معركة أولي البأس

الخليج والعالم

اهتمامات الصحف الإيرانية.. مأزق نتنياهو في غزة والعدوان الأميركي على سوريا والعراق
04/02/2024

اهتمامات الصحف الإيرانية.. مأزق نتنياهو في غزة والعدوان الأميركي على سوريا والعراق

تصدرت الصحف الإيرانية، الصادرة الأحد، المقالات التحليلية فيما يرتبط بالأوضاع السياسية المعقّدة والتناقضات بين "إرادة السلم وإرادة الحرب" عند الأميركيين والصهاينة، وخاصة بعد الضربات الأميركية الأخيرة في سورية والعراق وازدياد النفور الشعبي والحكومي في هذه المنطقة من سلوكيات واشنطن.

فخ الصهاينة لأميركا

وفي هذا السياق كتب رضا صدر الحسيني، الخبير في الشؤون الدولية في صحيفة "جام جم": "يحاول قادة النظام الصهيوني زيادة دعم الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من مستوى الأسلحة والدعم والإدارة حيث يبذلون مساعيهم لإحضارها معهم عمليًا إلى ميدان الحرب، لكن بالنظر إلى الظروف التي يواجهونها في أوكرانيا وداخل البلاد، فمن غير المرجح أن الأميركيين سوف ينخدعون بالنظام الصهيوني، وبحسب تقارير محلية فإن الأميركيين هاجموا في تحركاتهم الليلة الماضية 16 نقطة، و85 نقطة بحسب تقريرهم الخاص، ونتيجة لهذه الهجمات استشهد عدد من عناصر المقاومة وأصيب بعضهم، لكن هذه لن تكون نهاية القصّة، بمعنى آخر، لا ينبغي أن يكون تحليل الأميركيين لهذه القضية بحيث يتصورون أن تيارات المقاومة لن ترقى إلى مستوى إرادتها وأهدافها في تحقيق الاستقلال وطرد الأميركيين من المنطقة، بل ينبغي أيضًا أن نتذكر ما الذي جعل الولايات المتحدة تتبع هذا التوجّه".

وأضاف: "منذ فترة طويلة، وخاصة بعد الجرائم الفظيعة التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزّة، توسعت بشكل ملحوظ أعمال جماعات وحركات المقاومة في المنطقة ضدّ المراكز والقواعد العسكرية الأميركية، بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الضغوط الإضافية التي تتعرض حكومة بايدن الضعيفة من الداخل، وكان هذا النهج فعالًا، لأن أعضاء الكونجرس يضغطون باستمرار على افتقار إدارة بايدن إلى إجراءات حاسمة خاصة بالنسبة للضربات التي تلقتها القوات الأميركية في الأشهر الأخيرة، لذلك يبدو أن الأميركيين يبحثون لاتّخاذ إجراءات لمنع تزايد الضغوط السياسية الداخلية عشية الانتخابات، وبالتالي إثبات أن أميركا ستبقى في المنطقة ولن تغادر المنطقة بضغوط فصائل المقاومة وطلب حكومات مثل العراق، وبهذه الطريقة يمكن القول إن الأميركيين يتعرضون لضغوط متبادلة في مجال القضايا الإقليمية من حركات المقاومة وحركات عدم الانحياز داخل الولايات المتحدة، ولهذا السبب، فإنهم يحاولون إنهاء الموضوع بطريقة تجعل قواتهم في المنطقة تعاني أقل قدر من الضرر، ويمكنهم التحرر من هذا الوضع الصعب الذي نشأ عشية انتخاباتهم الداخلية".
نظام الاحتلال في عزلة

وكتبت صحيفة " قدس": " استمرارًا لعدوانها على الأراضي المحتلّة، أعلنت وسائل إعلام غربية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإنشاء "منطقة عازلة" شمال قطاع غزّة، وكتبت وكالة أسوشيتد برس نقلًا عن صور الأقمار الصناعية: إن النظام الصهيوني دمر بالفعل مئات المباني بعمق كيلومتر واحد على الحدود الشمالية لقطاع غزّة مع الأراضي المحتلّة بهدف إنشاء منطقة حدودية عازلة... وبحسب المسؤولين الصهاينة هذه المنطقة العازلة هي للتأكد من أن يوم 7 أكتوبر [عملية طوفان الأقصى] لن يحدث مرة أخرى".

وأضافت: " لكن هذا العمل الاستفزازي للصهاينة يأتي في وقت يتزايد فيه الحديث عن نهاية الحرب وإمكانية وقف إطلاق النار هذه الأيام، وقام علي رضا تقوي نيا، الخبير في قضايا غرب آسيا، في محادثة مع صحيفة "قدس"، بتحليل هذا النهج المزدوج لتل أبيب (وقف إطلاق النار والتقدم في الجدار العازل)، مشيرًا إلى أن إنشاء المنطقة العازلة هو الهدف الرئيسي والأكثر سهولة الذي يمكن لـ"إسرائيل"  أن تحققه من هجوم بري على غزّة، فبعد فشل عملية 7 أكتوبر، يبحث نتنياهو عن إنجاز جديد بين أعضاء حزبه والرأي العام الداخلي، ولهذا السبب يريد إنشاء منطقة عازلة في مدينة غزّة وعلى أطراف حدوده مع هذه المنطقة واستخدمها كأكبر نجاح في معركة طوفان الأقصى".

وأضاف: " قبل عملية طوفان الأقصى كان الصهاينة قد أقاموا جدارا عازلا حول قطاع غزّة ونشروا القناصة كلّ 5 إلى 10 أمتار، إلا أن المقاومين الفلسطينيين تمكّنوا من تدمير الجدران الخرسانية بدقائق معدودة في 7 أكتوبر وتمكّنت حماس من المرور عبرها بأقل عدد من المركبات وسيطرت على البلدات المحيطة في أقل من بضع ساعات، ويعتقد النظام الصهيوني أنه من خلال بناء هذا الجدار، يمكنه منع هجمات واسعة النطاق من قبل قوات المقاومة على الأراضي المحتلّة، ولكنه في الحقيقة عزل نفسه عن هذه المنطقة. "

يأس نتنياهو من الحدود الشمالية
كتبت صحيفة " إيران": " بالنظر إلى العملية السياسية والدبلوماسية والميدانية التي تجري هذه الأيام وعمليات القتل والاعتداءات التي يقوم بها النظام الصهيوني في قطاع غزّة، يبدو أن بنيامين نتنياهو يقع في فخ ضغوط معقّدة ومتعددة الطبقات ومتناقضة في الوقت نفسه، لأنه من ناحية لم يصل إلى نتيجة واضحة لأربعة أشهر من القتل في قطاع غزّة، خاصة وأن عليه أن يقول وداعًا للسلطة في اليوم التالي لانتهاء الحرب،

ومن ناحية أخرى، فإنه لا يجرؤ على وضع حد للعدوان، في هذه الأثناء، على الجانب الآخر، فإن ضغوط أهالي الأسرى، إلى جانب الضغوط المتكرّرة من الدول الأوروبية، وخاصة حكومة جو بايدن، لإنهاء هذا القتل غير المثمر في أسرع وقت ممكن، جعلت نتنياهو في حالة من التردّد، هذا بالإضافة إلى أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني، خلافًا للمهلة المحددة للتهديد بهجوم بري على الأراضي اللبنانية بعد نهاية كانون الثاني/يناير، ما لم يتراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، لن يتمكّن من الدخول في حرب مع حزب الله، لذلك بشكل عام لا بد من القول إن بيبي يعيش الآن في خوف من الحرب والسلام".

وأضافت: " وبناء على ما ذكر فإن المحللين الصهاينة فيما يتعلق بإفلات نتنياهو من الحرب المباشرة مع حزب الله يرون أن سلسلة الهجمات التي شنها حزب الله على مقرات الجيش الصهيوني باستخدام صواريخ بركان وغيرها من استعراضات القوّة من قبل المقاومة تؤكد عمليا أن أي حرب سيكون الأمر مكلفا للغاية مع حزب الله، خاصة وأن الصهاينة عالقون الآن في مستنقع قطاع غزّة، لذلك، حتّى لو كان ذلك ممكنا، فإن نتنياهو ليس لديه رغبة في الصدام مع حزب الله، وبطبيعة الحال، هناك أيضًا مسألة مفادها أنه على الرغم من أن "إسرائيل" تتجنب حاليًّا وقوع حرب شاملة في الشمال وأن حزب الله لم يُظهر أي نية لاستهداف أهداف أعمق، إلا أن هناك انطباعًا بين الصهاينة بأن التوّتر المتزايد في الشمال قد أصبح أكثر خطورة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل