معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: كابوس أميركا هو جرّ إيران إلى المواجهة العسكرية
06/02/2024

الصحف الإيرانية: كابوس أميركا هو جرّ إيران إلى المواجهة العسكرية

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء (6/2/2024)، الضوء على تحليلات وآراء لخبراء سياسيين تحدثوا عن الفهم الأميركي المتخلّف لتاريخ التطورات في المنطقة، مشيرة إلى أن عدم كفاءة بنيامين نتنياهو وانشغاله بخطط داخلية هما سببان أساسيان لإهماله القضايا الأمنية.

الهجمات الأميركية: محاولة لأخذ زمام المبادرة

في هذا السياق، أجرت صحيفة "إيران" حوارًا مع أحد الخبراء والأساتذة المختصّصين في التحليل السياسي لقضايا المنطقة، والذي رأى أنه: "يمكن النظر إلى الجهود الأميركية كونها نموذجًا للردع، ولكن يبدو أن هذا الردع له معنى مختلف. فخلال الشهر الماضي، زعمت سلطات العدوّ الصهيوني مرارًا وتكرارًا بأنها تنوي مهاجمة إيران، فعلى سبيل المثال ردّ رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو منذ وقت ليس ببعيد على أحد المراسلين الذي سأله لماذا تهاجم "إسرائيل" القوات الوكيلة بدلًا من مهاجمة إيران مباشرة؟، قائلًا: "من قال إن "إسرائيل" لن تهاجم إيران، نحن نهاجم إيران لأنّ الأفعى موجودة في إيران، وتقف إيران وراء هجمات الحوثيين وحزب الله اللبناني"، كما أن وزير الاقتصاد الصهيوني نير بركات كرّر هذه التصريحات واضعًا طهران على رأس أعداء الكيان، والتي أصبحت الآن هدفًا مشروعًا لهجمات "تل أبيب" الصاروخية".

وبحسب الصحيفة، لفت الخبير إلى أنّ: "العديد من المسؤولين الصهاينة الصغار والكبار تحدثوا أيضًا عن هذا الأمر"، مشيرًا إلى أن: "الصهاينة، والذين لم يعد لديهم ما يخسرونه في هذا الوضع بعد طوفان الأقصى، يرتكبون خطأً حسابيًا آخر لإنقاذ أنفسهم من المستنقع الحالي". وقال إن: "أميركا تدرك المخاطر الناجمة عن هذا الغباء، وتحاول المبادرة إلى اللعب في غرب آسيا بهجمات محدودة، لذلك الردع يمكن النظر إليه على أنه إجراء لإرضاء المتطرّفين الصهاينة، وهو ما يتم بهدف منع زيادة التوترات، خاصة أن أميركا تعرف أكثر من أي دولة أخرى أن أسوأ كابوس هو جرّ إيران إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع "إسرائيل"".

وتابع الخبير: "يعتقد الأميركيون أن إيران هي التي تقف وراء التطورات في المنطقة، وكلّ  ما يحدث في غرب آسيا. لكن هذه الفكرة، مع إمكان أن تكون صحيحة من وجهة نظر معينة، لكنّها تعدّ انطباعًا فجًا وناقصًا ولا يعكس الحقيقة كاملة، لأن إيران صدّرت الثورة إلى المنطقة والعالم، والآن في الميدان لديها من مكونات القوّة الخفية التي لا تستطيع الولايات المتحدة احتواؤها والسيطرة عليها". وأشار الخبير في هذا الصدد إلى أن: "بعض الاستراتيجيين الأميركيين في الثمانينيات، مثل "باتريك كلاوسون" أحد كبار المحلّلين في معهد سياسة الشرق الأدنى في واشنطن، كان قد حذّر من أنّ الجمهورية الإسلامية "ستتكاثر" قريبًا في غرب آسيا، لكن هذه التحذيرات أصبحت حقيقة اليوم، فالأميركيون متخلّفون في فهم تاريخ التطورات في المنطقة، ولهذا السبب يشيرون بأصابع الاتهام باستمرار إلى إيران، في حين أن محور المقاومة وجد طريقه منذ سنوات ويمكنه الاستمرار بنشاطه من دون إيران حتّى"، بحسب ما نقلت الصحيفة.

تآكل القيادة الصهيونية من الداخل أحد تداعيات طوفان الأقصى

بدورها، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أنّ: "مسؤولين صهاينة يواجهون وضعًا صعبًا لجهة عدم امتلاكهم أجوبة لفهم ما حصل ويحصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إذ إن كثيرًا منهم مندهش خصوصًا بعد أن مرّ أكثر من 4 أشهر على تلك العملية الغريبة والفريدة من نوعها"، وقالت: "ما يزال الإسرائيليون لا يملكون أي فكرة عن تبرير ما حدث، ويعتقد كثيرون منهم، أن "الخيانة الداخلية" هي سبب نجاح حماس، كما يرى جزء كبير من المعارضة أن عدم كفاءة نتنياهو وانشغاله بخطط مثل "الإصلاحات القضائية الكبرى" هما سببان أساسيان في إهمال القضايا الأمنية".

كما رأت الصحيفة أن عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر أظهرت أن: "المملكة لا حماية لها"، وكلّ  تلك الإعلانات الطموحة عن قدرات الأجهزة الأمنية والتجسسية الإسرائيلية صارت سرابًا... كما أن سلطات العدو، خاصة نتنياهو وقادة المؤسسات الأمنية والعسكرية، يواجهون ضغوطًا غير مسبوقة هذه الأيام. فمن ناحية، مضى 123 يومًا على الحرب ولم يتحقق أي من الأهداف الأولية المعلنة، ولا يمر يوم من دون أن تتجمع عائلات الأسرى الصهاينة أمام مكتب رئيس الوزراء أو مقر رئاسة الحكومة".

وأضافت: "من ناحية أخرى، فإن تآكل الحرب، خاصة أن حرب المدن مع شبكة الأنفاق المتقدمة التابعة لحماس، قد أدت إلى توقف جيش الاحتلال وإنهاكه، خاصة أن معظم عناصره من جنود الاحتياط. لذلك؛ اضطر قادة الجيش إلى سحب لواء أو لواءين عسكريين بسبب التكاليف الاقتصادية الباهظة، إلى جانب ضغوط الدوائر العالمية والرأي العام، ومؤخرًا الحكم الصادر عن محكمة لاهاي، كلّ ذلك تسبب في وقوع القادة الصهاينة في مشاكل تتعلق بالأمن الداخلي للكيان".

وختمت الصحيفة مؤكدة أن :"السبب الوحيد أو أحد الأسباب الرئيسة لاستمرار الحرب هو محاولة نتنياهو كسب الوقت للتخلص من تبعات هزيمة 7 تشرين الأول/أكتوبر، حتّى يتمكّن من تحقيق شيء لنفسه"، وقالت: "ربما لن يكون مصير نتنياهو، بعد الحرب، مجرد الاستقالة أو الإقالة، إذ يتوقع كثيرون داخل الكيان أن يُحاكم وأن تجري الإجراءات القضائية المتعلّقة بقضايا الفساد الأربع التي رُفعت ضدّه، وأن يُسجن هو وزوجته".

الرأي العام يكمل مهمّة المقاومة

بدورها، أجرت صحيفة "جام جم" حوارًا مع الأمين العام لحزب الأمة الواحدة الباكستاني الشيخ أمين الشهيدي، قال فيها إن: "الرأي العام العالمي، بفهمه العميق للطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني، يُكمل انتصار الـ 7 تشرين الأول/أكتوبر. لذلك؛ نحن أمام استمرار الملحمة والانتصار"، مضيفًا أن: "عملية طوفان الأقصى هي تأكيد على إلغاء خطة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني وتدمير القوّة المزيّفة لهذا الكيان المحتلّ.. وقد شكّلت هذه العملية والأحداث التي تلتها صدمة شديدة للسلطات الأميركية والإسرائيلية، إذ عزلت التيارات التي أرادت الاعتراف بالكيان، وهذا انتصار عظيم ونقطة تحوّل".

وتابع الشيخ الشهيدي: "في العقود السبعة الماضية، أصبحت قضية فلسطين معقّدة للغاية، فقد كانت الرواية الإعلامية حولها بيد تيارات تابعة لأميركا وإسرائيل، لدرجة أن بعض الدول العربية ظنت أنه لا حل إلا بالتطبيع مع "إسرائيل""، وقال: "في عهد إدارة ترامب، بُذلت جهود كثيرة للتوصل إلى اتفاق بين العرب والكيان الصهيوني، ونتيجة لذلك فتحت الإمارات وبعض الدول العربية أذرعها لـ"إسرائيل"، وحتّى السعودية، على الرغم من عدم اعترافها رسميًا بالكيان، عزّزت علاقاتها مع تل أبيب. وفي مثل هذا الوضع، نشأ احتمال أنه إذا استمرت هذه العملية، فسيتم التخلي عن قضية فلسطين بالكامل، وسيفقد الفلسطينيون دعم شعوب المنطقة والعالم. وبناء عليه؛ إن وقوع عملية طوفان الأقصى أعاد العالم إلى رشده من جديد، ليتعرّف إلى حقيقة الكيان الصهيوني ووحشيته، فخلال عملية طوفان الأقصى وما بعدها، اعترف الرأي العام العالمي بشكل مباشر وحكم على طبيعة الكيان وأدرك شرعية وجود الفلسطينيين ومطالبهم".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل