معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مركز البراهمي في تونس: لتفعيل التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المقاوم
29/01/2024

مركز البراهمي في تونس: لتفعيل التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المقاوم

تونس – عبير قاسم
نظّم "مركز الشهيد محمد البراهمي" في تونس ندوة فكرية حول تفعيل "التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المقاوم"، وذلك بحضور وفد من سفارة فلسطين في تونس والمرصد العربي لمقاومة التطبيع ومحمود شلغاف عضو مجلس نواب الشعب التونسي.

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تطوير وتفعيل آليات العمل الجماهيري من توفير دعم وإسناد بمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، وتوحيد التحركات الجماهيرية تحت شعار واضح ومحدد وهو "فتح معبر رفح" كمهمة ملحة وضرورية في اللحظة الراهنة.

رئيسة مركز الشهيد البراهمي مباركة البراهمي؛ أكدت في كلمتها حول "المؤتمر الخامس للتضامن مع الشعب الفلسطيني المنعقد بجنوب افريقيا" أهمية حماية البعد الأفريقي والإرث الداعم لفلسطين، والذي يعود اليوم متمثلًا في جنوب أفريقيا وما تقوده من ملحمة دبلوماسية قانونية في محكمة العدل الدولية.

وقدّم رئيس وحدة الدراسات الأفريقية، في مركز "مسارات"، "موديبو دانيو" (من مالي) مداخلة تحت عنوان "فلسطين في الوجدان الافريقي". كما قدّم مدير مركز دراسات أرض فلسطين وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تونس عابد الزريعي، مداخلة تحت عنوان "التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني - جنوب أفريقيا أنموذجًا". 

جنوب افريقيا أنموذجًا
أشار الزريعي في مداخلته إلى أن نلسون مانديلا عندما زار قطاع غزة، في العام 1999 وفي خطابه أمام أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، قال: "أشعر أنني الآن في بيتي". ملخصًا بهذه العبارة علاقته بفلسطين، التي استندت إلى موجهات ثابتة، وتجلت في مواقف معلنة، وصيغت في أهداف وأدوات محددة، نابعة عن تجربة أصيلة. ويتجلى ذلك في عديد الموجهات الأساسية منها علاقة مانديلا بفلسطين، وفي التشابه بين تاريخ الشعب الجنوب أفريقي والشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد يقول مانديلا "إن تاريخ شعبينا يتطابقان بصورة مؤلمة ومؤثرة" (1999). ويتمثل هذا التطابق في نوعية القوة الاستعمارية التي مارست القهر على الشعبين".

وتابع: "التشابه الأيديولوجي: الأرض الخالية: جنوب أفريقيا، وفلسطين أرض بلا شعب جنوب أفريقيا "معسكر الأمل الجميل"، وفلسطين نشيد الأمل "هتكفا-..2" ـــ شعب الله المختار: البيض بحسب الكنيسة الهولندية، واليهود بحسب الصهيونية. ـــ الدولة الديمقراطية: دولة البيض الوحيدة في أفريقيا، "إسرائيل" الوحيدة في الشرق الأوسط، التشابه التاريخي: (بريطانيا)، نتجَ عنه نظامان، قاما على بناء سياسي أيديولوجي عنصري. العام 1948 أُقيم فيه الكيان الإسرائيلي، واستلم فيه الحزب الوطني دفّـة الحكم في جنوب أفريقيا. وضعت من تبقّى في تجمّعات عربية معزولة؛ وأوجد النظام العنصري وباستونات سوداء، وتشابه الممارسة: لاحتلال وممارساته القمعية والعنصرية لا تختلف عن نظام الأبارتهايد (النظام العنصري) في جنوب أفريقيا. ـــ "الدولة التي تمارس العنف في سويتو 16 يونيو/حزيران 1976، ليست سوى الوجه الاخر للدولة الإرهابية التي تذبح العرب العزل الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1990".


الهدف والوسيلة
وعلى هامش مشاركته في الندوة؛ أكد الزريعي في تصريح لـ"العهد" الاخباري بما أن الأمر يتعلق بفلسطين فهي المعركة الأخلاقية الكبرى في التاريخ الإنساني، فالهدف المراد تحقيقه كما يحدده مانديلا يتلخص في حق تقرير المصير، وقال إن تحقيق الإجماع الدولي على إنهاء نظام الفصل العنصري لم يكن ليتم لولا نضال شعب جنوب أفريقيا، وعلى هذه الأرضية يدافع مانديلا عن الكفاح الفلسطيني، مستلهما بصفته محاميًا في القانون الدولي الذي يؤكد على حق الشعوب في النضال بالأشكال كافة لتجسيد حقها في تقرير المصير فيقول: "عندما يحرم الانسان من حقه في أن يعيش الحياة التي يؤمن بها، فليس أمامه سوى أن يصبح خارجًا على القانون".

مقاربة عربية جديدة
أما عن أهمية الإفادة من إرث جنوب أفريقيا لمقاومة المستعمر؛ يجيب محدثنا: "تحظى دولة جنوب أفريقيا بأهمية خاصة في الفضاء الأفريقي والدولي، أولًا بحكم موقعيها الجيواستراتيجي وقدراتها الاقتصادية والتكنولوجية، ووجودها ضمن منظومة "بريكس"، وثانيًا بحكم وزنها المعنوي والأخلاقي الذي يتبدى في موقفها من القضية الفلسطينية، ذلك يستدعى تأسيس مقاربة عربية جديدة في التعاطي معها، بعيدًا عن المقاربات التقليدية الباردة التي تعجز عن توظيف كل هذه القدرات والإمكانات في مشروع شراكة استراتيجية بين الدول العربية وهذه الدولة، بصفة خاصة، وسائر الدول الأفريقية، بصورة عامة، تعود على الفضاء العربي- الأفريقي بالخير الوفير".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل