الخليج والعالم
القوات الأميركية تُعيد انتشارها بعد الضربات الموجعة في سورية
دمشق - علي حسن
بعد نحو مئة يوم من الضربات الموجعة والمتواصلة لقواعد الاحتلال الأميركي وخاصة في سورية، بدأت الولايات المتحدة بمحاولة إعادة ترتيب قواتها للتأقلم مع الوقائع التي فرضتها عمليات المقاومة الإسلاميّة في العراق انتصارًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.
وذكرت مصادر متطابقة أن القوات الأميركية أخلت قاعدة هيمو في ريف مدينة القامشلي شمال الحسكة، فيما بدا أنها محاولة لإعادة الانتشار والتموضع أملًا في تقليل الخسائر التي تتلقاها والتي ما تزال تُخفيها بستار من السرية.
قاعدة هيمو وكر لاستخبارات واشنطن في الجزيرة السورية
وحول القاعدة المُخلاة وأهميتها الاستراتيجية، قال الخبير العسكري العميد علي خضور لموقع "العهد" الإخباري إن "قاعدة هيمو
من القواعد الحيوية بالنسبة لـ القوات الأميركية، إذ تبعد مسافة 4 كم إلى الغرب من مطار القامشلي، وتحوي قرية هيمو، على معسكر للتدريب تابع لقوات سورية الديمقراطية، بإشراف من القوات الأميركية، وهو معسكر خاص لتدريب القوات الخاصة، التابعة لقسد، والتي تعرف باسم "هات" والأهمّ من كلّ ذلك أنها كانت قاعدة تمركز رئيسي للاستخبارات الأميركية وليس للجنود فقط".
وعن جدوى التحركات الأميركية الأخيرة، أكد الخبير العسكري أن هذه التحركات التي تندرج في سياق الدفاع السلبي والوقائي هي أقرب للخطوات الارتجالية منها إلى التخطيط الدقيق، والدليل على ذلك أن القوات الأميركية كانت قد عزّزت تعداد جنودها داخل هذه القاعدة ليصل إلى 350 جنديًّا قبل فترة وجيزة من الآن، واليوم تقوم باخلاء القاعدة وإرسال جنودها باتجاه قاعدة تل بيدر"، وتابع "هذا دليل على حجم التخبّط الذي تعاني منه القوات الأميركية نتيجة الضربات المستمرّة للمقاومة العراقية خاصة بعد بدء عملية طوفان الأقصى".
وبحسب خضور، القوات الأميركية تحاول ترميم القواعد العسكرية الأخرى التي تلقّت بدورها ضربات قوية من المقاومة الإسلاميّة في العراق، وآخر تلك المحاولات هبوط طائرة شحن أميركية في قاعدة خراب الجيز وعلى متنها معدات ووسائل قتالية، في حين بدأت القوات الأميركية بمناورات إنزال جوي في المنطقة الصناعية شمال ديرالزور تشارك فيها عشرات المروحيات.
القوات الأميركية تتكتّم على خسائرها
من ناحيته، أكد المحلّل السياسي محمد علي لموقع "العهد" الإخباري أن حجم ونوعية الضربات التي تتلقّتها القوات الأميركية في العراق وسورية على يد المقاومة الإسلاميّة العراقية على اختلاف الفصائل المنضوية تحت لوائها لا يترك مجالًا للشكّ حول حجم الخسائر الفادحة التي تُمنى بها خاص"، وأضاف "الهجمات تستهدف كافة القواعد الأميركية دون استثناء وبشكل يومي تقريبًا، كما أن الأسلحة المستخدمة في تلك الهجمات أسلحة متطورة وذات قدرة تدميرية عالية فضلًا عن دقّة الإصابة خاصة الصواريخ متوسطة المدى أقصى واحد والتي تحمل رأسًا قتاليًا ثقيلًا فضلًا عن الطائرات المُسيّرة الانقضاضية التي يصعب على الرادار اكتشافها وغالبًا ما تصل إلى هدفها قبل أن يتم رصدها".
وأرجع المحلّل السياسي التكتّم الأميركي على الاعتراف بالخسائر إلى حرج واشنطن أمام جمهورها وحلفائها من ردودها الضعيفة على تلك الهجمات، فالولايات المتحدة تستشعر الخطر على ربيبتها "اسرائيل" وتركّز كلّ جهودها لتقديم الدعم العسكري لها في حربها على قطاع غزّة، كما أن الولايات المتحدة التي ذاقت مرارة الهزيمة في العراق تدرك عقم أيّ محاولة للقضاء على المقاومة العراقية المتجذرة في أرضها والتي تحظى بدعم شعبي كبير تستند عليه فضلًا عن كونها جزءًا لا يتجزّأ من محور المقاومة الذي رفع شعار وحدة الساحات وترجمه على أرض الواقع نصرًا ومساندة لكل أطرافه في المنطقة وعلى رأسهم المقاومة الفلسطينية البطلة.