الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الغرب ممتعض من إطلاق طهران القمر الصناعي "ثريا"
تصدر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 28 كانون الثاني 2024 التحليلات المستمرة حول الأوضاع المتعلقة بالحرب الجارية في غزة والمنطقة، لا سيما القرار الأخير لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، مضافًا للردود التي كتبتها الصحف حول التصريحات التدخلية الغربية تجاه إطلاق إيران القمر الصناعي " ثريا".
استراتيجية فاشلة تجاه إيران
في هذا السياق كتبت صحيفة "إيران": "لم يكن البيان المشترك الجديد للترويكا الأوروبية ردا على إطلاق القمر الصناعي ثريا الفرصة الوحيدة لإدانة التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته إيران، بل كانت فرصة لهذه الدول الأوروبية الثلاث، التي تم تهميشها في قصة تخريب أميركا للاتفاق النووي ومفاوضات إحياء هذا الاتفاق، أن تظهر نفسها من جديد وتستخدم هذا الذريعة للتغطية على تقاعسها عن التزاماتها السابقة"،
وأضافت: "بالأمس، أدانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أثناء نشر بيان تدخلي، إطلاق إيران الناجح الأسبوع الماضي للقمر الصناعي ثريا مع حامل قمر صناعي عمودي يبلغ طوله 100 متر إلى مدار يبلغ 750 كيلومترًا، والذي يزعمون أنه يستخدم تكنولوجيا لتطوير نظام صاروخي باليستي بعيد المدى وقادر على حمل أسلحة نووية.. وقد فضلت الدول الثلاث المذكورة، دون ذكر أساس فني للادعاء المذكور، لكن مجرد رفع أسمائها كدول قلقة بشأن أنشطة إيران التكنولوجية، وأثناء نشر بيان سياسي، أظهرت إيران أنها نشطة في التطورات الدبلوماسية في المنطقة والعالم.. كل ذلك لأجل خلق جو نفسي ضد الجمهورية الإسلامية".
وختمت: "الذي تمارسه الترويكا الأوروبية، رغم أنه لا يزال يهدد تقدم أنشطة الدفاع والاتصالات الإيرانية، يدخل ضمن سياق تقديم الدعم السياسي للإبادة الجماعية والأزمة التي ارتكبها النظام الصهيوني في حرب غزة الدموية، والتي قامت بها إسرائيل والولايات المتحدة، حيث بدأوا في الشرق الأوسط، يشعرون بالخطر على مصالحهم، ولذلك، كان من المتوقع أن يصف زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرون، في الاجتماعات غير الفعالة التي يعقدونها حول التطورات في فلسطين، جرائم النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة بأنها ليست جريمة ضد الإنسانية، بل إنها ببساطة مخالفة للقانون الدولي، وبهذا فإن الشكوك التي أبدتها هذه الدول حتى الآن بشأن مشاركتها الكاملة في مسرح حرب الشرق الأوسط، ليست بسبب معارضتها لآلة القتل التي أطلقتها تل أبيب في غزة، بل نتيجة للتخبط في حرب الاستنزاف في أوكرانيا، ولذلك، فهم يفضلون الاستمرار في قرع طبولهم الجوفاء تحت شعارات حقوق الإنسان وتكبير كاميراتهم على أنشطة الجمهورية الإسلامية؛ ومن الإجراءات التي يعلم الجميع بها، أنه لا يزال لديهم في أجندتهم بديل «الضغط» الدعائي على إيران.. إن مزيج الشعارات والأكاذيب التي يلعبها الأوروبيون في المعركة الإعلامية ضد إيران لا يختلف عن الجهود التي قامت بها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة ضد إيران في مرحلة جديدة تعتمد على التزييف الإخباري، ومن خلال انتهاج هذه السياسة فإنها تكون في انتظار تطور غير متوقع في التطورات الحاسمة التي تشهدها المنطقة، وهي سياسة، مهما كانت نتيجتها، فإنها لن تؤدي إلى إضعاف دور إيران الإقليمي في الوضع المصير الذي يعيشه الشرق الأوسط، بل تؤدي إلى تعزيز رابطتها المشتركة بين إيران وسائر محيطها".
تداعيات قرار لاهاي
بدوره كتب الدكتور محمد مهدي إيماني بور، رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، في صحيفة " وطن أمروز": "إن انعقاد محكمة لاهاي رداً على الجرائم اللامحدودة التي يرتكبها نظام الاحتلال الصهيوني في غزة يعتبر بمثابة باعث لتطورات جديدة فيما يتعلق بهذه المأساة، إن غضب نتنياهو وغيره من قادة النظام الصهيوني القاتل للأطفال تجاه هذا الحدث يظهر بوضوح أن الصهاينة واجهوا "قضية غير مسبوقة" في النظام الدولي.. كانت رواية محكمة لاهاي بشأن جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة وخان يونس مختلفة بشكل واضح عن رواية التدفق الإعلامي والسياسي المهيمن للغرب خلال 115 يومًا الماضية من هذه الحرب، بينما يصف زعماء الغرب الإبادة الجماعية الواضحة التي لا يمكن إنكارها ضد الفلسطينيين بأنها مثال على "الدفاع المشروع"، ولم يوافق حتى على إدانة الجرائم الظاهرة المرتكبة في غزة، يظهر في المقابل أن السلطة القضائية الدولية الأكثر رسمية تعلن عن كفاية الأدلة والوثائق المتوفرة للدخول في قضية الإبادة الجماعية في غزة.. ورغم أن هذه العملية (قانونيًا) في بدايتها ويجب إكمالها، إلا أن تل أبيب لم تواجه قط مثل هذا التحدي القانوني الواسع خلال 76 عامًا من الجريمة والقتل".
أما صحيفة "قدس" فقد أجرت مقابلة مع الخبير في الشؤون الدولية أبو الفضل بازركان، حيث قال: "صحيح أن قرار لاهاي لا يعتبر عادلا، لكنه كان غير مسبوق أو نادر من نوعه، ومن النادر أن يتم توجيه اتهام لحكومة في المنظمات الدولية، ومن الأصعب أيضًا أن تنفتح هكذا قضية ضد النظام الصهيوني الذي جلب معه لوبي قوي من جهة، ومن جهة أخرى ومن ناحية أخرى تدعمه دول مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا، وهذا الموضوع يعتبر إنجازا في حد ذاته، وبطبيعة الحال، كنا دائما متشائمين بشأن آليات المؤسسات الدولية هذه، وأنه لا يمكن الوثوق بالآليات التي أنشأتها الدول الغربية لتحقيق مصالحها، ولكن على أي حال هذا النوع من الأحكام الصادرة عن محكمة لاهاي الدولية يعتبر إنجازاً لنا أيضاً".
المشاريع الغربية الفاشلة ضد إيران
وكتبت صحيفة "همشهري": "تستمر جرائم النظام الصهيوني في الأراضي المحتلة في وضع يبدو فيه أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح محور المقاومة قد جاء بعد خوف أمريكا وبعض الحكومات الغربية الداعمة لتل أبيب، ورغم أن الولايات المتحدة، بمشاركة بعض الحكومات الغربية، بما فيها بريطانيا، نفذت هجمات واسعة النطاق على مواقع قوى المقاومة في المنطقة، من اليمن إلى العراق وسوريا، خلال الأسابيع الماضية، لكن المراقبين للتطورات في المنطقة يرون أن المحور الغربي الصهيوني لا يزال عاجزا عن دفع سياساته واستراتيجياته في الشرق الأوسط، ويحاول توجيه أصابع الاتهام إلى طهران؛ وهو النهج الذي ارتبط بالأمور التالية:
1. الحرب الإعلامية ضد طهران: حاول بعض المسؤولين الغربيين، بدعم إعلامي، في الأسابيع الأخيرة، التأكيد على دور إيران في أنشطة مختلف الجماعات الناشطة في محور المقاومة، لإظهار أن الجمهورية الإسلامية تقف وراء تصاعد هذه النشاطات والتوترات التي تشهدها المنطقة، وعلى هذا الأساس شهدنا في الأيام الأخيرة الاتجاه المتزايد للتحليلات والتقارير المناهضة لإيران على المواقع الإلكترونية ومراكز الأبحاث بشكل رئيسي في الغرب.
2. طلب أمريكا من الصين: في ظل الوضع الذي لا يزال فيه المحور الغربي، بمواصلته دعم جرائم النظام الصهيوني في غزة، يشعل نار التوترات في المنطقة ويزداد الوضع تعقيدا بالنسبة لهم يوما بعد يوم، لكنه يستخدم أدوات مختلفة للضغط على إيران، إحدى هذه الأدوات هي التشاور مع الصين، باعتبارها الشريك الاستراتيجي لإيران، ومؤخراً، ذكرت بعض المصادر الغربية أنه خلال الأسابيع الماضية، طلب المسؤولون الأميركيون مراراً وتكراراً من الصينيين، مستغلين علاقاتهم الوثيقة مع إيران، أن يطلبوا من طهران اتخاذ إجراءات للسيطرة على أنشطة أنصار الله في اليمن.
3. مواجهة التطور التكنولوجي الإيراني: أدانت الترويكا الأوروبية في بيان لها قيام إيران الأسبوع الماضي بإطلاق القمر الصناعي "ثريا"، لكن طهران تؤكد أن التطورات الفضائية الإيرانية مستمرة.
4. استمرار الاتهامات النووية: لا بد وأن ننظر إلى استمرار الاتهامات النووية باعتباره مرحلة أخرى من الجهود المتعددة الأوجه التي بذلها الغرب ضد إيران في الأسابيع الأخيرة، وهو نهج قديم يتم اتباعه بمزيد من المهارة هذه الأيام من قبل رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويحاول هذا النهج توفير منصة مناسبة للحركات المناهضة لإيران لتوجيه الاتهام إلى إيران بأنها تواصل التخصيب على مستوى عالٍ ولا تتعاون مع مفتشي هذه المؤسسة.
5. في ظل تأثر الرأي العام العالمي بجرائم وإبادة النظام الصهيوني في الأراضي المحتلة واستمرار تل أبيب في قتل شعب غزة المظلوم بدعم غربي، حاول بعض المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية خلق مرحلة جديدة من القمع وادعاءات مناهضة حقوق الإنسان ضد الجمهورية الإسلامية".