الخليج والعالم
السيد رئيسي: لا يوجد أي انحراف في مسار أنشطتنا النووية ومشکلة الغرب قوة إيران
أعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد إبراهيم رئيسي عن إيمانه بضرورة التعاون الوثيق بين الدول المنتجة والمصدرة للغاز، مشيرًا إلى أن جميع المشاركين في القمة السابعة لرؤساء منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر اتفقوا على ذلك، كما أكد على سلمية البرنامج النووي الإيراني، لافتًا إلى أن مشكلة الغرب ليست القنابل النووية بل قوة إيران.
وخلال زيارته إلى الجزائر، أجرى الرئيس الإيراني مقابلة صحافية تحدث فيها عن آخر تطوّرات الملف النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتقييمه لنتائج ومخرجات القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، بالإضافة إلى القضية الفلسطينة، وملفات أخرى.
بداية مع القضية الفلسطينية، حيث قال السيد رئيسي: "اليوم، لم تعد شعوب المنطقة فقط، بل شعوب العالم أجمع غاضبة من ظلم الكيان الصهيوني. وأعتقد أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن غضب الشباب في جميع الدول، سواء في الولايات المتحدة وبريطانيا أو في أي دولة أخرى وقارة أخرى، سيظهر بطريقة أخرى في كلّ مكان"، وأكد أنَّ قضية فلسطين اليوم ليست فقط قضية العالم الإسلامي بل هي قضية الإنسانية جمعاء.
واعتبر الرئيس الإيراني أنَّ ما يحدث اليوم في غزّة من جرائم ضدّ الإنسانية، وجرائم حرب، وإبادة جماعية، وحصار غذائي ودوائي للنساء والأطفال، وتدمير بيوت الناس، لا يتوافق مع أيِّ قانون أو ميثاق دولي، ويشكّل فضيحة كبيرة للغرب ويكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة أمام شعوب العالم، وأضاف: "الكيان الصهيوني القاتل للأطفال يرتكب هذه الجرائم البشعة بينما هو يحتل الأراضي الفلسطينية منذ 75 عامًا".
وتابع: "اليوم، وبعد مرور 75 عامًا، بينما يتّجه انتباه العالم إلى غزّة وقلوب جميع شعوب العالم متألمة من حجم هذه الجرائم، تساند الولايات المتحدة مع الأسف الكيان الصهيوني بكلّ قوتها. وأكثر ما يثير الأسف هو صمت المجتمعات الدولية، وتجاهل المنظمات الحقوقية، وعجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن من مواجهة هذه الجرائم".
وأشار إلى أنَّه "اليوم، وأمام أعين العالم أجمع، ترتكب أكبر جريمة ضدّ الإنسانية، ووفقًا للإحصائيات، فقد استشهد ما لا يقل عن 30 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال أبرياء في غزّة. ما أصبح واضحًا اليوم لشعوب العالم هو أن النظام العالمي الحالي غير عادل، وأنه لا يمكن ضمان السلام والأمان والطمأنينة للبشرية من خلال هذه المنظمات والآليات الدولية، مؤكدًا أنّ هذهِ الأحداث يجبُ أن تكونَ أساسًا لتغييرِ النظامِ العالميّ من نظامٍ ظالمٍ وغيرِ عادلٍ إلى نظامٍ عادلٍ، مشيرًا إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنذُ انتصارِ الثورةِ الإسلاميّةِ، اتّخذتْ نهج دعمَ المظلومينَ والمستضعفينَ في العالمِ مأحدَ المبادئِ الأساسيّةِ لسياستها الخارجيّةِ، مؤكدًا أنه اليوم يمكنُنا رؤيةَ أوضحِ مظاهرِ الظلمِ في فلسطين".
وحول الاتهامات الباطلة الموجهة ضدّ إيران بخصوص اتساع نطاق الحرب، قال السيد رئيسي: "نعتقد أنّ الأميركيين والبريطانيين هم من يسعون لتوسيع نطاق الحرب. بينما سئم العالم من حجم الجرائم في غزّة، يقوم ضابط أميركي بإحراق نفسه أمام سفارة الكيان الصهيوني احتجاجًا على هذه الجرائم. عندما يخرج الناس في بريطانيا ودول أوروبية أخرى في مسيرات ضخمة في الشوارع مطالبين بوقف الهجمات على غزّة ووقف دعم الكيان الصهيوني، لكن دون جدوى، فهذا يعني أن هذه الدول لا تريد سماع صوت شعبها وشعوب العالم، مما يعني أنّهم يسعون لتوسيع نطاق الحرب".
وأضاف: "النقطة المهمّة الأخرى هي جذور هذه الأحداث المشينة التي تُنسب بدايتها كذبًا إلى عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بينما يعود التحليل الصحيح لجذور هذه الأحداث إلى 75 عامًا من الظلم والقتل والتعذيب وسجن الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الظلم الواقع على شعوب لبنان وسورية ودول أخرى في المنطقة".
وحول العلاقات الإيرانية - الجزائرية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية قال: "إنّ علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجزائر جيدة للغاية، خاصةً بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. إن الصورة المرسومة عن الجزائر وشعبها في أذهان الشعب الإيراني تتمثل بكون الشعب الجزائري شعباً مُحارباً ومُقاوماً ضدّ الاستعمار، حيث إنه قدّم الكثير من الشهداء في سبيل الدفاع عن أرضه وطرد المستعمرين من ترابه"، مؤكدًا عدم وجود أي عائق أمام تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين".
وعن العلاقة مع باقي الدول العربية، قال الرئيس الإيراني إن إيران لا تواجه أي مشاكل مع الدول العربية، وبالرغم من جهود العدوّ لبثّ الرعب من إيران في الدول العربية والمنطقة، "فإنّنا بحمد الله نتمتع اليوم بعلاقات جيدة مع الدول العربية"، وأضاف "لقد بدأ العدوّ بعملين: الأول هو بثّ الرعب من إيران، والثاني هو السعي لتقريب الدول العربية والإسلامية من الكيان الصهيوني أو تطبيع العلاقات".
وأردف "من ناحية أخرى، سعى العدوّ لتطبيع العلاقات بين الدول الإسلامية والمنطقة مع الكيان الصهيوني لتوفير الأمن له، لكنّه فشل أيضًا في هذه المهمّة ولم يتمكّن من توفير الأمن للكيان الصهيوني من خلال التطبيع".
كما أكَّد أنَّ "الذين سعوا إلى تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المجرم طعنوا الشعب الفلسطيني في الظهر حقًا، ولن يغفر لهم الشعب الفلسطيني ذلك. والسبب في جرأة وتمادي الكيان الصهيوني هو شعوره بأن بعض الدول أصبحت غير مبالية بجرائمه".
وبشأن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، أوضح السيد رئيسي أنَّ لدى بلاده "تواصلاً مع السعودية. لقد تمّ تأسيس العلاقات السياسية بيننا، والكيان الصهيوني بالتأكيد منزعج من هذا التطور في العلاقات بين الدول الإسلامية ويعاني من اتحادها. حتّى يمكنني القول إن الكيان الصهيوني قد أصيب بالغيظ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد أن الطاقة النووية تعتبر حقًّا مشروعًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنه يجب علينا استخدام هذه الموهبة لتحسين رفاهية حياة شعبنا، حيث إن للطاقة النووية العديد من الاستخدامات في الطب والصناعة والتعدين والطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات.
وتابع: "ما يثير قلق الغربيين، وعلى رأسهم الأميركيين، هو أن إيران قد تستخدم الطاقة النووية في صنع القنابل الذرية. لقد أعلنا مرارًا وتكرارًا أننا سنستخدم الطاقة النووية بشكلٍ سلمي، ولم يتمّ رصد أي انحراف في استخدام إيران لهذه الطاقة والصناعة حتّى الآن. لم يكن لدينا أي انحراف على الإطلاق في هذا المسار، حيث إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشرف على أنشطتنا النووية، وقد أعلنت رسميًا 15 مرة حتّى الآن أن الصناعة النووية في إيران سلمية ولا يوجد فيها أي انحراف. لكن الغربيين لا يلتزمون بهذه التصريحات، فهم يعلنونها ثمّ ينقضونها بأنفسهم".
وأكمل: "اليوم، تعرب بعض الدول عن قلقها من الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما تمتلك هي نفسها قنابل ذرية. إنهم قلقون من أنشطة دولة أثبتت حتّى الآن أنها لم تكن تسعى وراء القنابل الذرية، وأنها تسعى فقط لاستخدام الطاقة النووية بشكلٍ سلمي".
وأوضح أن "هذا الالتزام بالطابع السلمي للأنشطة النووية لا ينبع من منع الدول التي تمتلك جميعها قنابل نووية، بل ينبع من مبادئ إيران وقناعاتها"، سائلًا، لماذا لا يشعر هؤلاء بالقلق من الكيان الصهيوني الذي يمتلك رؤوسًا نووية؟! لماذا لا يشعر الأوروبيون والأميركيون بالقلق من الكيان الصهيوني الذي يمتلك أسلحة نووية ولا يملك أي صلاحية في هذا المجال؟!"، مشيرًا إلى أنه خلال جرائم الكيان الصهيوني في غزّة، هدّد أحد وزراء هذا النظام رسميًا الشعب الفلسطيني باستخدام القنابل النووية.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أنَّ مشكلة الغرب هي إيران، وليست القنابل النووية"، مشيرًا إلى أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تترك طاولة المفاوضات أبدًا من مبدأ حسن النية موضحًا: "أننا نحن لم نترك طاولة المفاوضات في الوقت الحالي أيضًا، لأننا نملك المنطق، لافتًا إلى أنه كان لدينا اتفاقية، وكان الأميركيون هم أكبر منتهكي هذه الاتفاقية".
وتابع: "انسحب الأميركيون رسميًا من هذه الاتفاقية، ولم يلتزم الأوروبيون أيضًا باتفاقهم ولم يفوا بالتزاماتهم، مشددًا على أن الدولة الوحيدة التي التزمت بالاتفاق النووي هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وبخصوص قمة منتدى الدول المصدرة للغاز قال الرئيس الإيراني: "أعتقد أن النقاشات التي جرت في القمة السابعة لرؤساء الدول المصدرة للغاز كانت مهمة، ويجب على الأمانة العامة بالتأكيد تلخيصها حتّى نتمكّن من اتّخاذ خطوة نحو مزيد من التعاون بين الدول المصدرة للغاز"، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتقديم الخدمات الفنية والهندسية ونقل تجاربها في مجال الطاقة والغاز إلى الدول الأخرى".
الجزائرالاتفاق النووي الايراني
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024