معركة أولي البأس

الخليج والعالم

توتر أميركي - أوروبي على خلفية عملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر
10/01/2024

توتر أميركي - أوروبي على خلفية عملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر

أشار الكاتب إلدار محمدوف في مقال نشرها موقع "Responsible Statecraft"، إلى التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية على خلفية مساعي واشنطن لتشكيل ائتلاف دولي لـ"حماية حريّة الملاحة في البحر الأحمر"، بحسب زعمها، ضد عمليات "الحوثيين" (حركة أنصار الله اليمنية) التي تستهدف فقط السُفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة في حال عدم الاستجابة للمطالب اليمنية بتغيير مسارها، وذلك للضغط على كيان العدو الصهيوني لوقف العدوان على قطاع غزة.

وقال الكاتب إنَّ رئيس هيئة الأركان بالجيش الأميركي تشارلز براون اتصل بنظيره الإسباني تيودورو لوبيز كالديرون في الثامن من كانون الثاني/يناير الجاري، وإن البيان الأميركي الصادر حول المكالمة أفاد بأنه جرى الحديث عن "الهجمات غير القانونية لـ"الحوثيين" على السفن التجارية" في المياه الدولية التابعة للبحر الأحمر.

كما لفت الكاتب إلى أنَّ وزير البحرية الأميركية كارلوس ديل تورو اتصل مؤخرًا بالسفير الإسباني لدى واشنطن سانتياغو كاباناس من أجل حثّ الحكومة في مدريد على الانضمام إلى الائتلاف "المعادي للحوثيين" بقيادة الولايات المتحدة، وأنَّه منح مدريد وقتاً حتى تاريخ الحادي عشر من كانون الثاني/يناير من أجل تقديم إجابة حول الانضمام.

وأضاف الكاتب بأن مدريد رفضت حتى الآن الانضمام إلى الائتلاف ووضع جنودها وسفنها تحت قيادة القيادة الوسطى بالجيش الأميركي في البحر الأحمر، كذلك أردف أنَّ وزير الحرب الأميركي لويد أوستن ذكر خلال إعلانه عن تشكيل الائتلاف الشهر الفائت أن إسبانيا من بين الدول المنضمة إلى الائتلاف، لافتًا إلى أنَّ هذا الكلام جاء على ما يبدو من دون التشاور مع الحكومة الإسبانية، الأمر الذي أثار انزعاج مدريد.

وتابع الكاتب أنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالًا برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أجل تهدئة الأجواء، والتشديد على "التهديد الحوثي"، مضيفًا أنَّ إسبانيا لم تغير موقفها الرافض للانضمام إلى الولايات المتحدة وعدد من حلفائها.

ولفت الكاتب إلى أن موقف الحكومة الإسبانية لقي ترحيبًا في صنعاء، حيث أعرب نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي عن تقديره لمدريد إثر قيام الأخيرة بالنأي بنفسها عن "الأكاذيب الأميركية والبريطانية حول حرية الملاحة".

وقال الكاتب إنَّ الحكومة الإسبانية لم تشرح دوافع رفضها الانضمام إلى عملية "حارس الازدهار"، إلّا أن مدريد تبنَّت موقفًا واضحًا وصريحًا بشجب عمليات القتل الإسرائيلية "العشوائية" في غزة، مشيرًا إلى أنَّ ذلك تسبَّب بأزمة دبلوماسية بين إسبانيا والكيان الصهيوني.

واعتبر أنَّ الدخول في مواجهة مع حركة أنصار الله لن ينتهي بتحقيق نصر عسكري، لافتًا إلى أن الحركة خرجت أقوى مما كانت عليه من الحرب التي استمرت تسعة أعوام والتي شنتها السعودية وتحالف العدوان بدعم عسكري ودبلوماسي استخباراتي "سخي" من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى.

ورأى الكاتب أن ممانعة الحكومة الإسبانية لتحمُّل مخاطر الدخول في حرب ستكون على الأرجح "من دون جدوى" ضد حركة أنصار الله، خاصةً كون مدريد تريد وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أنَّ إسبانيا ليست الحليف الأميركي الوحيد الذي لديه تحفظات، ذاكرًا أنَّ فرنسا الدولة الأكثر قدرة عسكريًا في الاتحاد الأوروبي، رفضت الانضمام إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض في هذا الخصوص بتاريخ الثالث من كانون الثاني/يناير الجاري.

ولفت إلى أنَّ إيطاليا ورغم توقيعها على البيان المذكور، فإنها لم تلتزم بخوض القتال تحت قيادة أميركية، موضحًا أنَّ الحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في حلف "الناتو" مثل هولندا والدنمارك والنرويج وافقوا فقط على إرسال عدد رمزي من القوات العسكرية.  

وشدد الكاتب على أنَّه يجدر بإدارة بايدن الاستفادة من أوراقها لجعل "إسرائيل" توافق على وقف إطلاق نار فوري في غزة وعدم توسيع الحرب لتشمل لبنان، كذلك أردف بأنَّ الدخول في خلافات مع حلفاء مثل إسبانيا وفرنسا لإرضاء "الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في التاريخ" هو ثمن لا يستحق دفعه.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل