معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: حرب غزة وضربات اليمن في الصدارة
11/01/2024

الصحف الإيرانية: حرب غزة وضربات اليمن في الصدارة

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم في طهران، بأكثر من ملفّ، لكنّ البارز فيها هو الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية في البحر الأحمر بشكل خاص، وذلك تزامنًا مع ضرب القوات المسلّحة اليمنية سفينة أميركية. كذلك ركّزت على الهزيمة الميدانية الواضحة التي أصابت الجيش الصهيوني وما يترتّب على ذلك من سقوط لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبالخصوص مع التطورات في الجبهة مع حزب الله.

100 يوم على التجوال في الأنفاق

صحيفة "جام جم" كتبت، في عددها اليوم، أنّه: "بعد مرور ثلاثة أشهر على عملية طوفان الأقصى أصبح النظام الصهيوني أكثر يأسًا من أي وقت مضى، إن الأوضاع الحرجة داخل النظام والشعور المتزايد بالاشمئزاز عند الرأي العام العالمي من خلال المسيرات وإعلان الدعم لشعب غزة على الساحة الدولية، دفعت السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ قرارات عاطفية وغير عقلانية، ومن ناحية أخرى، وبحسب تصريحات الصهاينة، فقد بدأت المرحلة الثالثة من الحرب تحت اسم العمليات الخاصة باغتيالات تستهدف قادة المقاومة في الجغرافيا خارج الأراضي المحتلة في دول أخرى، وبينما يحاول النظام الصهيوني، من خلال سحب قواته العسكرية من غزة، تقليل الخسائر البشرية وخداع الرأي العام فيما يتعلق بخفض مستوى العنف، فإنه يعدّ الأعمال الإرهابية بمثابة تغطية لنقاط ضعفه".

وأضافت: "في بداية حرب غزة، ذكر نتنياهو ثلاث قضايا هي الأهداف الرئيسة للنظام الصهيوني في حرب غزة: تدمير حماس، إطلاق سراح الرهائن، وتحويل غزة إلى مكان لا يشكّل خطرًا على إسرائيل. إلا أنه خلال المئة يوم الماضية، غير قتله المدنيين واغتيال بعض قادة المقاومة لم يحقق شيئا للصهاينة، خلال هذه المرحلة، لم يتمكّن الإسرائيليون من إطلاق سراح ولو واحد من أسراهم عن طريق الحرب، ولم يتمكّنوا من إطلاق سراح العديد من أسراهم إلا بعد قبول طلب حماس للتفاوض وتبادل الأسرى، أما فيما يتعلق بتدمير حماس، فلم يحققوا أدنى نجاح، وما تزال هذه المجموعة المقاومة الفلسطينية تدافع عن القضية الفلسطينية بكل قوتها إلى جانب فصائل المقاومة الأخرى، وما يزال الصهاينة يخسرون ويتكبدون الخسائر أمام المقاومة...وبالرغم من دعم الولايات المتحدة والحكومات الغربية لإسرائيل وتأخر الأمم المتحدة ومجلس الأمن في وقف جرائم الصهاينة، كانت موجة الاحتجاجات الواسعة من شعوب في مختلف البلدان قد وضعت المحتل في جميع أنحاء العالم تحت الضغط، واهتزت مكانة الكيان الصهيوني في نظر الرأي العام العالمي، ومن ناحية أخرى، يواجه الصهاينة أيضًا خلافات كثيرة في الداخل، وكل يوم هناك أخبار عن خلافات السلطات الصهيونية بشأن الحرب، وبطبيعة الحال، كلما طال أمد الحرب أصبح الوضع الداخلي للنظام الصهيوني غير مستقر، وتسارع تراجع الصهاينة".

سقوط نتنياهو

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "نتنياهو يصر على مواصلة الحرب، لأن نهاية الحرب ستعني نهايته وحكومته، ويجدر بنا أن نتأمل أنه داخل الأراضي المحتلة يجري التخطيط لإسقاط نتنياهو بطريقة واضحة؛ وفي الوقت نفسه الذي جرى فيه هزيمة الصهاينة في حرب غزة، أبطلت المحكمة العليا لهذا النظام إصلاحات نتنياهو القضائية؛ حيث لم يعد له ولحكومته مجال للتنفس في داخل تل أبيب".

ورأت : "ممّا لا شك فيه، أنه لو لم تحدث الحرب في غزة ولم تكن رموز الهزيمة واليأس للنظام المحتل في هذه الحرب واضحة، لما كان للمحكمة العليا للكيان الصهيوني صلاحية إلغاء قرار نتنياهو حول الإصلاحات القضائية، أبعد من ذلك، لا يمكن تجاهل دور بعض رؤساء الموساد وجيش نظام الاحتلال في إقناع المحكمة العليا خلف الستار بإعلان الحكم المثير للجدل الأخير ضد إصلاحات نتنياهو القضائية، وكان بعض أعضاء حكومة نتنياهو، قد أعطوه إنذارًا بعدم الاستسلام للضغوط للانسحاب من الإصلاحات المثيرة للجدل، لكن الآن لا يوجد مجال لنتنياهو للتراجع مقاومة المحكمة العليا للكيان الصهيوني".

انهيار أفكار النظام القديم

جاء في صحيفة "كيهان": "أثبتت حرب غزة أن هياكل "النظام القديم" وأفكاره في العالم،  فعندما لا يتمكّن النظام الإسرائيلي المدجج بالسلاح من كبح جماح الفلسطينيين على الرغم من الحرب الطويلة نسبيا؛ وعندما لا تستطيع أمريكا، القوة العظمى، إيقاف العملية التي أمامها بالتحذير والإجراءات الرمزية وحتى الإجراءات العملية؛ عندما لا تتمكّن الحكومات الإقليمية في معسكر النظام القديم من تأدية دورها والمساعدة في حل المشكلة؛ عندما يكون من الصعب تشكيل التحالفات وتكون غير قادرة على اتخاذ الإجراءات المقصودة في الميدان؛ وعندما تعجز الهيئة القانونية للنظام القديم أو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن المساعدة في السيطرة على العملية العدوانية الصهيونية، فإنّ هذا يعني أن الوضع والعناصر الرئيسة المشاركة فيه قد تغيرت، في هذه الحال، لا يمكن رسم أفق التطورات استنادًا إلى المؤشرات التي كانت تحكم النظام العالمي القديم، في مثل هذه الحال، تصبح "الجهات الفاعلة الجديدة" ذات أهمية مزدوجة".

وأضافت: "من المظاهر المهمة لعدم فعالية هياكل وأفكار النظام القديم، مواجهتها للتحديات التي أطلقها المقاتلون اليمنيون ضد الغرب حول مضيق باب المندب الاستراتيجي والبحر الأحمر، لقد تسببت التطورات في البحر الأحمر في إذلال أمريكا الشديد بدلاً من إزعاج النظام الإسرائيلي... فقد رسمت أميركا قديمًا حدود البحار، وتصرفت بطريقة تمكّنهم من أن تكون ملك البحار واستحوذت على طاعة الدول الأخرى،  ومنذ حوالي أربع أو خمس سنوات أعلن "دونالد ترامب" أن أمريكا لم تعد مستعدة للعب دور حارس الأمن الدولي وعلى الجميع أن يدفعوا ثمن أمنهم لأمريكا، وعلى هذا الأساس بدأ بمضايقة الحكومات العربية التابعة له، ولكن كشف الوضع الحالي في البحر الأحمر عن سبب ما يُسمى بعدم الاهتمام الأمريكي بلعب دور دركي الأمن الدولي؛ أمريكا لا تستطيع توفير الأمن للآخرين، لذلك، وبعد إعلان الجيش الأمريكي عن مرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر، أعلنت شركة إيطالية أنها غير مستعدة للسفر في البحر الأحمر، وليس لديها ثقة في استتباب الأمن من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كما واجه التحالف البحري الأمريكي الدولي العديد من التقلبات قبل أن يواجه مشكلة حقيقية وعملية، وخلال تلك المرحلة، واصل اليمنيون إطلاق النار على السفن التي يشتبه في أنها تحمل بضائع لإسرائيل، بل إن اليمنيين خطوا خطوة إلى الأمام وأعلنوا أنه بالإضافة إلى استهداف السفن التي تحمل بضائع للنظام، فإنهم لن يسمحوا لسفن الدول المنضمة إلى التحالف الأمريكي بالسفر في البحر الأحمر".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل