معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الابتذال الأميركي ودكتاتورية النظام الانتخابي 
13/03/2024

الصحف الإيرانية: الابتذال الأميركي ودكتاتورية النظام الانتخابي 

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء، (13/3/2023)، الضوء على أخبار ومقالات تحليلية متنوعة، يتعلّق بعضها بالأوضاع الميدانية في غزّة، في ما يركز بعضها الآخر على تحليل السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية وسائر الطيف الغربي الإمبريالي. كما اهتمت الصحف بقضايا داخلية إيرانية، من قبيل قضية تفاوت نسب المشاركة في الانتخابات بين المدن الكبرى والمدن الصغرى، وأسباب هذا التفاوت وسبل علاجه.

الابتذال الأميركي

في هذا السياق، أجرت صحيفة "إيران" مقابلة مع كبير محلّلي الشؤون الأميركية فؤاد أيزدي حول عوامل ومظاهر التسييس في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، وقال: "ما يزال من غير الممكن الجزم بأن دونالد ترامب سيُختار مرشحًا نهائيًا للجمهوريين، إذ ستناقش هذه العملية في مؤتمر الحزب الجمهوري في الصيف المقبل، لأن الأخبار والتقارير تفيد أنّ الجمهوريين لا يريدون أن يكون ترامب هو المرشح في الوقت الحالي". وأضاف: "بحسب الأجواء الحالية، من الممكن أن يُفرض ترامب على الجمهوريين، خاصة أن الانتخابات وأجواءها لن تؤدي على الأرجح إلى التصويت ضدّه حتّى الانتخابات".

وبحسب الصحيفة، تابع أيزدي: "نظرًا إلى الظروف القائمة بالنسبة إلى جو بايدن، فمن المحتمل أن يخُتار خليفة آخر له خلال الأشهر القليلة المقبلة"، موضحًا أن: "مشكلة بايدن ليست الشيخوخة، بل قدرته العقلية والبدنية".. إذ لا فارق كبير بين دونالد ترامب وجو بايدن في العمر، فكلاهما كبير في السن، لكن الفارق هو أن ترامب تمكّن من الحفاظ على قدراته العقلية والجسدية، بينما الآن تضعف هذه القدرات عند بايدن".

وحول الابتذال في السياسة الأميركية ونمط السخرية العارم في الأجواء بين المرشحين والناخبين، قال: "ممّا لا شك فيه أن العامل الأهم يكمن في وجود الديكتاتورية المتمثلة بحصر السلطة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين خلقا عمليًا أجواء، حيث يجري حصر 330 مليون صوت أميركي فيهما". وأضاف أن: "دولة ذات جمهورية عمرها قرون، تحرم فعليًا ممثلي الأحزاب الأخرى الذين يمكن انتخابهم كخيارات ثالثة ورابعة وخامسة من الحظوظ.. وبينما يوجد الآن قرابة 20 حزبًا نشطًا في أميركا، ولكن الحزبان الديمقراطي والجمهوري، قد كتبا قوانين الولايات المتحدة بطريقة لا يمكن لأي شخص آخر أن يصل إلى السلطة باستثنائهما".

ورأى أيزدي أن: "الدكتاتورية ذات الحزبين تتضمن آليات داخلية تمكّن شخصًا واحدًا من أن يتخّذ القرارات نيابة عن الأعضاء الآخرين، الأمر الذي يمثل فعليًا الابتذال والسقوط في السياسة الأميركية"، موضحًا أن: "330 مليون شخص في هذا البلد مضطرّون إلى الاختيار بين مرشحي الحزبين، لدرجة أن أكثر من 300 عضو من الديمقراطيين ينتقدون قدرات بايدن الجسدية والعقلية، فيما ما يزال ترامب حاضرًا على الرغم من أكثر من 400 مليون دولار غرامة مفروضة عليه، بالإضافة إلى قضايا عديدة من الفساد السياسي إلى الفساد الأخلاقي".

وختم أيزدي بالقول: "هذه الدكتاتورية المكوّنة من حزبين قد سيطرت عمليًا على النظام الانتخابي في أميركا، لذلك يُسمح أخيرًا لأشخاص مثل بايدن وترامب بالمشاركة".

المتغرّبون لا يعرفون لغة العالم

من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "كيهان" عن الاجتماعات المتعلّقة بإيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي انتهت قبل أيام من دون إصدار قرار ضدّ برنامج إيران النووي، وذلك على الرغم من كلّ ادعاءات وتهديدات الدول الغربية". وذكرت الصحيفة أن: "هذه هي الجولة الخامسة على التوالي التي تفشل فيها محاولات إحياء المشروع الأمني للملف النووي الإيراني في مجلس المحافظين"، موضحة أن: "في هذا الاجتماع لم يصدر قرار فحسب، بل حتّى لم يتوصل المجتمعون إلى إجماع على إصدار بيان غير ملزم ضدّ إيران"، وسألت الصحيفة: "هل كان سلوك هذه الوكالة هو نتيجة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة؟". وأجابت: "حتمًا لا، لأن السياسة الخارجية تغيرت منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة وأعطت "دبلوماسية التزلّف" مكانها لـ"الدبلوماسية الموثوقة والكريمة"، وأُزيلت قضية خطة العمل الشاملة المشتركة من أولوية السياسة الخارجية وحلت محلها "الدبلوماسية الإقليمية والعالمية النشطة".

وأضافت الصحيفة أن: "القدرة تجلب الاحترام.. ففي عالم يحكمه "قانون الغاب" بسبب الأعمال التدميرية والإجرامية للحكومات المستبدة، فما يستحق الاحترام هو الاقتدار والدبلوماسية الكريمة"، وتابعت: "منذ سنوات عديدة، شهد النظام العالمي تغيرات جوهرية، لكن هذه الحقيقة الواضحة أُهملتها الحكومة السابقة بشكل خطير، ففي هذه الحكومة حُصرت السياسة الخارجية بدبلوماسية خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى درجة قًلّصت فيها السياسة الخارجية عمليًا إلى العلاقات مع ثلاث أو أربع دول غربية قليلة، ليس من منطلق النديّة ولكن من منطلق السلبية والإذلال، ولهذا السبب، أُهملت جوانب أخرى من السياسة الخارجية، وخاصة السياسة الخارجية الإقليمية ومع الدول المجاورة والتفاعل مع الشرق".

مشاركة الشعب لا تخضع لمعايير العدو

بدوره، رأى عضو مجلس الشورى الإسلامي جعفر قادرين في مقالة نشرتها صحيفة " جام جم"، أنه: "بالنظر إلى نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة، نرى أن هذه النسبة منخفضة في المدن الكبرى، لكنّها في جميع أنحاء البلاد نسبة جيدة، فيما معدل المشاركة في المدن الصغيرة أعلى بكثير". وأوضح: "في بعض المحافظات، بلغت المشاركة 70%، ما يعني أنه على الرغم من شكاوى الناس من الوضع الاقتصادي، لا ينظرون أبدًا إلى القضايا الثانوية بدلًا من القضايا الرئيسة، ويميزون بين النظام العام للجمهورية الإسلامية وأداء الحكومة والبرلمان".

وتابع قادري أن: "مستوى المشاركة في بلادنا لا يخضع للضغوط الخارجية"، مشيرًا إلى أنه خلال الانتخابات الأخيرة لم يكن أمام التيار اليساري الإصلاحي خيارات كثيرة للمنافسة، لكن في المقابل، لم يكن لديه ما يقوله... ففي تيار الإصلاحيين العام، توجد أطياف مختلفة: طيف قريب من المخربين والطيف الآخر يؤمن بالنظام والمشاركة في الانتخابات، لكنّه لا يملك الكثير من الخيارات والكلمات التي يمكن أن تحظى بالتأييد الشعبي، لذلك نشهد طيفًا رماديًا في المجتمع الذي لا يقف وراء التيارات المتطرّفة".

وختم قادري قائلًا: "بشكل عام، يعود سبب نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة إلى عدم تأييد التيار الإصلاحي والاستياء الاقتصادي عند الطيف الرمادي الذي لم يُستجب لمطالبه، لذلك مع تحسن الوضع الاقتصادي وزيادة المنافسة في الانتخابات سنشهد زيادة في المشاركة، أما في المدن الصغيرة فلا داعي للقلق بشأن حجم المشاركة، هذا القلق يتعلق بالمدن الكبرى".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم