الخليج والعالم
تونس: انشقاقات جديدة في الحزب الحاكم
تونس ـ روعة قاسم
يرجع جل العارفين بالشأن التونسي الإنقلاب المفاجئ في الآونة الأخيرة لقيادات من حركة نداء تونس على مؤسس الحزب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي و نجله حافظ بقرب نهاية رئاسة الأب للبلاد. فقد أعلن قائد السبسي أن لن يترشح لخلافة نفسه على عرش قرطاج خلال الإنتخابات الرئاسية القادمة خريف هذا العام بالتوازي مع الإنتخابات النيابية.
وانسحب بعض هؤلاء الندائيين من قصر قرطاج على غرار مديرة الديوان الرئاسي سلمى اللومي فيما نظم آخرون مؤتمرا حزبيا أفرز قيادة جديدة لا يوجد فيها نجل الرئيس حافظ قائد السبسي. فيما تمسك الأخير بالمقر بمعية أنصاره رافضا الإعتراف بالقيادة الجديدة للحزب الذي أسسه الباجي و حقق به المفاجأة من خلال الفوز في الإنتخابات على حركة النهضة ذات التوجهات الإخوانية.
على خطى الشاهد
و يتوقع أن تزداد أعداد المغادرين لحركة نداء تونس مع قرب نهاية ولاية الباجي الرئاسية التي امتدت على خمس سنوات خاصة وأن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد انشق منذ فترة عن النداء وأسس حزبا جديدا. ويتداول أن هذا الحزب هو من سيخلف النداء على رأس الحكم وأن الشاهد سيكون رئيس الجمهورية القادم بعج أن خبر السلطة رئيسا للحكومة في ظرف حرج و حساس.
و لعل هجرة الندائيين إلى حزب الشاهد الجديد يدعم فرضية أن رئيس الحكومة الشاب سيكون هو ساكن قصر قرطاج خلال الفترة القادمة رغم أنه لم يقم بإنجازات تذكر خلال الفترة التي قضاها بقصر الحكومة بالقصبة. كما أن هذه الهجرة تؤكد على أن نسبة هامة من الذين انضموا إلى حركة نداء تونس كانوا يبحثون عن الحكم و قد كان باديا للعيان أن الباجي قائد السبسي في ذلك الوقت هو رئيس تونس القادم.
إلى أحزاب أخرى
وينتظر أن يقدم مستشارون بالقصر استقالاتهم أسوة بسلمى اللومي وقبلها سليم العزابي الذي التحق بحزب يوسف الشاهد الجديد وكان بدوره مديرا للديوان الرئاسي قبل أن يستقيل. كما التحق ندائيون بأحزاب أخرى على غرار فؤاد بوسلامة الذي التحق بحزب المبادرة الدستورية وفوزي اللومي، شقيق سلمى اللومي، الذي التحق بحزب البديل الديمقراطي وغيرهم ممن تراءى لهم أن نجم حركة نداء تونس قد أفل إلى غير رجعة.
ولعل تقديم حركة نداء تونس لقائمتين انتخابيتين في بلدية باردو وعدم قبول القائمتين يؤشر على ان هذا الحزب قد انتهى وأن عصره الذهبي ولى إلى غير رجعة وأن حظوظه للفوز بالإنتخابات ضعيفة. ويتهم كثير من الندائيين نجل الرئيس بالوقوف وراء دمار الحزب بعد أن احتكره و منع عنه كل نفس ديمقراطي وهي اتهامات نفاها حافظ قائد السبسي في مناسبات عديدة.