معركة أولي البأس

الخليج والعالم

النفاق الأميركي والفيتو الأخير لوقف حرب غزّة محور اهتمام الصحف الإيرانية
21/02/2024

النفاق الأميركي والفيتو الأخير لوقف حرب غزّة محور اهتمام الصحف الإيرانية

تابعت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء (21 شباط 2024)، الاهتمام بموضوع الانتخابات البرلمانية القادمة، وخصوصًا مع ارتفاع بعض الأصوات الداعية للاحتجاج على الأوضاع المعيشية وعدم المشاركة في الانتخابات. كما اهتمت الصحف أيضًا بالتطورات المتعلّقة بالحرب على قطاع غزّة، وبالخصوص قضية النفاق الأميركي الذي بات واضحًا، وأوضحه الفيتو الأخير على وقف إطلاق النار.

الانتخابات هي السبيل الوحيد لحل المشكلات

في هذا السياق، كتبت صحيفة "كيهان": "بغضّ النظر عن النتيجة النهائية للانتخابات؛ لقد كان دائمًا من أهم العناصر المتعلّقة بأي انتخابات مسألة المشاركة والحضور في صناديق الاقتراع، والتي يمكن دراستها من زوايا مختلفة. وبعد 45 عامًا من الثورة الإسلامية، تعدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية صاحبة الرقم القياسي في عدد الأشخاص الذين يحضرون ويشاركون في مراكز الاقتراع؛ حيث نشهد إقامة أكثر من 40 عملية انتخابية مختلفة، ابتداء من إقامة الاستفتاء العام لمعرفة موافقة الشعب على النظام المعتمد ومن ثمّ إقامة مختلف أنواع الانتخابات للبرلمان والرئاسة ومجلس الخبراء ومجالس المدن والقرى، حيث كان مستوى المشاركة في كثير من الأحيان على أعلى المستويات التي يمكن تصورها، بل وأحيانًا يتجاوز ذلك".

وتابعت: "يمكن إرجاع سبب هذه القضية إلى شعبية النظام وثقة الناس بصناديق الاقتراع وإيمانهم بها، فضلًا عن إرادة الشعب بإظهار الوحدة الوطنية بالرغم من اختلاف الأذواق أو التوجّهات السياسية، بهدف تعزيز أسس قوة البلاد وتعزيز السيادة الشعبية الدينية... ولقد شهدنا دائمًا تداول القوى السياسية المنتخبة ونقلها في مختلف الانتخابات، وهو ما يوضح ديناميكية وفعالية وواقعية نتيجة الحضور الشعبي في صناديق الاقتراع... وهذا هو حضور وفعالية تماسك الشعب الذي أدى، في سنوات مختلفة، إلى عزة إيران الإسلامية وهزيمة الأعداء والمناوئين، لدرجة أن العدوّ بذل دائمًا جهودًا كبيرة لتعطيل ظهورها مرة أخرى بأي وسيلة ممكنة، تارة من خلال تدبير الفتنة وأعمال الشغب بعد تسجيل رقم قياسي مبهر في حضور الناس لصناديق الاقتراع، وتارة أخرى من خلال محاولة خلق شعور بالإحباط واليأس عند الناس وغرس اعتقاد خاطئ بأنّ مشاركتهم في الانتخابات غير فعالة وغير مجدية. وبهذا السياق؛ يستغل العدوّ القدرات الإعلامية والشبكات الافتراضية العديدة وغيرها... ومن ناحية أخرى، في السنوات الأخيرة ومع ظهور بعض المشكلات، خاصة الاقتصادية والمعيشية، أصبح بعض الناس في الداخل - واستمرارًا لجهود العدوّ في تثبيط الشعب- يعملون على تغذية الاعتقاد الخاطئ بأن التصويت ليس له أي تأثير على حل المشكلات الاقتصادية والمعيشية.. وأن عدم التصويت هو رد فعل احتجاجي عليها! ".

وختمت الصحيفة: "ينبغي القول إنه لا يمكننا إنكار وجود مشكلات اقتصادية، من قبيل ارتفاع الأسعار والتضخم، خاصة في العقد الأخير في البلاد، ولكن هل يمكننا قبول اختيار الأشخاص الذين يتمتعون بقدر أكبر وأفضل من الكفاءة والقدرة والحافز بأنه لا أهمية له وليس ذا تأثير على حل المشكلات أو الحد منها؟ على أي حال، في مراحل مختلفة من البرلمان أو الحكومات المختلفة، كان هناك جهد لتقديم سجل أفضل. وقد قام المسؤولون المنتخبون من الشعب بالعديد من الأشياء الإيجابية، بالطبع، في كثير من الحالات، يمكن أن تكون نتيجة الأداء غير تامة وناقصة، لكن هذا الاختلاف نفسه في الأداء يوضّح أهمية الدقة في الاختيار وفعالية تصويت الناس في تعيين ذوي الكفاءة العالية أو ذوي الكفاءة المنخفضة".

دولة فلسطين: التكتيك الأميركي الجديد

كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في حين أن جرائم الجيش الصهيوني الإرهابي في غزّة قد وصلت إلى مستوى لا يصدق، من ناحية أخرى، يبدو من غير المرجح أن يحقق هذا النظام الغاصب أهدافه المعلنة، ونجد أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى تناقش الاعتراف بالدولة المستقلة لفلسطين، إن طرح ورقة إقامة الدولة الفلسطينية على الطاولة، في مثل هذا الوضع، يجب أن تكون له أهداف ودواعٍ محدّدة من وراء الكواليس:

1. النفاق المحض: يبدو للوهلة الأولى أن قرار واشنطن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة يزيد من الضغوط الدولية على النظام الصهيوني من أجل سلام طويل الأمد في فلسطين المحتلة. ولكن عندما نركز على تفاصيل السلوك الأميركي؛ فهذا الإجراء ليس أكثر من مجرد نفاق محض، ومع أنّ الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة يعدّ رغبة قديمة لبعض الجماعات الفلسطينية، لكن العديد من المراقبين السياسيين يعتقدون أن الاعتراف بفلسطين لا يتوافق والدعم المالي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ"تل أبيب".

2. الانتخابات الرئاسية: يعلم الجميع أن حكومة جو بايدن تتعرض لضغوط شديدة من المجتمع الدولي والرأي العام المحلي والعالمي بسبب دعمها الشامل للحرب الإسرائيلية على غزّة. لقد أدى الدعم العسكري الأميركي لـ"إسرائيل" إلى خيبة أمل عند العديد من جيل الشباب والمجتمع المسلم الأميركي والأميركيين الملونين، وأبعدهم عن صناديق الاقتراع. وفي الشهر الماضي، قاطع المؤيدون للمظلومية الفلسطينية خطابات بايدن مرتين على الأقل، وأطلقوا عليه لقب "راعي الإبادة الجماعية" احتجاجًا على معارضة أميركا لوقف إطلاق النار في غزّة، وقد واجه بايدن بسبب هذه القضية تحديات كبيرة في ما يسبق الانتخابات الرئاسية للعام 2024... ربما تكون إثارة مسألة الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة الآن أحد تكتيكات حملة بايدن الانتخابية لتقليل حجم الضغوط.

3. أداة لصرف النظر عن الميدان: وفي الوقت نفسه الذي أعطت فيه أميركا حكومتي فرنسا وبريطانيا الضوء الأخضر أيضًا للاعتراف بدولة فلسطين... فإنّ النقاش حول الاعتراف بهذه الدولة يمكن أن يكون أداة لصرف الانتباه عن الظروف على الأرض في غزّة والتركيز على المساعي السياسية.

4. زيادة الخلاف الفلسطيني الداخلي: يمكن أن تكون مسألة الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة أداة لزيادة الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية. والسؤال المطروح هو: في حال اعتراف الدول الغربية بدولة فلسطين المستقلة والموافقة على القرار في الأمم المتحدة، فمن هي المنظمة والجماعة الفلسطينية التي ستتحمّل مسؤوليتها؟ ويبدو أن الولايات المتحدة تنوي إشغال السلطة الفلسطينية بقضايا سياسية وإدارية من خلال إثارة هذه القضية، وبما أن فصائل المقاومة ضدّ أي تقسيم للسيادة وضد الاعتراف بالنظام الصهيوني، فهذه القضية يمكن أن تؤجج الخلافات بين الفصائل الفلسطينية".

النفاق الأميركي

بدورها، كتبت صحيفة "جام جم": "الفيتو الأميركي على قرار الجزائر المقترح بشأن إنهاء حرب غزّة، مع أنه كان متوقعًا، لكنه يعدّ تعبيرًا عن الارتباط المطلق بين واشنطن وتل أبيب في عملية القتل والإبادة الجماعية في غزّة. بمعنى آخر، لم يعد من الممكن حتّى الحديث عن الخلافات التكتيكية والثانوية بين بايدن ونتنياهو في حرب غزّة والقضايا الراهنة في منطقة غرب آسيا، في هذه الأثناء، فإنّ معارضة السلطات الأميركية الظاهرة لتصعيد الحرب وتوسيع نطاقها إلى رفح ليست سوى خطاب منافق موجّه إلى الرأي العام العالمي".

وأضافت: "إن مراجعة النسخة التي اقترحتها أميركا لحرب غزّة تُظهر بوضوح أن بايدن مثل نتنياهو، يشعر بالقلق والرعب إزاء عدم تحقيق الأهداف المحدّدة في هذا الاقتراح. فقد قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في حرب غزّة، ويحذّر من العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح. بمعنى آخر، في هذا القرار، يُطلب بشدّة من حماس إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة مقابل وقف مؤقت وليس دائمًا لإطلاق النار، ومن ناحية أخرى، يُحذر الصهاينة من مهاجمة رفح بعد وقف إطلاق النار المؤقت. لقد صُمّم هذا القرار المناهض للفلسطينيين في الولايات المتحدة؛ بينما كانت الظروف في ساحة المعركة غير مؤاتية للصهاينة، ولم يكن هناك أي تقدم في سبيل تحقيق الأهداف الثلاثية لهذا النظام، وهي إطلاق سراح السجناء الصهاينة واحتلال غزّة والقضاء على حماس".
 

مجلس الامن

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم