024.
كذلك ركَّزت الصحف الإيرانية على سير المنافسة الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، واهتمّت أيضًا بالأوضاع المستجدة في الحرب الروسية الأوكرانية وخاصة بعد تصريحات بابا الفاتيكان فرنسيس الأخيرة بدعوة كييف إلى الاستسلام.
العقوبة على التفريط بحق أهل غزة
وفي مقال نشرته صحيفة "جام جم"، توقّف رئيس منظمة الثقافة والتواصل الإسلامي الشيخ محمد مهدي إيماني بور عند وصف آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مؤخرًا الجرائم غير المسبوقة في غزة، مثل قتل الأطفال والرضع بسبب الجوع والعطش، بأنَّها وصمة عار على الحضارة الغربية، وتأكيده أنَّ مساعدة أهل غزة واجب ديني ومساعدة العدو الصهيوني بالتأكيد حرام وجريمة حقيقية، ورغم تأسُّف سماحته لأنَّ بعض الحكومات والدول الإسلامية تفعل ذلك، إلا أنَّه شدَّد على أنَّهم سيندمون عليها يومًا ما وسيرون عقوبة هذه الخيانة.
ورأى الكاتب أنَّه "فيما يتعلق بهذه التصريحات هناك بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
1. أولًا، تُعبر حرب غزة عن الفهم الحقيقي للحضارة الغربية، وفي ظل المؤسساتية الأوروبية والبيروقراطية الأميركية، يقدم الساسة ووسائل الإعلام الغربية أنفسهم كمنتجين لحضارة أصيلة تتمتع بمرونة ثقافية ومدنية عالية في العالم، إلا أن التعاون الكامل لمراكز القوى الرسمية وغير الرسمية مع النظام الصهيوني في إبادة الأطفال الأبرياء في غزة أثبت الخط العريض بين "الحقيقة" و"الخداع" في هذا الأمر، ولعل أحد أهم دروس حرب غزة هو أن المعرفة والفهم الحقيقيين لطبيعة "الحضارة الغربية" لن يكون ممكنًا من خلال النظريات الحداثية وما بعد الحداثية وجدلية الإثنين مع بعضهما البعض، بل في سياق الواقع الحالي في النظام الدولي.
2. النقطة الثانية تتعلق بمسؤولية العالم الإسلامي في الدفاع عن شعب غزة المظلوم، وهذا الواجب ليس مجرد واجب "عرفي"، بل هو واجب "شرعي"، يؤدي تركه إلى العقاب الإلهي، والواجب الشرعي يشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والعسكرية، إنَّ الوضع المتردي الحالي في غزة وخان يونس ورفح يجعل من هذا الالتزام التزامًا عاجلًا، عندما يتعلق الأمر بالتزام شرعي عاجل، فإننا نواجه متطلبات إلزامية مثل "التبيين المستمر"، و"تقديم الحلول الفورية"، و"التآزر الجماعي الفعال"، وساحة المعركة في غزة ليست بحاجة إلى رواية أو رثاء، بل الحاجة هي إلى القيام بالدور والتأثير القوي.
3. النقطة الثالثة، يتذكر الجميع أنه في عام 2013، عندما كانت المخابرات الأميركية والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة مشغولة بتوجيه الإرهابيين التكفيريين إلى أراضي سورية ومنطقة بلاد الشام، أكَّد الإمام الخامنئي أنَّ الأعداء لن يحققوا مرادهم، وفي عام 2018، تحقَّق هذا التوقع الحكيم، تم تدمير الخلافة التي أعلنها تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية والعراق، وأصبح جزءًا من الجماعات الإرهابية المدعومة من الغرب والكيان الصهيوني، والآن فإن القصة لا تختلف عن الماضي، إن خلق هامش أمني لبعض الدول الإسلامية لتسمح للنظام الصهيوني بذبح المزيد من السكان العزل في غزة لن يؤدي إلّا إلى جعلهم شركاء في دفع التكاليف الهائلة التي لا يمكن إصلاحها لهزيمة "إسرائيل".
الأقليات في الانتخابات الأميركية
بدورها، أشارت صحيفة "إيران" إلى تمكُّن المرشحين الرئيسيين للحزبين الديمقراطي والجمهوري، صباح أمس الأربعاء 14 آذار/مارس 2024، من الحصول على الأصوات اللازمة لدخول الانتخابات الأميركية، وفي حدث غير مسبوق، بدأت أطول حملة انتخابية في تاريخ هذا البلد، لأنَّ أحدهما رجل عجوز كثير النسيان والآخر متَّهم بقضايا عديدة، ليس خبرًا جيدًا للأقليات في الولايات المتحدة كما ذكرت بعض التحليلات، فعلى الرغم من أن جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، كان يأمل بشدة في أن يكون كثرة اللاتينيين والعدد الكبير من أصحاب البشرة السمراء عاملاً مهمًا في طريقه إلى إعادة فوزه في النهائي الانتخابات إلا أن الأمر بات أقل وضوحًا لأن بايدن لم يعر اهتمامًا كبيرًا لمطالبهم بعد توليه السلطة".
وأضافت: "يرى الخبراء أنَّ مستوى يأس أصحاب البشرة السمراء واللاتينيين وطالبي اللجوء من بايدن قد وصل إلى حد أنَّ حتى مخططي حملة ترامب نصحوه بمحاولة جذب ما تبقى من أصوات هذه المجموعات، هذا مع أن ترامب هو العدو اللدود لهذه الطبقات، ولو كان الأمر بيده لرحل كل أصحاب البشرة السمراء من أميركا، وعلى الجميع أن يعلم أن قضايا مثل التسهيلات المخصصة للطبقات الدنيا ومدى الاهتمام بطالبي اللجوء هي من أهم النقاط في الانتخابات المقبلة في أميركا، ومن يخلق ظروفًا أفضل لهذه الطبقات في هذا المجال سيكون له تأثير أكبر وفرصة أكبر للفوز في الانتخابات".
وأوضحت الصحيفة أنَّ هناك اعتقادًا شائعًا بأن العديد من الأقليات ستدير ظهرها لانتخابات 2024، والسبب الأهم لهذا التجاهل هو أن المسؤولين وصناع القرار في الولايات المتحدة لا يستمعون إلى كلامهم أو مطالبهم الأساسية والواضحة. ويقول كليف أولبرايت، أحد مؤسسي الحركة المعروفة باسم "أصوات السود تستحق"، إن "السود اعتقدوا أنَّ بايدن، مقارنة بترامب العنصري، سيحترم مصالحهم، إلا أن ما شوهد من بايدن خلال فترة رئاسته دمر الآمال بالنسبة لهم، ورأت هذه المجموعة أن بايدن ليس أكثر فائدة لهم مقارنة بترامب".
وعلى أي حال، ما يظهر من المتابعة هو عدم إظهار الناخبين رغبتهم بطرق مختلفة للمشاركة في الانتخابات، وأقلها هو تقليل التوجه إلى صناديق الاقتراع.
تصريحات ماكرون المبتذلة
وفي النقاش الدائر حول الحرب الأوكرانية الروسية، وخاصة بعد تصريحات البابا فرنسيس الأخيرة في دعوته لإعلان أوكرانيا الاستسلام، كتبت صحيفة "وطن امروز" في تعليقها على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنَّ بلاده على استعداد لإمداد أوكرانيا بالمساعدات العكسرية:" وجود قوات الناتو في الحرب في أوكرانيا خلق توترات جديدة بين موسكو وحلفائها، وهناك احتمال أن يشتعل هذا الصراع في أي لحظة، ومؤخرًا أعلن ماكرون، في تصريحات تظهر ضعف ذكائه، عن خطة فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى لإرسال قوات إلى أوكرانيا، وصل الأمر إلى حد أن السياسيين الألمان شكَّكوا بسرعة في مواقف باريس وأكَّدوا أنه ليس لديهم أي خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا".
ولفتت إلى أنَّ "حقيقة الأمر هي أن الفرنسيين لا يملكون القدرة على مواجهة روسيا بشكل مباشر في حرب أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، منذ عام 2017، اعترف أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي بماكرون باعتباره سياسيًا فاشلًا وفظًا، ولذلك، يحاول ماكرون رفع تكاليف الحرب الأوكرانية على الروس خارج الميدان، وهذه هي الصيغة نفسها التي يستخدمها الغرب خلال حرب غزة: ترويج ما هو خارج الميدان لتغييره!".
واعتبرت الصحيفة أنَّه "رغم كل هذا، فشل ماكرون في إقناع حلفائه الأوروبيين بمواصلة هذه اللعبة، ووصل الأمر إلى أن مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية، وميلانشون زعيم تيار اليسار، أبديا قلقهما بشأن المواقف الأخيرة للرئيس الفرنسي وتأثيرها على المعادلات الجيواستراتيجية لباريس حتى أن بعض أعضاء حزب ماكرون أكدوا أنه لم يأخذ في الاعتبار بعض الحسابات الضرورية في إعلان مواقفه الأخيرة، ويمكن أن تصبح هذه القضية نقطة ضعفه السياسية، إن زيادة نطاق وعمق الصراع في أوكرانيا من قبل الفرنسيين يعني فهمهم غير الكامل، بل العكس، لمعادلات المعركة، في حين تستولي روسيا على المدينتين الاستراتيجيتين "باخموت" و"أوديوكا" ويقترب الجيش الأوكراني من نقطة الهزيمة النهائية في منطقة دونباس".
وختمت "وطن أمروز" في تحليلها لسياق تصريحات ماكرون: "لا يقتصر الأمر على أن ماكرون لا يتمتع بالقدرة على تغيير توازن ساحة المعركة في أوكرانيا، بل إنه فقد أيضًا القدرة على تحليل الوضع الحالي في النظام الدولي، مما لا شك فيه أن تآكل الحرب في أوكرانيا لن يعني سوى زيادة العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها في المستقبل القريب، ويظهر رفض مواقف ماكرون من قبل المستشار الألماني أولاف شولتس ومسؤولين آخرين تضارب الافتراضات والحسابات والعقليات لدى أعضاء حلف شمال الأطلسي بشأن الحرب في أوكرانيا، كانت هذه الصراعات موجودة منذ بداية الحرب، لكن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أنكرها، والآن يحاول ماكرون خلق "أزمة مسيطر عليها" لمنع حدوث "أزمة غير مسيطر عليها" ، وتعتبر العقلانية أهم شرط لتحليل أي ظاهرة في العلاقات العالمية، وهو ما لا يستفيد منه ماكرون، ومن المؤكد أن نتاج هذه اللعبة سيضعف مكانة باريس في النظام الدولي".