الخليج والعالم
أبناء دير الزور السوريّة يحيون ذكرى استشهاد سليماني ورفاقه: فخر وقدوة
امتلأ مدرج جامعة الفرات في دير الزور بمحبي الشهيد قاسم سليماني، فالدعوة التي أطلقها رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة مع مكتب الأصدقاء الإيرانيين سرعان ما تردّد صداها في نفوس الطلاب الذين شهدوا مرحلة جديدة من الأمان أعقبت اندحار "داعش" من المدينة. فقد كان الجنرال الشهيد مع رفاق دربه عنوانًا لهذه المرحلة، من خلال تواجده الدائم في المحافظة وخصوصًا في منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، والتي حاول الأميركيون السيطرة عليها قبل أن يكون للشهيد القائد قاسم سليماني كلام آخر.
ردّ الجميل لشخصه
يؤكّد الشيخ مفلح الجابر، وهو شيخ عشيرة "البقارة"، أن حضوره مع عدد كبير من أبناء العشائر والطلاب والمواطنين في المنطقة الشرقية إلى مدرج جامعة الفرات لحضور حفل إحياء الذكرى الرابعة لارتقاء الشهيد القائد قاسم سليماني مع رفيق دربه الشهيد أبو مهدي المهندس، هو أضعف الإيمان وهو بمثابة ردّ الجميل لهذا الرجل العظيم الذي أسهم بحضوره الميداني على جبهات المحافظة في طرد الخطر التكفيري الذي تهدّد الأهالي وكاد أن يفرغ المحافظة من أهلها.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يشير شيخ عشيرة "البقارة" إلى أن الشهيد سليماني أسهم بتعزيز الخيارات الوطنية عند أبناء محافظة دير الزور، في ظل وجود قوات الاحتلال الأميركي التي حاولت تقسيم المجتمع العشائري والأهلي على قاعدة "فرّق تسد"، فضلاً عن وجود ميليشيا "قسد" الانفصالية التي وضعت نفسها في خدمة المشروع الأميركي، واصطدمت بالواقع العشائري الوطني الذي كرسه حضور الجيش العربي السوري والقوات الرديفة التي أسس الشهيد سليماني لحضورها وكان لها دور كبير في وقف تمدد "داعش"، قبل أن تستلم- اي القوات الرديفة- مع الجيش السوري زمام المبادرة وتسهم في طرد التنظيم التكفيري من المحافظة ومن آخر معاقلها في البوكمال، حيث حضر الشهيد سليماني شخصيًا ليشرف على ذلك ويقف دون السيطرة الأميركية عليها خلافًا لما أعلنه الأميركيون في ذلك الوقت.
الطلاب الذين حضروا بكثافة؛ أشاروا في حديثهم لموقعنا إلى أن الشهيد سليماني ورفاق دربه باتوا مدرسة يُستضاء بنورها وتؤسس للخير العميم المقبل كما يقول الطالب إبراهيم السعيد.
رسالة للتاريخ
السيدة زهراء الموسوي من جامعة الفرات، أكدت في حديثها لموقعنا أن العلاقة بين الشهيد قاسم سليماني وأبناء دير الزور تنطوي على الكثير من التقدير المتبادل والذاكرة الشعبية ما تزال تحتفظ برسالته التي تركها لصاحب منزل في مدينة البوكمال التابعة لدير الزور على الحدود مع العراق، حيث اضطر أن يشغله في أثناء حربه ضد تنظيم "داعش" التكفيري.
رسالة انطوت على الاعتذار الأنيق والنبيل المصحوب بالرغبة في التعويض لصاحب المنزل عبر رقم هاتفي تُرك لهذه اللغاية، ورسالة أنبأت عن هوية هذا القائد الذي جمع في شخصه الكريم الحزم مع الليونة والرفق بالمستضعفين والمظلومين.
من جانبه، أشار الشيخ عبد الكريم الهفل، وهو شيخ قبيلة "العكيدات"، إلى أن الحاج الشهيد قاسم سليماني التزم مسارًا أخلاقيًا واضحًا ونهجًا مقاومًا على قاعدة من لا يخشى في الله لومة لائم. وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، أكد الهفل أن الشهيد سليماني فرض احترامه في كل مكان جاء إليه مصحوبًا بالإنجازات التي راكمها خلال كل سنوات الصبر والجهاد في سبيل الله.
وختم شيخ قبيلة العكيدات حديثه بالتأكيد على أن الشهيد قاسم سليماني صنع تاريخًا من الفخار في حياته، وهو ما يزال الملهم لكل من تخرّج من مدرسته البطولية.