الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الهجوم الإسرائيلي على رفح تجاوز لكل الخطوط الحمراء
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين (12/2/2024) الضوء على تحليلات ومتابعات للتطورات الميدانية في الحرب على غزة، وذلك تزامنًا مع إعلان نتنياهو الاستعداد للهجوم على منطقة رفح الحدودية مع مصر، وتوقفت عند تداعياته الخطيرة، واهتمت بمتابعة الدور الأميركي الفاضح في هذه الحرب.
القائمة السوداء للكيان الصهيوني
وأشارت صحيفة "قدس" إلى أن: "كل ما يظهر في الإعلام ما هو إلا جزء من التصرفات غير الإنسانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني المعتدي على الفلسطينيين، وفي الوقت الذي تنتشر فيه الاحتجاجات العالمية ضد جرائم الاحتلال، تتحدث سلطات "تل أبيب" عن فكرة يمكن تنفيذها تحدث كارثة لا يمكن تصورها"، موضحة أن: "الهجوم على رفح هو الكلمة الأساسية التي استخدمها رئيس حكومة العدو مرارًا وتكرارًا هذه الأيام، فمساء السبت أبلغ نتنياهو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن العملية البرية لجيش الاحتلال في أقصى جنوب قطاع غزة ستبدأ على الأرجح في الأسبوعين المقبلين، وشدّد في خطابه الأخير على أن عدم الدخول إلى رفح يعني خسارة الحرب!".
الصحيفة لفتت إلى أنّ: "رفح هي مدينة تقع في الطرف الجنوبي من قطاع غزة وعلى الحدود مع مصر"، مضيفة أن: "الغزوات غير المقيدة للكيان الصهيوني في المناطق الشمالية والوسطى جذبت النازحين إلى هذه المدينة كونها الملاذ الأخير، لكن الحديث عن عمليات عسكرية في مثل هذه البيئة يكشف عن ذروة جنون المحتلين". وأوضحت: "بحسب إعلان الأمم المتحدة؛ فإن مليون و300 ألف نسمة في غزة - أكثر من نصف سكان المنطقة - يعيشون في رفح، والعمليات العسكرية في مثل هذا المكان المكتظ بالسكان لا معنى لها سوى تجاوز كل الخطوط الحمراء غير الإنسانية"، مضيفة أنّ: "الوضع تصاعد إلى حد حذّر فيه البيت الأبيض "إسرائيل" من أن الهجوم العسكري غير المخطط له على المدينة سيؤدي إلى "كارثة"".
وذكرت "واشنطن ترى أيضًا أن أي عملية عسكرية، خلال شهر رمضان المبارك، ستؤدي إلى زيادة التوتر الواسع النطاق في المنطقة بأكملها، وسبق أن حذرت الجامعة العربية والدول العربية من خطورة هذا الإجراء الذي يقوم به الصهاينة"، مشيرة إلى أن: "العملية المخطط لها في رفح تسببت بحدوث توتر شديد بين مصر والكيان الصهيوني، لأن القاهرة تخشى تدفق عدد كبير من اللاجئين إلى حدود سيناء، لذلك قامت بزرع ألغام في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة وأرسلت العديد من الجنود إلى هناك، وأرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء في الأسبوعين الماضيين، وذلك بزعم "تعزيز الأمن على حدود"". وختمت الصحيفة قائلة إن: "المحتلين، في ظل الصمت المميت للمجتمع الدولي، قد بدأوا بالفعل جريمتهم ضد اللاجئين في رفح بهدف إجلائهم قسرًا من غزة".
تجارة الأسلحة المربحة
بدورها، أشارت صحيفة "جام جم" إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي المشارك الأساسي في كل حروب العالم، وقالت إن: "كل إنسان يملك عقلًا عادلًا سيطرح هذا السؤال على نفسه: لماذا يجب أن تكون دولة ما حاضرة في الصراعات كلها؟ السبب واضح، تجارة الأسلحة المربحة". ولفتت الصحيفة إلى أن: "الحرب كانت دائمًا عملًا تجاريًا كبيرًا في أميركا، فالربح الذي جني في الولايات المتحدة من بيع الأسلحة يزيد 50 مرة عن الميزانية السنوية للسلام في الأمم المتحدة في عام واحد فقط، الأمر الذي يؤكّد أنّ نية واشنطن ليس إحلال السلام وسط الصراعات، بل إشعال نار الحرب". وقالت: "لا يمكن الإنكار أن الأسلحة الأميركية الصنع تحرض على العنف في بلدان أخرى، ولا يتعلق الأمر فقط بالأسلحة التي تبيعها واشنطن أو تزودها للدول المتحاربة مثل أوكرانيا، بل إنّ الضرر الذي تحدثه الأسلحة الأميركية في البلدان التي تبدو أنها تعيش بسلام أمر بالغ الأهمية أيضًا".
وأضافت: "بغض النظر عن التساؤلات حول كيفية وإلى أي مدى تؤدي واشنطن دورًا في الصراع العسكري العنيف في أوكرانيا، فإنّ الربح الحقيقي الذي جني في هذه الحرب سيعود بالتأكيد إلى شركات الأسلحة الأميركية التي يشكّل خلق التوتر والفوضى وإشعال نار الحرب في مختلف أنحاء العالم مصادر مهمة لدخلها"، ونقلت عن البيانات المنشورة حول حجم تصدير الأسلحة واستيرادها في مختلف البلدان، أن أميركا تمتلك 40% من سوق تصدير الأسلحة في العالم، وتأتي بعدها روسيا في المرتبة الثانية بنسبة 16%، والهند والسعودية من الدول التي تستورد الأسلحة".
ورأت الصحيفة أنّ: "استيراد هذه الدول للأسلحة يشير إلى مخاوفها الأمنية أو لجهودها نحو إظهار القوة العسكرية، وفي الهند تعد الصراعات الواسعة والتاريخية مع باكستان وقمع المعارضة من بين أهم القضايا الأمنية في هذا البلد، وفي السنوات الأخيرة حاولت السعودية أيضًا أن تصبح واحدة من أهم القوى العسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال زيادة أسلحتها".
مصر مستعدة لتعليق "كامب ديفيد"
من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن "التوتر المتزايد في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، خصوصًا بعد إعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن بدء الهجوم البري على رفح.. فقد أثار ذلك مواقف سياسية حادة واستنفارًا عسكريًا لقوات الجيش المصري على حدود سيناء. والأهم من ذلك هددت القاهرة بتعليق اتفاقية كامب ديفيد"، وذكرت أن: "للحكومة المصرية مخاوف كثيرة بشأن خطة جيش الاحتلال لاجتياح رفح، بما في ذلك المخاوف الأمنية والاقتصادية والسياسية والقانونية والإنسانية".
الصحيفة لفتت إلى أن: "بندين من بنود اتفاقية "كامب ديفيد" يهدفان إلى تحقيق الحكم الذاتي في غزة والانسحاب الكامل للصهاينة من هذا القطاع"، مؤكدة أن: "مهاجمة رفح ونقل نحو مليون ونصف المليون فلسطيني إلى مصر يشكّلان انتهاكًا مزدوجًا للاتفاق الملتزم به من جانب واحد منذ 45 عامًا.. بالنسبة إلى القاهرة، لا يُعدّ هذا الحدث انتهاكًا للعهد، بل إن احتلال رفح له عواقب جيوسياسية على مصر ويقطع أي طريق إلى المناطق الفلسطينية بشكل عام".
ووفقًا للصحيفة، من الناحية الاقتصادية، فإن القاهرة ليست في وضع يسمح لها على الإطلاق بتحمّل مسؤولية استضافة مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ومن وجهة النظر هذه يمكن أيضًا تقييم المخاوف الأمنية المصرية إزاء استراتيجية "إسرائيل" الجديدة وتكثيف انتشار قوات الجيش عند حدود رفح"، ونقلت عن مراقبين قولهم إن "خطة نتنياهو للهجوم البري على رفح هي في الأساس استراتيجية سياسية، وأن الكيان الصهيوني، بغض النظر عن الإدانات الدولية، لا يمكنه تنفيذ مثل هذه الخطة من دون موافقة مصر والولايات المتحدة".