الخليج والعالم
أحداث اليمن وبطولات أنصار الله تتصدّر الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم على أكثر من عنوان أبرزها الأحداث الأخيرة في اليمن، والتحديات الأمنية في الجمهورية الإسلامية.
سيناريو الردّ اليمني
صحيفة "كيهان" كتبت في عددها اليوم "ليس لدى أمريكا وبريطانيا أهدافٌ جديدة لمهاجمة اليمن، لكن مصالحهما المتعددة في المنطقة يمكن أن تكون أهدافًا استراتيجية مدمرة وهشة للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار والتسلل وغيرها من قبل قوات المقاومة اليمنية، على سبيل المثال، يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي قبالة سواحل البحرين، وتبلغ المسافة الجوية اليمنية إلى موقع هذا الأسطول أقل من 1400 كيلومتر، ويمكن أن يكون هذا الأسطول بسهولة أحد أهداف الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المتفجرة للمقاومة اليمنية، يذكر أن المسافة الجوية من ميناء إيلات التجاري جنوب فلسطين المحتلة إلى اليمن تبلغ ما يقارب 2000 كيلومتر، وبعد حرب غزة تعرضت مدينة إيلات الساحلية لهجوم من قبل المقاومة اليمنية وتحولت اليوم إلى أرض قاحلة وغادرها سكانها الصهاينة، وبمقارنة مسافة 2000 كيلومتر بين ميناء إيلات واليمن، فمن السهل مهاجمة الأسطول الأمريكي الخامس على ساحل البحرين، الذي يبعد عن اليمن أقل من 1400 كيلومتر، حتى الآن، هاجمت المقاومة اليمنية السفن التي تحمل الوقود والبضائع للكيان الصهيوني، ولكن من الآن فصاعدا، سيتم استهداف جميع السفن التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى الأعضاء في التحالف الأخير، بغض النظر عن الشحنة التي تحملها، كما أصبحت أهدافاً مشروعة للمقاومة اليمنية، وأكد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي بصنعاء، أمس، أنه "بهذا الهجوم حرمت أمريكا وبريطانيا نفسيهما من الحركة في البحر الأحمر وباب المندب".
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "تظهر الأدلة أن البيت الأبيض في عهد بايدن أخطأ في حساباته في هجومه على اليمن، وما يتبين من تصريحات رجال الدولة الأمريكيين هو أنهم بدأوا عملياتهم بهدف استعادة ردعهم، لكن الغرض الأساسي من قواعد الردع هو ردع الطرف الآخر عن القيام بمزيد من الأعمال، في المقابل إن العمل العسكري لحكومة بايدن لن يظهر أي بوادر لفرض "الردع" على محور المقاومة ولن يثني الجيش اليمني عن مواصلة استراتيجيته في البحر الأحمر وباب المندب، وأن مسؤولي الجيش الوطني اليمني مشغولون بالفعل بتصميم رد هائل على المنشآت الأمريكية، ولم تؤد واشنطن إلا إلى تعقيد الوضع أكثر وزيادة التوتر في المنطقة بهجومها غير المدروس... لقد اتخذت الإدارة قراراً متسرعاً لدرجة أنها لم تحصل حتى على تفويض من الكونغرس للقيام بعمليات عسكرية في اليمن، مما أثار غضب الكابيتول هيل... إن حقيقة أن شخصًا مثل "جو بايدن" اليوم هو القائد الأعلى للقوات الأمريكية هو بمثابة ضربة قاتلة لهذه "القوة العظمى الراكعة" وفقًا لفرانسيس فوكوياما، تم تقييم المواجهة مع اليمن، التي خرجت للتو من حرب ثقيلة استمرت 8 سنوات، في وسائل الإعلام الأمريكية باعتبارها واحدة من أكبر الأخطاء الاستراتيجية للولايات المتحدة".
وختمت إن "العملية العسكرية ضد اليمن في المستقبل القريب ستكشف للولايات المتحدة حقيقة أنها لا يمكن أن تبقى في مأمن من نيران المقاومة دون قبول عواقب قرارها، في النهاية، تسببت الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب خطأهما الاستراتيجي، في جعل اليمن يتصرف بشكل أكثر تحرراً في البحر الأحمر، وسيكون لعدوان التحالف في صنعاء عواقب عكسية تتمثل في أنه لم تعد هذه السفن الأمريكية والبريطانية قادرة على دخول البحر بسهولة".
داعش خراسان.. التحدي الأمني الجديد الذي تواجهه إيران
داعش خراسان هو فرع محلي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، ينشط في أفغانستان وباكستان وبشكل غير محسوس في طاجيكستان، وقد أعلنت هذه المجموعة مسؤوليتها عن العمليات الإرهابية في إيران، بما في ذلك الهجوم على مرقد وشاهشيراغ وعلى طريق ضريح الشهيد سليماني في كرمان.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "إيران": "بسبب فشل جيش النظام الصهيوني في وقف الهجمات الصاروخية للمقاومة، فضلاً عن عدم القدرة الواضحة على إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وحجم المعارضة الداخلية لاستمرار الحرب على غزة في الأراضي المحتلة الذي يتزايد يوما بعد يوم، قامت قيادات الكيان الصهيوني، وخاصة الأجهزة الأمنية، وتحت ضغط الرأي العام وبهدف تأخير الآثار المدمرة لإعلان الهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية، بحملة اغتيالات لقادة المقاومة، في الوقت نفسه الذي تواصلت فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي كان آخرها اغتيال قادة بارزين في المقاومة في لبنان، ومن وجهة نظر السلطات الصهيونية فإن اغتيال قيادات في المقاومة، نظراً للطبيعة الرمزية لهذه الشخصيات، له تكلفة نفسية باهظة على مناصري المقاومة، لذا فإن خلايا الإرهاب التابعة للكيان الصهيوني متواجدة حالياً، ولها متابعة جدية لتنفيذ مختلف العمليات الإرهابية ضد قيادات المقاومة في المنطقة".
وتابعت "على الرغم من أن هذا الهجوم في كرمان نفذته جماعة داعش خراسان، لكن بحسب الوقائع المتعلقة بالقدرة العملياتية لهذه الجماعة، يمكن اعتبار هذه العملية مرتبطة بالكيان الصهيوني، لأن جماعة داعش خراسان، تفتقر عمليا إلى القوة والقدرة الاستخباراتية، ما هو واضح هو أنها من المجموعات التي لديها تنظيم غير واسع النطاق ذو طبيعة مرتزقة وهي مسؤولة عن كسب المال من المشاريع المناهضة للأمن لمقاولين إقليميين وخارجيين، لذلك حتى لو تم تنفيذ هذه العملية الإرهابية من قبل عناصر هذه المجموعة، ولا شك أن الدعم المعلوماتي والعملياتي لهذا العمل تم من قبل جهات محترفة مثل الموساد، الذي هو في الصف الأول من المتهمين في هذا الصدد".