الخليج والعالم
سفارة إيران في تونس تحيي الذكرى الخامسة والأربعين للثورة الإسلامية
تونس – عبير قاسم
أحيت سفارة إيران في تونس الذكرى الخامسة والأربعين للثورة الإسلامية، هذا التاريخ الذي حقّق خلاله الشعب الإيراني تحولًا عظيمًا تحت قيادة الإمام الخميني، برفض الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية، وتمكّنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تحقيق ثلاثة نجاحات عظيمة هي الاستقلال والديمقراطية والتنمية.
وحضر الحفل حشد من السفراء والدبلوماسيين ونخب فكرية واكاديمية وإعلامية تونسية وبحضور كلّ من وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط ووزير الصحة علي مرابط.
إيران وتحدي الأزمات
وأكد القائم بأعمال السفارة الإيرانية بتونس محمد عبادي في كلمته أن إيران واجهت حكومة وشعبًا العديد من المشاكل والضغوط بما في ذلك الحرب والعقوبات والإرهاب الاقتصادي، لكنّها تمكّنت من تحقيق هذه الإنجازات في مختلف المجالات.
وأضاف: "تتمتع إيران بقدرات إنتاجية كبيرة لجميع أنواع المنتجات البتروكيماوية والصناعية والطبية والزراعية والمعدنية. المنتجات القائمة على المعرفة جاهزة دائمًا لإعادة تأسيس العلاقات التجارية المتبادلة". وقال: "تستعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلّ عام قدراتها التصديرية بحضور مسؤولين اقتصاديين ورجال أعمال من جميع أنحاء العالم في معرض يمثل فرصة مثالية لاكتشاف فرص التعاون الاقتصادي مع إيران. وبهذه المناسبة أدعوكم جميعًا لزيارة معرض اكسبو 2024 الذي سيقام في الفترة من 27 نيسان/أبريل إلى 1 أيار/مايو في طهران".
وأعلن أن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية قررت إلغاء التأشيرات السياحية لمواطني 28 دولة، بما في ذلك تونس، موضحًا أن الهدف من إلغاء التأشيرة من جانب واحد هو تسهيل سفر السياح الأجانب من خلال السماح لهم بتجربة ثقافة وتاريخ وحضارة وقدرات إيران، وتعزيز صناعة السياحة فيها.
وأضاف: "إن جميع دول العالم الحر، وخاصة الدول الإسلامية، تدرك جيدًا أن أحد أهم الاهتمامات الدولية للعالم اليوم هو قضية فلسطين المظلومة، وأن طوفان الأقصى كان الرد على جرائم الكيان".
علاقات متطورة بين إيران وتونس
من جهتها، أعربت قنصل إيران بتونس ميرقادري عن اعتزازها بالعلاقات المتطورة بين الجانبين، وقالت في تصريح خاص لـ" العهد " الاخباري: "أنا سعيدة جدًّا بالاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية بين أشقائنا التونسيين، وأعتز بالعلاقات المتجذرة في التاريخ بين البلدين إذ في كلّ جزء من تاريخ وثقافة وفن هذا البلد نحس بأواصر متينة تربط الشعبين رغم بعد المسافة فلا نشعر بالغربة أبدًا في بلاد الياسمين وبين شعبها المضياف". وأضافت محدثتنا: "أنا في هذه المناسبة وفي بداية هذه السنة الجديدة أتمنى أن نعمل سويًّا لتوطيد العلاقات الثنائية". وتابعت: "أعتبر قرار حكومة بلادي إلغاء التأشيرة السياحية للمواطنين التونسيين خطوة مهمّة لإبداء حسن النية وتسهيل الحركة السياحية والتبادل التجاري والثقافي بين الشعبين. ولا أنسى أن أشكر تونس الخضراء حكومة وشعبًا لمواقفها الإنسانيّة والشجاعة في قضايا عدة أهمها القضية الفلسطينية".
وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط اكدت في كلمتها على أن العلاقات بين تونس وإيران تشهد مرحلة هامة من التطور والازدهار في العديد من المجالات وقالت: "أود أن أشيد بمتانة روابط الأخوّة التاريخية والحضارية التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين، وبعراقة العلاقات الدبلوماسية بينهما، القائمة على الاحترام المتبادل، والتي احتفلنا بمرور 66 عامًا على إقامتها".
تنسيق وتشاور
وأعربت عن عميق ارتياحها لمستوى التنسيق والتشاور القائم بين البلدين والذي يحتاج إلى المزيد من دعمه وتعزيزه ولا سيّما في هذه المرحلة التي تتطلّب تكثيف الجهود من أجل مجابهة الأوضاع والتحديات المشتركة وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينية وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الأشقاء الفلسطينيون.
وقالت إن "متانة العلاقات التي تجمع بين تونس وإيران تُعدُّ خير حافز لمزيد دفع علاقات التعاون وتوسيعها، من خلال الاستغلال الأمثل للفرص والإمكانيات المتاحة بالبلدين في شتّى المجالات، وخاصة في المجالين التجاري والاستثماري باعتبارهما من الركائز الهامة لمسيرة التعاون بين بلدينا الشقيقين، وهو ما يستدعي منّا بذل المزيد من الجهد لتحقيق أهدافنا المشتركة".
وأوضحت أنه يتعين في هذا السياق، العمل على الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة المتاحة للتعاون في عدد من القطاعات الواعدة كالقطاع السياحي، حيث تؤكد مختلف الدراسات والزيارات الميدانية التي أجرتها وكالات الأسفار التونسية والإيرانية وجُود فرص حقيقية وفارقة لتطوير التعاون في هذا المجال بما يسمح بتنويع الوجهات السياحية لمواطني البلدين وبعث مشاريع استثمارية مشتركة في القطاع السياحي.
ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران