الخليج والعالم
من الخاسر في التنافس التكنولوجي الصين أم أميركا؟
كتب جورج كو مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" أشار فيها إلى ما نشرته صحيفة South China Morning Post عن قيام علماء في الصين بإنتاج جهاز مراقبة عسكري للحرب الإلكترونية والذي وُصف بالتطور الذي يغير قواعد اللعبة.
وأضاف الكاتب: إن ما قالته الصحيفة فعلياً أن هذا الإنجاز سيمكّن الجيش الصيني من تحديد مكان الهدف بحيث يستحيل الاختباء.
وأردف بأن ذلك هو أحدث تطور في التقدم التكنولوجي الذي حققته الصين في مجال السلاح والذي يشير إلى أنها إما تتساوى مع الولايات المتحدة أو أنها تخطتها.
كذلك، تابع الكاتب قائلًا إن الصين تستثمر بالمعدات والبرمجيات من أجل تحييد التفوق العسكري الأميركي، وأضاف في نفس الوقت بأن تصوير الصين بالتهديد الخطير يحقق غايات على صعيد تجارة الحماية الأميركية، إذ إن أي بلد يرى أن الصين هي تهديد يتحول إلى وكيل للحماية الأمنية الأميركية. كذلك قال في نفس السياق إن لدى الولايات المتحدة ما يزيد عن ٨٠٠ قاعدة عسكرية حول العالم، وإنها بحاجة إلى مبررات لوجود هذه القواعد.
وفي المقابل قال الكاتب إن العالم بدأ يدرك أن الصين لا تشكل تهديداً لأحد، لافتاً إلى دور الوساطة الذي لعبته لعودة العلاقات بين إيران والسعودية.
هذا، وأشار الكاتب إلى ان هناك ١٥٠ بلداً انضموا إلى مشروع الصين المسمى حزام واحد طريق واحد. كذلك لفت إلى أنه ليس لدى بيكن أي تمركز عسكري خارج الصين، إلا في حال جرى إدراج قاعدة الإمدادات في جيبوتي. وأردف بأن الصين تعتمد مبدأ عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى.
كما نبه الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لجأت إلى الصين من أجل المساعدة على وقف هجمات أنصار الله في البحر الأحمر، مضيفاً بأن الجيش الأميركي يقف عاجزاً أمام أنصار الله وليس له أي تأثير على إيران، مؤكدًا أن حركة أنصار الله أصبحت تحظى بهيبة واعتراف عالمي جراء تحدي الأميركيين انطلاقاً من التعاطف مع الفلسطينيين في غزة.
هذا، وتابع الكاتب قائلاً إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار عدداً من الجزر في جنوب المحيط الهادئ، وذلك بعد ما قررت جزيرة Nauru إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين بعد أن كانت تعتمد سياسة إقامة العلاقات مع تايوان. وأشار إلى أن بلينكن طلب من الدول التي زارها ألَّا تتبنى سياسة مماثلة بتغيير العلاقات الدبلوماسية، حيث تعهد تقديم مليارات الدولارات مقابل ذلك.
غير أن الكاتب نبه إلى أن أي مال لم يأتِ من واشنطن بعد زيارة بلينكن، وإلى أن قادة كل من Palau وجزر Marshall بادروا إلى تقديم رسالة احتجاج علنية معتبرين أن الوعود الأميركية فارغة.
كذلك قال الكاتب إن الرئيس الأميركي جو بايدن قدم حوافز من أجل إعادة الصناعة إلى الولايات المتحدة أو أقله إخراجها من الصين إلى دول أكثر صديقة.
وأضاف بأن جزءًا لا يستهان به من صناعة المنتجات المنخفضة القيمة غادر الأراضي الصينية، حيث كانت فيتنام من أبرز الدول البديلة. غير أنه نبه إلى أن مثل هذه العمليات تعتمد على سلاسل التوريد التي أنشئت في الصين، لافتاً إلى أن شركات صينية تملك العديد من سلاسل التوريد التي انتقلت إلى فيتنام.
كما أردف الكاتب بأن البيانات التجارية الحديثة كشفت بأن الصادرات الصينية المباشرة إلى الولايات المتحدة انخفضت، إلا أن صادرات بيكين إلى فيتنام والمكسيك ازدادت بشكل ملحوظ، وذلك تناغماً مع زيادة صادرات البلدين المذكورين إلى الولايات المتحدة.
كذلك أشار إلى أن الصين أصبحت الدولة الرائدة في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، إذ إنها المصدر الأول لهذه السيارات بعدما تخطت اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية. ولفت إلى أن الصين قامت ببناء مصنع للتجميع في المكسيك بعدما فرض بايدن نسبة ٢٥٪ كقيمة جمركية على صادرات الصين من السيارات الكهربائية. ونبه إلى دراسة أعدها مركز السياسة الاقتصادية الذي يتخذ من سويسرا مقراً له، والتي جاء فيها أن الصين أصبحت القوة العظمى الوحيدة في المجال الصناعي، مضيفاً بأن إنتاجها الصناعي يفوق مجموعة إنتاج الدول التسع التي تتبعها، وبأنها تفوق إنتاج الولايات المتحدة بثلاثة أضعاف وإنتاج اليابان بستة أضعاف. وعليه اعتبر أن قدرة الصين على تخطي الولايات المتحدة في مجال إنتاج "أسلحة الحرب" والمنتجات الصناعية ليست أمراً مفاجئاً.
وتابع الكاتب قائلاً بأن إيجاد طرق للالتفاف على العقوبات والحظر الأميركي أمر حتمي ومسألة وقت. وأردف بأن عديد سكان الصين يساوي عديد سكان الولايات المتحدة بأربعة أضعاف، وبأن عدد الخريجين الجامعيين في الصين في اختصاصات الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة يساوي عدد الخريجين في الولايات المتحدة بستة أضعاف. كذلك نبه إلى أن سوق الطبقة المتوسطة من المستهلكين في الصين يفوق عديد سكان الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أن مخزون الولايات المتحدة من الذخائر المخصص لتزويد أوكرانيا بدأ ينفذ، وبأن أنصار الله تسبب انزعاجاً حقيقياً في البحر الأحمر. كما استبعد أن تتمكن واشنطن من إقناع حكومة تايوان باستفزاز الصين، مضيفاً بأن هيبة الولايات المتحدة في العالم تتراجع مع مرور كل يوم.
كما تحدث الكاتب عن قيام المحافظين الجدد بتأجيج التوتر حول العالم باسم حماية الأمن القومي، وقال: كلما تسببوا بالمزيد من التوتر، ازداد الطلب على الجيل القادم من السلاح من شركات صناعة السلاح.
وأضاف الكاتب بأن الأميركيين يدفعون ثمن هذا السلاح من خلال رفع الدين وطباعة المزيد من العملة، متوقعاً أن يأتي اليوم الذي يدرك فيه الجميع حول العالم أن قيمة الدولار تتراجع، بحيث سيقررون التخلي عن هذه العملة. كما توقع أن تعاني الولايات المتحدة من ألم حقيقي في ظل الرؤية السائدة عن تراجعها.
هذا، وأشار الكاتب إلى أن الكونغرس خصص هذا الشهر مبلغ ٥٠٠ مليون دولار من أجل "التغطية الإخبارية السلبية حول الصين"، مضيفاً بأن الولايات المتحدة هي أكبر آلة دعاية في العالم بأنها تروج لروايات تتناقض والواقع.
وختم الكاتب مؤكدًا أن نانسي بيلوسي تتحدث عن معركة من أجل الديمقراطية والحرية فقط عندما يقوم المحتجون في هونغ كونغ بتدمير الممتلكات وقتل المارين من الأبرياء.